مفاوضات الجندي الإسرائيلي المختطف استؤنفت من دون تقدم.. وكوشنير إلى القاهرة لبحث الملف

TT

رفضت مصادر أمنية إسرائيلية، القول إن التهدئة في قطاع غزة تعيق التوصل الى اتفاق حول اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الاسير لدى حماس جلعاد شاليط.

واعتبرت تلك المصادر أن شن عملية عسكرية في القطاع كان سيقضي على فرص الإفراج عن شاليط، مؤكدة أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تواصل جهودها باستمرار لإعادة شاليط، موضحةً أنه لا يمكن الكشف عن جميع النشاطات المتعلقة بهذه القضية.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان مفاوضات اطلاق سراح شاليط استؤنفت بواسطة مصر مجددا، لكن دون ان يتم تحقيق اختراق جوهري. ونفت حماس ان تكون قد ربطت بين ملفي الحوار وشاليط إلا ان مصادر قالت ان مصر تحاول ان تخرج بصفقة كبيرة تنهي الانقسام وتتمم عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس. وقالت مصادر في حماس لـ«الشرق الاوسط» ان «حماس على موقفها ولم تغير من شروطها برغم الضغوط المصرية». وقالت مصادر مطلعة أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى القاهرة التي بدأت امس، ستنصب في الأساس حول قضية شاليط. وبحسب المصادر، فان حماس اتفقت مع المصريين على استئناف المباحثات حول شاليط. ورفض امس القيادي في حماس محمود الزهار الرد على سؤال حول ما اذا كانت اللقاءات مع المصريين تناولت ملف شاليط ام لا. وكانت اسرائيل قد وافقت بداية على حوالي 30 من الاسماء التي طرحتها حماس ثم رفعت الرقم الى 70 ثم الى 220. واستبعد الوزير الاسرائيلي ان يتم الاتفاق حول شاليط خلال الاشهر الستة القادمة. وقالت مصادر حماس «لم نوافق على اي طرح اسرائيلي». وكان ابو عبيدة الناطق باسم كتائب «القسام» قد قال لـ«الشرق الاوسط» ان حماس تتمسك بشروطها اطلاق سراح اكثر من ألف أسير فلسطيني هذا غير المرضى والنساء والأطفال. وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية، امس، عن وثائق قالت انها توضح أن «الجيش الإسرائيلي علم بعملية أسر الجندي جلعاد شاليط قبل ساعات من تنفيذها ولكنه لم يفعل شيئا لمنع ذلك».

وكتبت الصحيفة «قبل يوم واحد من عملية أسر شاليط في حزيران من عام 2006، اعتقلت القوات الاسرائيلية ورجال الشاباك الإسرائيلي اثنين من المطلوبين في منطقة رفح، وقبل عملية أسر الجندي بساعات معدودة انهار أحدهم خلال التحقيق معه، واعترف بأن عملية ستحدث في منطقة كرم ابو سالم بواسطة نفق تم حفره، وقام الشاباك بنقل المعلومات لقيادة الجيش التي اعتبرتها معلومات غير دقيقة ولم تنقلها للجنود في الميدان». وقالت الصحيفة انه بناء على الوثائق، ففي يوم 24 / 6 / 2006، وفي تمام الساعة 3.30 صباحا، حاصرت قوات اسرائيلية منزل عائلة معمر في قلب مدينة رفح، ومن ثم انطلقت قوة اخرى باتجاه المنزل الذي ارتجت أركانه من قوة الضربات على بابه الذي فتح وفتح معه سباقا مع الزمن، لمنع عملية يجري التحضير لها صارت في ساعاتها الأخيرة، خاصة وان الشاباك كان يعرف نية حماس بتنفيذ عملية. وبحسب الصحيفة، فان المعلومات الأولية التي نشرت بعد الاعتقال قالت ان الأخوين معمر لم ينهارا اثناء التحقيق وان المعلومات التي نقلها الشاباك كانت عامة وغير حاسمة، لكن وثيقة وصلت إلى الصحيفة تبين بما لا يقبل الشك أن مصطفى معمر (21 عاما) انهار خلال التحقيق في الليلة التي سبقت عملية الاعتقال واعترف بالعملية، وأكد أن المنفذين سيصلون عبر نفق تم حفره بالقرب من الموقع.

ويبحث الرئيس المصري حسنى مبارك صباح اليوم مع وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير عددا من القضايا العربية والدولية، في مقدمتها الوضع في السودان ودارفور والعراق ولبنان وفلسطين والعلاقات السورية اللبنانية والأزمة النووية الإيرانية مع الغرب، والتدهور المالي الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول العالم حاليا، إضافة إلى الموضوعات التي تتعلق باتحاد المتوسط والزيارة التي قام بها كوشنير أخيرا لعدد من العواصم العربية إلى جانب الموضوعات الخاصة بالقوقاز في ضوء زيارة كوشنير الأخيرة لجورجيا. ويستكمل كوشنير الذي يزور مصر ليومين مباحثاته بلقاء مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط.