مخاوف قبطية من أعمال انتقامية ردا على مقتل شاب مسلم على يد شقيق زوجته المسيحي

بسبب زواجه من مسيحية أشهرت إسلامها

TT

سادت أمس حالة من الترقب المشوب بالحذر بين سكان منطقة الأميرية (شرق القاهرة) من الأقباط، بسبب تخوفهم من اندلاع مظاهرات أو أعمال عنف ضدهم بعد صلاة الجمعة أمس، إثر مقتل شاب مسلم على يد شقيق زوجته المسيحي قبل أيام. وكانت النيابة قد أجرت معاينة تصويرية فجر أمس للحادث، إذ اصطحب رجال الشرطة القاتل رامي عاطف خلة إلى مكان الحادث وسط حراسة مشددة لتمثيل الجريمة التي أطلق فيها الرصاص على شقيقته التي أسلمت قبل ثلاث سنوات لتتزوج من أحمد صلاح وابنتهما، حيث قتل زوج شقيقته وأصاب شقيقته بإصابات بالغة أدت لبتر ذراعها الأيسر وأصيبت طفلتها بشظايا في الوجه. ورغم أن المعاينة تمت فجرا إلا أن الأهالي كانوا في انتظار المتهم وحاولوا الفتك به وحالت الشرطة دون ذلك، فتجمعوا قرب كنيسة العذراء مريم ورددوا هتافات منددة بالحادث.

من جانبه، قال القس جرجس ناثان الكاهن بكنيسة العذراء مريم بمنطقة الأميرية «كانت هناك تخوفات من مظاهرات أو أمور مشابهة بعد صلاة الجمعة إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث»، مشيرا إلى وجود انتشار أمني مكثف في المنطقة لمنع أي مشادات بين المسلمين والمسيحيين.

وأضاف جرجس لـ«الشرق الأوسط» أن «جهود الصلح ما زالت جارية، ونحن في الكنيسة نفعل كل ما يطلب منا لتهدئة الأمور، فما حدث لا يرضى أحد به ولا نقبله إطلاقا، فالقاتل والقتيل أولادنا».

وأشار إلى أن الكنيسة مستاءة من الحادث، وقال «نبذل كل جهودنا للصلح بين الطرفين، وكل هدفنا أن ينتهي التعصب بكافة أشكاله من الجانبين، لأن الكل ينتمي إلى وطن واحد».

من جهته، قال محمود مجاهد النائب بالبرلمان عن الدائرة التي وقع بها الحادث «قطعنا شوطا كبيرا في جهود الصلح لكن المشكلة هي أن أهل القتيل رفضوا تقبل العزاء، في إشارة إلى نيتهم الأخذ بالثأر، ونبذل قصارى جهدنا لإقناعهم بالعكس حقنا للدماء».

وقال مجاهد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «إشعال الفتنة الطائفية ليس في مصلحة أحد لأن الأمور مشتعلة بالفعل في بعض المناطق في صعيد مصر»، مشيرا إلى أن المسيحيين الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان الدائرة التي يمثلها في البرلمان، لديهم تخوفات من أعمال انتقامية ضدهم بعد الحادث، مستدركا أن «شيئا لم يحدث حتى الآن بعد أربعة أيام على الحادث».

وكانت تحقيقات النيابة العامة قد كشفت عن أن المتهم رامي عاطف خلة كان يتوعد شقيقته بالانتقام بعد إشهار إسلامها والزواج من مسلم، وبعد فشل كل محاولاته مع الزوج لإعادة شقيقته لأسرتها المسيحية قرر قتله، حيث اشترى سلاحا آليا من الصعيد وظل يراقب شقيقته وزوجها حتى توجها إلى محل البقالة المجاور لمسكنهما لينفذ جريمته التي راح ضحيتها الزوج، بينما أصيبت شقيقته وطفلتها بإصابات بالغة وما زالتا ترقدان في حالة حرجة بأحد مستشفيات القاهرة.