عقد رؤساء بلدان منظومة الكومنولث قمتهم الدورية في العاصمة القيرغيزية بيشكيك، في غياب رؤساء كل من اوكرانيا واذربيجان وجورجيا التي تقدمت بطلب اسقاط عضويتها. وجرت اعمال القمة التي ترأسها رئيس قيرغيزستان كرمان بك باكييف، في اطار نمطي، ما جعل مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو، يصفها بانها كانت لقاء عمل جرى خلاله تبادل الرأي حول القضايا العالقة في الفضاء السوفياتي السابق، مؤكدا في الوقت نفسه ان المنظومة، ورغم ما يوجه اليها من انتقادات، تظل الآلية المناسبة لإدارة الحوار الثنائي والمتعدد الاطراف.
وقرر المجتمعون في هذه القمة تشكيل مجموعة عمل على مستوى وزراء المالية لدراسة وتحليل الاوضاع الراهنة للاقتصاد العالمي والنظر في اعداد استراتيجية التنمية الاقتصادية لبلدان المنظومة حتى عام 2020.
وعلى الرغم من توتر العلاقات الروسية ـ الجورجية، فقد اغفلت بيانات القمة الصادرة الاشارة الى مناقشة الرؤساء لأي من القضايا الدولية والاقليمية الراهنة سوى ما سبق واشار اليه وزراء خارجية بلدان الكومنولث حول الموقف من طلب جورجيا بشأن الانسحاب من عضوية المنظومة. وكان وزراء الخارجية قد اقروا الطلب الذي سبق وتقدم به الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي حول انهاء عضوية بلاده في منظومة الكومنولث، مشيرين الى ان «اسرة بلدان المنظومة تبقي الباب مفتوحا امام احتمالات مراجعة جورجيا لموقفها». وينص ميثاق المنظمة ان انهاء العضوية يصبح ساري المفعول تلقائيا بعد انتهاء عام من تاريخ التقدم بطلب الانسحاب.
واذا كان هناك ما يبرر غياب الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف عن اعمال القمة بسبب الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، فلم يكن هناك ما يبرر غياب الرئيس الاوكراني الذي تعمد ان يغادر بلاده التي تعيش ازمة سياسية حادة بعد قراره حول حل البرلمان لزيارة ايطاليا والظهور امام عدسات الصحافيين وهو يمارس هوايته في التصوير امام كنيسة صوفيا بالعاصمة الايطالية ولتنوب عنه في المشاركة في قمة بيشكيك رائيسا بوغاتيريوفا سكرتيرة مجلس الأمن القومي.
وثمة من يقول ان غياب يوشينكو عن قمة بيشكيك كان يعود الى مخاوفه من تعرضه للكثير من الانتقادات بسبب تورطه في إرسال الاسلحة والمنظومات الصاروخية الى جورجيا، وهو ما طلب النائب الاول لوزير الخارجية الروسية اندريه دينيسوف مناقشته. وكان طرفا هذه القضية قد تغيبا عن أعمال قمة بيشكيك وهما يوشينكو والرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي سبق وسارع بالتقدم في 12 اغسطس (آب) الماضي بطلب الانسحاب من عضوية المنظومة احتجاجا على «غزو روسيا لاراضي بلاده».
وفي هذا الإطار، أعلنت روسيا امس انهاء انسحاب قواتها من الاراضي المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في جورجيا. واشارت وزارة الخارجية الروسية في بيانها الصادر بهذا الشأن الى ان ممثلية روسيا لدى الاتحاد الاوروبي ابلغت رسميا الامانة العامة للاتحاد بانهاء سحب كل القوات الروسية بموجب بنود خطة ميدفيديف ـ ساركوزي بتاريخ 12 اغسطس (آب) 2008 التي حددت العاشر من اكتوبر (تشرين الاول) الجاري موعدا اقصى للانسحاب، وهو ما سبق واعلنه الرئيس ميدفيديف في ايفيان الفرنسية في القمة التي جمعته مع رؤساء عدد من البلدان الاوروبية. واعرب اندريه نيستيرينكو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية عن امل بلاده في ان تضطلع بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي في المنطقة بمهمة ضمان عدم استخدام القوة من جانب جورجيا.