باكستان : انتحاري يقتل 15 ويصيب 30 في مجلس قبلي يبحث طرد طالبان

أنباء عن نجاة قادة في «القاعدة» من قصف أميركي في الشريط الحدودي

باكستانيون يعاينون آثار القصف الصاروخي الاميركي على قرية في ميرانشاه بمنطقة القبائل الباكستانية (أ ب)
TT

قال زعيم قبلي في موقع الهجوم إن مفجرا انتحاريا قتل 15 على الاقل وجرح 30 يحضرون مجلسا قبليا في اقليم أوراكزاي بشمال غربي البلاد امس. وقال قيمات خان أوراكزاي، عضو المجلس، لرويترز «كنا مشغولين بتشجيع العسكر وميليشيا قبلية على طرد طالبان من المنطقة حين وقع الهجوم». وقال ضابط رفض كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية ان 35 شخصا اخرين على الاقل اصيبوا في هذا الهجوم في قرية غالجو في وسط اقليم اوراكزاي القبلي غير البعيد من الحدود الافغانية. ويأتي هذا الاعتداء في وقت تشهد فيه باكستان موجة غير مسبوقة من العمليات الانتحارية التي ينفذها خصوصا عناصر من طالبان الباكستانية القريبة من «القاعدة»، اسفرت خلال عام ونيف عن مقتل 1300 شخص. واوضح الضابط ان «التقارير الاولية من المنطقة تفيد بان انتحاريا استهدف اجتماعا لزعماء القبائل ما ادى الى مقتل 15 شخصا على الاقل واصابة العشرات». ويشن الجيش منذ بداية اغسطس (اب) هجوما واسعا على طالبان في مناطق القبائل، وقد انضمت اليه العديد من القبائل شكلت ميليشيات لدعم الجنود. وجاء اعتداء امس غداة قيام هذه الميليشيات المحلية بتدمير موقعين للمقاتلين المتطرفين في اقليم اوراكزاي، بحسب ما اوضح ضابط اخر. واضاف «يحتمل ان يكون هذا الاعتداء عملا ثأريا». والخميس ايضا، خطف عناصر من طالبان اربعة من زعماء القبائل وأعدموهم بعيد مشاركتهم في اجتماع آخر لقادة الميليشيات المناهضة لطالبان، وفق المصادر نفسها.

وفي اليوم نفسه، شهدت باكستان اربع هجمات دمرت احداها مركزا للشرطة في اسلام اباد واسفرت عن اصابة سبعة اشخاص فقط، فيما ادى هجوم اخر الى مقتل عشرة اشخاص بينهم ثلاثة طلاب في انفجار قنبلة يدوية الصنع في اقليم قريب من وادي سوات.

ويشن الجيش الباكستاني ايضا هجوما واسعا في هذا الوادي بضغط من واشنطن. ويطلق الجيش الاميركي الذي يتصدى لتمرد طالبان في افغانستان المجاورة، صواريخ على مناطق القبائل الباكستانية في شكل شبه يومي، مستهدفا مقاتلين اجانب في «القاعدة» وطالبان الباكستانية. وافاد ضباط باكستانيون بان قادة لـ«القاعدة» نجوا مساء الخميس من سقوط صاروخين اميركيين اسفرا عن مقتل تسعة اشخاص في احدى قرى اقليم شمال وزيرستان. وأشارت المصادر إلى أن مئات الرجال تجمعوا في منطقة أوراكزاي القبلية قرب الحدود مع أفغانستان بهدف بناء قوة قتالية كان من المقرر أن تقوم بمهام مع القوات الباكستانية الحكومية ضد حركة طالبان. وقال مسئول أمني، اشترط عدم الكشف عن هويته، «تسلل شاب إلى الاجتماع وفجر نفسه في الساعة الرابعة والنصف مساء (10.30 بتوقيت غرينتش)، وتأكد حتى الآن مقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من خمسين آخرين». وتتخذ عناصر طالبان وتنظيم «القاعدة» المنطقة القبلية الباكستانية ملاذا آمنا لها حيث تتسلل عبر الحدود لتنفيذ هجمات ضد القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.

وشنت إسلام أباد مؤخرا سلسلة هجمات على بعض المناطق في الحزام القبلي الخارج إلى حد كبير عن سلطة القانون ضد المسلحين الإسلاميين، كما شجعت رجال القبائل المحليين على بناء قوات مسلحة لطرد المسلحين من أراضيهم. وفي ميرانشاه (باكستان) ذكر مسؤولون أن عددا من قادة تنظيم «القاعدة» وطالبان نجوا من هجوم صاروخي شنته القوات الاميركية على قرية في منطقة القبائل الباكستانية حيث خرجوا من موقع الاجتماع قبل دقائق من الهجوم. وذكر مسؤولون أن صاروخين وقعا على منزل قائد باكستاني في طالبان يدعى حافظ ساهار غول في منطقة شمال وزيرستان المحاذية لافغانستان، ليلة اول من امس، ما ادى الى مقتل تسعة اشخاص من بينهم ستة من العرب. واضاف المسؤول في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «كان اجتماعا يعقد ويحضره نحو 30 من قادة طالبان والقاعدة المحليين في منزل حافظ ساهار غول، إلا ان غالبيتهم غادروا المبنى قبل عشر دقائق من الهجوم». واضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، انه يعتقد «ان العرب الستة الذين قتلوا هم اقل رتبة في التنظيمين».

ولم يكشف المسؤولون فورا عن هوية المسلحين المستهدفين، الا انهم قالوا انهم لم يكونوا زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن او نائبه ايمن الظواهري. وقال سكان المنطقة ان الثلاثة الاخرين الذين قتلوا في الهجوم الذي وقع في مدينة تابي النائية كانوا من النساء والاطفال، الا انه لم يرد تأكيد رسمي لذلك. ويأتي هذا الهجوم في سلسلة من الهجمات على المنطقة التي ينعدم فيها القانون وتعتبر ملجأ لمقاتلي طالبان و«القاعدة»، وهو احدث هجوم في مجموعة من الهجمات على الاراضي الباكستانية التي اثارت التوتر بين اسلام اباد وواشنطن. والاسبوع الماضي قتل نحو 20 من مقاتلي «القاعدة»، معظمهم من الاجانب، في هجوم صاروخي اميركي في قرية محمد خيل في شمال وزيرستان، حسب المسؤولين الامنيين الباكستانيين. وصعدت الولايات المتحدة هجماتها على المسلحين في المناطق الباكستانية منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة في اسلام اباد في مارس (اذار). وتوترت العلاقات بين البلدين بعد غارة شنتها قوات العمليات الخاصة الاميركية داخل باكستان في الثالث من سبتمبر (ايلول) وأدت الى مقتل العديد من الباكستانيين.