نواز شريف ورقة رابحة لتحقيق السلام في أفغانستان

حضر مفاوضات مكة مع الشقيق الأكبر للرئيس كرزاي.. ولديه معرفة بطالبان وزعماء المجاهدين

TT

بعد حضوره مأدبة عشاء مع قادة أفغان، بينهم ممثلون لحركة طالبان، في السعودية نهاية الشهر الماضي، أصبح رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف مقتنعا بأن بإمكانه استخدام نفوذه داخل القيادة الأفغانية لتحقيق السلام في أفغانستان. ويعتقد نواز شريف أن باستطاعته إحياء اتصالاته القديمة مع القادة الأفغان ولعب دور في تحقيق السلام في أفغانستان بعد أن عانت من ويلات الحروب، وأن ذلك من شأنه أن يعود بالنفع على باكستان. وقد كان نواز شريف الباكستاني الوحيد المشارك في مأدبة عشاء أقامها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لعدد من القادة الأفغان، وكان من بينهم مسؤولون سابقون في حركة طالبان. وخلال الاجتماع نوقش الوضع في أفغانستان، والسبل الممكنة لحل الصراعات التي يعاني منها المجتمع الأفغاني. إلا أنه من الصعب وصف ذلك الاجتماع بأنه مفاوضات رسمية. وكان من بين القادة الأفغان الذين شاركوا في الاجتماع : قيوم كرزاي الشقيق الاكبر للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، والملا عبد السلام ضعيف، سفير طالبان السابق لدى باكستان. وكانت جميع الفصائل الأفغانية تقريبا ممثلة في تلك المأدبة. وتجدر الإشارة إلى أن نواز شريف أمضى الـ17 يوما الأخيرة من شهر رمضان المعظم في السعودية، فيما كان حضوره لمأدبة عشاء الملك عبد الله أبرز ما قام به خلال زيارته للسعودية. ليست لدى نواز شريف أية خبرة في معالجة قضايا السياسة الخارجية، بالرغم من أنه ينظر إليه على أنه خبير في حل المشاكل السياسية الداخلية التي تواجه باكستان. إلا أن ذلك قد تغير بعد الـ17 يوما التي أمضاها بالسعودية وأصبح مستعدًا للدخول في قضايا السياسة الخارجية. وأوضح صديق الفاروق، الناطق الرسمي باسم نواز شريف، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إذا ما وكل لـ(نواز شريف) أي دور في عملية إحلال السلام في أفغانستان، فإنه سيكون حريصا على القيام به»، فيما تحدث زعيم آخر من حزب نواز شريف مشيرًا إلى أن شريف أجل عودته من السعودية ليومين كي يتمكن من حضور مأدبة العشاء مع الزعماء الأفغان. وأضاف صديق الفاروق: «إنه القيادي الباكستاني الوحيد الذي يمكنه إقناع الزعماء الأفغان بالسعي لإقرار السلام في بلادهم، فلديه معرفة بقيادة طالبان، وزعماء المجاهدين» وأوضح الفاروق أيضًا أن نواز شريف هو من توسط للتوصل إلى اتفاق بين مختلف الفصائل الأفغانية المتناحرة في التسعينات، حيث أشار إلى أن اعتراف باكستان بحكومة طالبان كان إبان توليه لرئاسة الوزراء. ومع ذلك، أفاد الناطق باسم نواز شريف أن حكومة شريف ورثت فعليًا هذا الموقف من حكومة بي نظير بوتو التي كانت تتعامل مع طالبان منذ عام 1996. وعقب الانتخابات البرلمانية في فبراير (شباط) 2008، أوردت العديد من التقارير الإعلامية الباكستانية أن شريف دخل في مفاوضات سرية مع حركة طالبان الباكستانية للوصول إلى تسوية للنزاع الدائر في المنطقة القبلية الباكستانية. ومع ذلك، حاول فاروق الإيحاء بأن نواز شريف ليس لديه اتصال مع قيادة طالبان، الأمر الذي من الممكن أن يمثل عقبة في وساطته بين طالبان والحكومة الأفغانية، حيث قال: «تعلمون أن نواز شريف ليس لديه أي اتصال مع زعامة طالبان، كما أننا لا نعلم أين الملا عمر». وحاليًا، وفي الوقت الذي يعقد فيه نواز شريف جلسات مع مساعديه للتشاور حول كيفية القيام بدور الوسيط بين زعامات طالبان وحكومة كرزاي في أفغانستان، فإن من الواضح أن الحكومة الباكستانية ورئيسها آصف علي زرداري لا يعلمون بالجهود التي يبذلها في هذا الصدد، حيث صرح مسؤول بارز بالحكومة «لا نعلم شيئا عن ماهية الدور الذي يلعبه نواز شريف في السياسة الأفغانية».