روسيا تقرر عدم بيع إيران صواريخ «إس 300»: لا مبيعات للمناطق المضطربة

التضخم في إيران يبلغ 30 %

شرطيات إيرانيات خلال تمارين للتعامل مع أعمال الشغب والإسعافات الأولية في طهران أمس (رويترز)
TT

نفت روسيا انها ستبيع أسلحة دفاعية الى «مناطق مضطربة»، بعد ان حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت هذا الشهر الحصول على تعهد من موسكو بعدم بيع أسلحة متقدمة لايران. وعندما سئل متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان كانت روسيا وعدت بعدم تسليم نظم دفاعية من طراز اس ـ300 لايران رد بقوله «لقد قلنا مرارا بالفعل على أعلى مستوى سياسي اننا لا نزمع تسليم تلك الانواع من الاسلحة الى الدول التي تقع في مناطق مضطربة». وقالت تقارير اعلامية في الاشهر القليلة الماضية مستشهدة بمصادر أمنية ان روسيا قد تبيع لايران نظم صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس ـ300 وهو سلاح يمكن ان يساعد طهران في التصدي لهجوم من جانب اسرائيل أو الولايات المتحدة.

وقال المتحدث اندريه نيستيرنكو للصحفيين امس «يمكنني ان ابلغكم بأن التساؤلات بشأن امتلاك أنواع معينة من الاسلحة الروسية يمكن ان يثيرها هذا البلد أو ذاك لكن القرار بشأن ما اذا كان سيتم البيع يتخذ على أعلى مستوى سياسي». وقال ان مثل هذه القرارات تتخذ «استنادا الى الحاجة للمحافظة على توازن القوى في المنطقة التي يأتي منها الطلب والحاجة للمحافظة على الاستقرار والامن». ونفت روسيا في الماضي انها ستبيع لايران نظام اس ـ300 لكن مصادر دفاعية اسرائيلية قالت لرويترز هذا الشهر ان موسكو وطهران تبحثان الصفقة. وأكثر النماذج تقدما من نظام اس ـ300 يمكنه رصد الاهداف واطلاق النار على الطائرات على بعد 120 كيلومترا. ويعرف في الغرب باسم اس ايه ـ20. ورفض الرئيس الاميركي جورج بوش ان يستبعد استخدام القوة ضد ايران وان كان قال انه ملتزم بالبحث عن حل دبلوماسي. وعملت روسيا مع الدول الغربية في الامم المتحدة للضغط على ايران للالتزام بالمطالب الدولية بشأن برنامجها النووي. غير ان موسكو عرقلت محاولات الغرب لفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران. ولروسيا علاقات اقتصادية قوية مع ايران تشمل مصالح تتعلق بالطاقة وهناك عقد تقدر قيمته بمليار دولار لبناء أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في بوشهر على الخليج.

الى ذلك، ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان التضخم السنوي في ايران قفز 8ر1 نقطة مئوية في سبتمبر الماضي ليصل الى 4.29 بالمئة مما يسلط الضوء على مصدر متزايد للاستياء قبيل انتخابات الرئاسة العام المقبل. ومن المرجح أن يكون ارتفاع الأسعار والسياسات الاقتصادية للرئيس محمود احمدي نجاد من القضايا الرئيسية في الانتخابات التي تجري في يونيو 2009 والتي ينتظر أن يسعى فيها احمدي نجاد للفوز بفترة رئاسة جديدة من أربع سنوات.

وقالت صحيفة سارمايه الاقتصادية اليومية في عنوان رئيسي بالصفحة الاولي «التضخم على حافة 30 بالمائة». واضافت الصحيفة تقول نقلا عن بيانات البنك المركزي ان أسعار المستهلكين زادت 9.3 بالمائة في الشهر الايراني المنتهي في 21 سبتمبر مقارنة مع الشهر السابق ليصل بذلك المعدل السنوي إلى 4.29 بالمائة من 6.27 بالمائة. ويرتفع التضخم بشكل مطرد من حوالي 11 بالمائة منذ تولي احمدي نجاد السلطة في عام 2005 متعهدا بتوزيع أكثر عدلا لثروة النفط في البلاد. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن بعض الخبراء يعتقدون أن أحدث زيادة في الأسعار ترجع في جانب منها إلى شهر رمضان الذي ترتفع فيه عادة أسعار بعض المواد الغذائية. ويقول اقتصاديون ان التضخم الايراني يغذيه الانفاق الحكومي الهائل لعائدات النفط. لكن الرئيس الايراني ينفي هذا الانتقاد قائلا ان ارتفاع الاسعار مشكلة عالمية وان حكومته تتصدى للتضخم. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع قبل احمدي نجاد ان التضخم يتراجع.