مزاعم حول تنصت الولايات المتحدة على مواطنيها بالخارج

تحت غطاء القوانين التي أقرتها إدارة بوش لتسهيل عملية التجسس على الإرهابيين

TT

يبحث رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في مزاعم حول تنصت إحدى هيئات الاستخبارات الأميركية بصورة غير شرعية على مكالمات مئات الأميركيين خارج الولايات المتحدة بمن فيهم عمال هيئات الإغاثة والمحادثات الهاتفية الشخصية لأفراد القوات المسلحة مع ذويهم في داخل الولايات المتحدة.

المزاعم التي أطلقها ضابطا اعتراض سابقان في وكالة الأمن القومي تشمل مزاعم بأن جواسيس الولايات المتحدة دأبوا على التنصت على المكالمات الهاتفية العائلية وأنهم كانوا يتشاركونها في ما بينهم، وأن بعضا من عمليات التنصت تلك تمت بمقتضى القوانين التي أقرتها إدارة بوش لتسهيل عملية التجسس على الإرهابيين.

وقال السيناتور جون روكفلر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، أمس إن تلك الاتهامات «مزعجة للغاية» وإنه يقوم هو والفريق المعاون له بجمع معلومات حول هذا الموضوع وإنه يفكر في عقد جلسات استماع، وأضاف «في الوقت الذي تكون فيه ادعاءات بشأن انتهاك الخصوصية والحريات المدنية للأميركيين فإن ذلك يعد أمرا خطيرا للغاية».

وتلك المزاعم بشأن اعتراض المكالمات الهاتفية أوضحها اثنان من علماء اللغة الذين قالا إنهما شاهدان على حدوث تلك النشاطات عندما كانا يعملان في محطة التنصت العملاقة التابعة لهيئة الأمن القومي المعروفة بـ«بلاك هول» والتي تقع في فورت جوردون، فقد عمل أدريني كيني، 31 عاما، احتياطي سابق في الجيش الأميركي، كعامل اعتراضات في الموقع في الفترة من 2001 إلى 2003، بينما عمل ديفيد ميرفي فولك ،39 عاما، ومتخصص لغوي تابع للبحرية، في نفس الوظيفة التي عمل بها كيني في الفترة من 2003 إلى 2007. وقدم الاثنان تفاصيل إلى المحقق الصحافي جيمس بامفورد ليضمّنها ضمن كتابه «مصنع الظل The Shadow Factory» والذي يتوقع طرحه في الأسواق الأسبوع المقبل، كما أجريا عدة لقاءات مع شبكة «إيه بي سي نيوز».

وأشار الاثنان، في مقابلة أذيعت أمس، إلى أن التنصت على المكالمات الهاتفية كان الغرض منه جمع معلومات استخبارية حول الإرهابيين وخططهم، والتي أحيانا ما تحدث، لكنهما أضافا أن البرنامج كثيرا ما كان يمتد ليشمل التنصت على الأميركيين العاملين في الخارج، وهي المكالمات التي تجرى عبر الأقمار الصناعية من الشرق الأوسط أو المكالمات الهاتفية التي يجريها الجنود الأميركيون من المنطقة الخضراء في بغداد. وقال ضابطي الاعتراضات وأوضح فولك أنه وزملاءه من العاملين في الوحدة من معترضي المكالمات، كانوا يطلعون بعضهم البعض على المكالمات، خاصة المثير منها. وفي حديثه إلى شبكة «إيه بي سي نيوز» مكررا ما كان يدور بين زملائه عند الاستماع إلى المكالمات قال «هناك مكالمة جنسية جيدة أو أن هناك مكالمة عاطفية استمع إليها إنها مسلية للغاية».

وفي الوقت الذي رفض فيه المتحدث باسم وكالة الأمن القومي تقديم تفاصيل بشأن تلك الادعاءات قال إن بعض المزاعم الآن تخضع للتحقيق الآن في الوقت الذي وجدت فيه بعض المزاعم الأخرى «لا يوجد دليل يدعمها»، فقال باتريك بومغاردنر، المتحدث باسم الوكالة: «نحن نعمل بتوافق تام مع القوانين والتشريعات الأميركية بصورة مباشرة وفق أعلى معايير الأمانة والعمل القانوني». وأضاف أن وجود ذلك دليل على إساءة التصرف سوف يقابل «برد سريع وحاسم».

وأشار مسؤول استخباراتي أميركي مطلع على مثل تلك التقارير، اشترط عدم ذكر اسمه، إلى الطبيعة السرية للبرنامج، وإلى أن تحقيقين داخليين أجراهما مفتشون من الاستخبارات والجيش لم يتمكنا من إثبات ادعاءات كيني.

وأشار المسؤول الى أن وكالة الأمن القومي سمحت بصورة قانونية بمراقبة اتصالات الموظفين الحكوميين في مناطق القتال، واعترف بأن جواسيس الوكالة الذين يراقبون الاتصالات الأجنبية سيتعرضون في بعض الأحيان إلى «معلومات إلى، أو من، أو عن مواطنين أميركيين»، لكن سياسات الوكالة تمنعها من الاحتفاظ أو مشاركة تلك المكالمات الهاتفية بين أميركيين طالما أنها «لا تتعلق بالاستخبارات الخارجية».

* خدمة «واشنطن بوست» _ خاص بـ «الشرق الأوسط»