دمشق تسلم الصحافيين الأميركيين لسفارة بلادهما بعد أن أعلنت عن اعتقالهما.. «لأنهما تسللا»

«جوردان تايمز»: تايلور كان يحمل تأشيرة دخول.. والداخلية اللبنانية تؤكد أن سجلاتها لا تسجل خروجهما من لبنان

TT

اعلنت سورية أمس أنها تعتقل الصحافيين الاميركيين هولي تشميلا وتيلور لاك اللذين يعملان في صحيفة «جوردان تايمز» الاردنية، بسبب تسللهما الى الاراضي السورية من دون تأشيرة دخول، وذلك بعد أسبوع على اختفائهما، ولكنها قالت أنها اعتقلتهما قبل يومين. ومساء، أعلنت الخارجية الأميركية أن السلطات السورية أطلقت سراح الصحافيين وهما موجودان في السفارة الأميركية في دمشق وبصحة جيدة.

وقالت دمشق ان الصحافيين «تسللا» إلى الأراضي السورية عبر الحدود الشمالية للبنان، من دون الحصول على تأشيرة وبمساعدة أحد المهربين. وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية السورية قال مصدر رسمي إن «سلطات الأمن السورية المختصة تقوم بالتحقيق معهما حالياً لمعرفة كيفية دخولهما دون الحصول على تأشيرات الدخول المطلوبة وسيتم تسليمهما إلى السفارة الأميركية بدمشق فور انتهاء الإجراءات اللازمة». وأضاف البيان أن وزارة الخارجية السورية استدعت القائم بأعمال السفارة الأميركية بدمشق و«أبلغته أن سلطات الأمن السورية أوقفت مواطنين يحملان الجنسية الأميركية هما هولي روبن شميلا وتايلور لانجلي لوك بسبب دخولهما صباح أمس الخميس الأراضي السورية عبر الحدود الشمالية بشكل غير شرعي ومن خلال أحد المهربين». وأضاف المصدر ان «حصول الصحافيين الأجانب على تأشيرة يتم عادة من خلال وزارة الإعلام السورية، الأمر الذي يثير الشبهات حول الهدف من هذا التسلل». ولكن رئيس تحرير صحيفة «جوردن تايمز» سمير برهوم أكد أن تايلور كان يحمل تأشيرة سفر، الا أنه أشار الى أنه كان يحمل جوازي سفر، أحدهما منتهية صلاحيته وهو الذي وضعت التأشيرة عليه. وقال ان تيلور ذهب في شهر اغسطس (آب) الى الولايات المتحدة لتجديد جواز سفره، وأنه لا يعلم أي جواز سفر كان يحمل عندما غادر، ولكنه أضاف: «لم يكن ليغادر من دون تأشيرة سفر». وأبدى برهوم دهشته لاعلان سورية انها اعتقلت الصحافيين الاميركيين اول من امس، مشيرا الى انهما «اختفيا قبل اسبوع وليس يومين». وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» انها ليست المرة الاولى التي يعبر فيها تايلور وهولي الحدود برا الى سورية، واكد انهما لم يواجها مشاكل من قبل. واضاف معبرا عن ارتياحه لايجادهما محتجزين وليس مختطفين: «كنا ظننا ان موجة الاختطافات عادت ولكن العثور عليهما امر يطمئن.. ولكن هناك امورا لا تزال غامضة».

وكانت السفارة الأميركية في بيروت قد بثت بيانا على موقعها الالكتروني تضمن صورتي المفقودين وقالت إن الصحافيين «انقطعت أخبارهما منذ غادرا بيروت متوجهين شمالا إلى جبيل وطرابلس كبرى مدن شمال لبنان». وأشارت إلى أن شميلا ولاك «وصلا إلى لبنان في 29 أيلول من عمان لقضاء إجازة. وفي الأول من تشرين الأول اعلما صديقا لهما بأنهما سيذهبان في ذلك اليوم من بيروت إلى طرابلس عن طريق جبيل ثم سيسافران برا إلى سورية قبل العودة إلى الأردن». وفي بيروت افاد وزير الداخلية اللبناني زياد بارود ان السفارة الاميركية ابلغته امس ان "البعثة الدبلوماسية (الاميركية) في دمشق في صدد تأكيد هوية المواطنين (الاميركيين) المذكورين مع السلطات السورية، حيث يجري تحقيق حول شرعية دخولهما الى سورية» موضحا ان قيود الامن العام اللبناني «لا تشير إلى خروجهما أصولا عبر المراكز الحدودية». وبدوره تبلغ النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا رسميا من السفارة الاميركية في بيروت ان الصحافيين الاميركيين اللذين أعلن عن فقدانهما في لبنان، موجودان في سورية. وكانت السفارة الاميركية في بيروت تقدمت بكتاب معلومات الى النيابة العامة التمييزية عن فقدان الصحافيين الاميركيين طالبة «اخذ العلم واجراء ما يلزم». وقد احال القاضي ميرزا الكتاب الى قسم المباحث الجنائية المركزية الذي باشر تحقيقاته وتحرياته واستقصاءاته على كل الاراضي اللبنانية. وكان موقع «ناو ليبانون» نقل عن مصادر سورية ان المواطنين الاميركيين «اوقفا لدى محاولتهما الدخول الى الاراضي السورية باوراق غير رسمية ما اثار ريبة السلطات على الحدود فجرى اقتيادهما للتحقيق معهما بتهمة انتحال صفة وهوية».

وذكرت المصادر ان الموقوفين «ادليا بافادتين غير متطابقتين الامر الذي زاد شك المحققين بانهما قد يكونان تابعين لخلايا تجسسية معادية لسورية وقد تكون خلايا اسرائيلية، فقررت السلطات التوسع في التحقيق معهما الى ان اعلنت السفارة الاميركية في بيروت اختفاء اثنين من مواطنيها، فعمدت السلطات السورية اثر ذلك الى اجراء سلسلة اتصالات ليل الاربعاء ـ الخميس مع المعنيين بالامر وابلغتهم بوجود المواطنين الاميركيين قيد الاعتقال في سورية موضحة ان التوقيف جرى على خلفية اشتباه والتباس في الاوراق الثبوتية ولم تكن له اي اهداف او غايات اخرى. ووعدت الجانب الاميركي باخلاء سبيلهما من دون عراقيل».

ومن جهتها، عبرت وزارة الخارجية الاميركية عن ارتياحها للعثور على الصحافيين المفقودين، ولكنها امتنعت عن اعطاء تفاصيل حول اسباب وتاريخ احتجازهما قبل موافقتهما. وقال مسؤول في الخارجية الاميركية لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومتين الاميركية واللبنانية بذلتا مجهودا كبيرا للعثور على الصحافيين منذ الاعلان عن فقدانهما.