حلف الأطلسي يشارك في مكافحة الأفيون بأفغانستان

مقتل ضابط استخبارات بتفجير انتحاري في خوست

TT

وافق حلف شمال الاطلسي امس رسميا على المشاركة لاول مرة في عمليات مكافحة تجارة الافيون الافغانية لمحاولة وقف وصول اموال المخدرات الى مسلحي طالبان، حسب ناطق باسم الحلف. وقال جيمس اباثوراي المتحدث باسم الحلف ان وزراء الدفاع في دول الحلف اتفقوا اثناء اجتماعهم في العاصمة المجرية على ان القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) «يمكنها ان تتحرك بالتنسيق مع الافغان ضد المنشآت والاشخاص الذين يدعمون التمرد». الا ان الاتفاق مرتبط بمجموعة من الشروط واهمها انها تأتي بالتوافق مع قرارات مجلس الامن الدولي وبموجب خطة عمليات الحلف الحالية، حسب اباثوراي. ورفض المتحدث الكشف عن تفاصيل الاتفاق، الا انه قال ان الوزراء سيدرسون الخطوات الجديدة، وخاصة خطة لتعقب تجار ومختبرات المخدرات، اثناء اجتماعهم في بولندا في فبراير (شباط) المقبل. ويأتي تصريحه في الوقت الذي يجتمع وزراء دفاع دول الحلف في العاصمة المجرية. وينتشر نحو 51 الف عنصر تحت قيادة حلف الاطلسي في افغانستان الا ان الهجمات المتطورة التي اصبح يشنها مقاتلو طالبان تقوض جهود الحلف في بسط نفوذ الحكومة الافغانية على باقي اجزاء البلاد. وتجنب الحلف بشكل عام معالجة مشكلة مكافحة المخدرات خوفا من خسارة الدعم الذي يحظى به لدى ابناء الشعب الافغاني بما في ذلك العديد من المزارعين الفقراء الذين يعتمدون على مثل هذه المحاصيل لكسب عيشهم. وعارضت المانيا واليونان وايطاليا وبولندا ورومانيا واسبانيا التدخل رسميا في حرب المخدرات لاعتقادها ان على الافغان القيام بذلك. ودعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اول من امس دول الحلف المترددة الى الموافقة على الخطة وقال ان المخدرات توفر لمقاتلي طالبان مبلغا يتراوح ما بين 60 الى 80 مليار دولار على الاقل. وصرح الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر انه اصبح من الضروري ايجاد حل لان «رجالنا يقتلون باسلحة تشتريها طالبان باموال المخدرات». وافغانستان هي مصدر نحو 92 في المائة من الافيون والهيروين في العالم.

وفي كابل قال مسؤول محلي ان مهاجما انتحاريا فجر نفسه فقتل ضابط استخبارات وأصاب ثلاثة من رجال الشرطة بجروح في اقليم خوست بشرق افغانستان امس. وقع الحادث في منطقة بعك على بعد حوالي 150 كيلومترا شرق العاصمة الافغانية كابل. وقال المسؤول: «المفجر الانتحاري الذي كان مترجلا هاجم المخبر بينما كان في طريقه الى العمل. لم يقتل احد من المدنيين او يصاب في الهجوم. وتوعد متمردو طالبان بتكثيف هجماتهم في افغانستان هذا العام في حملة لاسقاط الحكومة الافغانية وطرد القوات الاجنبية التي تدعمها. وسجل العنف في افغانستان هذا العام اسوأ مستوى له منذ الاطاحة بطالبان في 2001 مما دفع البعض في الحكومة الافغانية وحلفائها الى دراسة محادثات مع متمردي طالبان لانهاء الحرب.

من جهة أخرى، تنظر الحكومة البريطانية في تطبيق خطة ثورية هدفها محاربة الدعاية التي تنشرها حركة طالبان في افغانستان. وتتضمن الخطة استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالهواتف الجوالة والانترنت بغية منح الافغان العاديين القدرة على معارضة الافكار التي تبثها طالبان. وتشمل الخطة ايضا قيام المنظمات غير الحكومية بتوزيع الهواتف الجوالة على المواطنين الافغان لكي يتمكنوا من تصوير مدونات فديوية. يذكر ان الافلام المعادية للغرب منتشرة انتشارا كبيرا بين مستخدمي الهواتف الجوالة في افغانستان، والذين يبلغ عددهم زهاء الملايين الستة. ويقول مسؤولون حكوميون بريطانيون إن الهدف هو حرمان حركة طالبان من احتكار الجهد الدعائي في افغانستان باستخدام وسائل الاتصال العصرية. وثمة وعي متنام في لندن وواشنطن بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما لبث يخسر الحرب الدعائية ضد طالبان. وقد اصيبت سمعة التحالف بضرر كبير مؤخرا بعد توزيع شريط يظهر جثث العشرات من المدنيين الافغان الذين قتلتهم القوات الاميركية في غارة جوية في شهر اغسطس (آب) الماضي.

من جهة ثانية في واشنطن أعرب الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان عن مخاوفه إزاء تدهور الوضع في البلاد، وقال مولن: «أتوقع أن يكون العام المقبل أشد قسوة» وذلك في ضوء الوضع الاقتصادي المتدهور وتصاعد هجمات حركة طالبان. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز امس عن مولن قوله إن «التنمية الكاملة تسير في الاتجاه الصحيح». وأشار مولن أيضا إلى رواج عمليات تهريب الهرويين في أفغانستان إلى جانب معارضة زعماء القبائل للحكومة المركزية في كابل. وأضاف أن هناك دلائل تشير إلى أن الوضع والاتجاهات الخاصة بكلتا القضيتين «ستستمر». وكان تقرير سري للاستخبارات الأميركية قد سرب أمس رسم صورة قاتمة للغاية بشأن الوضع في أفغانستان حيث وصفها بأنها بلد في «دوامة». وألقى التقرير الضوء شكوكا بشأن قدرة الحكومة الأفغانية على كبح جماح النفوذ المتزايد لطالبان. وأشار التقرير إلى أن زيادة التعاون بين مقاتلي تنظيم القاعدة وطالبان وشبكة موسعة من الجماعات المسلحة ما أدى إلى تعقيد الوضع بصورة كبيرة للغاية.