مخيم اليرموك يضم حوالي نصف مليون فلسطيني ومقار جميع فصائل المقاومة الوطنية منها والإسلامية

أكبر تجمعات اللاجئين قاطبة وواحد من 15 مخيما في سورية

TT

مخيم اليرموك هو اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين فوق الاراضي السورية، إذ يضم حوالي نصف مليون فلسطيني، معظمهم من منطقة الجليل في شمال فلسطين. وهو واحد من ثماني مخيمات داخل دمشق الكبرى و15 مخيما في سورية.

ولا يقتصر سكان اليرموك على اللاجئين الفلسطينيين بل يعيش فيه وعلى اطرافه حوالي مليون من العرب والسوريين، منهم نحو 200 الف ممن كانوا يعيشون في فلسطين وقت نكبة عام 1948 وعادوا الى بلادهم مع من هاجر من اهل فلسطين.

ويقع مخيم اليرموك جنوب شرقي العاصمة السورية قرب بوابة الميدان القريبة من محطة القدم للقطارات على مسافة 8 كيلومترات من قلب دمشق. ويضم المخيم مقار ومكاتب جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية منها والاسلامية مثل حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وفيها يعيش قادة حماس مثل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ونائبه موسى ابو مرزوق والامين العام للجهاد الدكتور رمضان عبد الله شلح والامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل والأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة ولفيف من القيادات الفلسطينية التاريخية.

وتوجد في المخيم مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية وفيها قبور لأبرز القادة في تاريخ الثورة الفلسطينية، منهم خليل الوزير (أبو جهاد) الملقب بأمير الشهداء الذي اغتالته اسرائيل في ابريل (نيسان) عام 1989 في منزله في تونس. وسعد صايل (أبو الوليد) الذي اغتيل في لبنان عام 1983 وماجد شرار (ابو سلام) الذي اغتيل عام 1981 بتفجير الهاتف في فندق في روما ومحمد عباس (ابو العباس) الذي توفي في السجون الاميركية في العراق. وغيرهم الكثير من «شهداء الثورة الفلسطينية من ابناء هذا المخيم»، كما قال مصدر فلسطيني في المخيم لـ «الشرق الاوسط».

أنشئ مخيم اليرموك عام 1957 على مساحة تقدر بمليوني و110 آلاف متر مربع لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سورية. وهو من حيث تصنيف وكالة غوث اللاجئين «الأونوروا» ليس مخيما رسميا رغم حصول سكانه على كل الخدمات التي تقدمها الوكالة للمخيمات الرسمية.

ويختلف اليرموك تماما عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سورية. وبمرور الأعوام قام اللاجئون بتحسين مساكنهم وإضافة الغرف إليها. ويزدحم المخيم اليوم بالمساكن الإسمنتية والشوارع الضيقة ويكتظ بالسكان. وهناك داخل المخيم شارعان رئيسيان يمتلئان بالمحلات التجارية ويزدحمان بسيارات الأجرة والحافلات الصغيرة، حيث يعتبر شارع لوبيا وشارع صفد من أكثر الشوارع في المخيم، لا بل في دمشق كلها من حيث النشاط التجاري، حتى أن سعر المحل فيهما وصل أخيراً إلى مليون دولار.

يعمل العديد من اللاجئين في اليرموك كأطباء ومهندسين وموظفين مدنيين ويعاملون معاملة المواطن السوري من حيث الوظائف الحكومية. ويعمل آخرون كعمالة مؤقتة وباعة متجولين. وبشكل عام، تبدو ظروف المعيشة في اليرموك أفضل بكثير من مخيمات لاجئي فلسطين الأخرى في سورية.