موقع «العربية نت» خارج الخدمة.. وأصابع الاتهام تتجه لـ«هاكرز شيعة»

في خطوة اعتبرتها القناة حرباً إلكترونية.. واتصالات مع جهات أميركية لإعادة اسم الموقع

TT

تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي عملية اختراق المواقع الالكترونية الشيعية والسنية الشهيرة من قبل متسللين «هاكرز» يبثون رسائل سياسية متبادلة ويحذرون من حرب الكترونية شاملة.

وكان موقع «العربية نت» الإخباري، التابع لقناة «العربية»، آخر ضحية في تلك الحملة حيث بات خارج الخدمة، جراء اختراقه من قبل أشخاص، لم تُعرف هويتهم، باعتباره موقعا سنيا، في حين أرجعت القناة بحسب إشاراتها الأولية، الاختراق لعناصر «شيعيين»، كانوا قد اخترقوا وعطلوا عددا من المواقع الإسلامية مؤخراً. وقالت قناة «العربية» في بيانٍ حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن موقعها الإخباري تعرض لعملية قرصنة مُنظَّمة، من قِبل جهات وصفها البيان بـ«المتطرِّفة»، وهو ما أدى إلى خروج الموقع الإخباري عن الخدمة بشكل مؤقت.

وأضاف البيان أن تلك الجهات، هددت بمزيد من عمليات القرصنة والتخريب المُماثلة، إن لم يتوقف الموقع عن النهج غير المُتزن بحسب رسائل تلك الجهات التهديدية، وبحسب رؤيتهم لما يتم طرحه في موقع «العربية» الإخباري. وكان من نعتهم البيان بـ«القراصنة» قد أغاروا على أنظمة الجهة المنظّمة لأسماء النطاق في الولايات المتحدة، والمعروفة بـ«نيتوورك سوليوشينز»، وقاموا بتحويل عنوان موقع «العربية نت» إلى جهات ومواقع أخرى، مضيفين رسالة تؤكد اختراقهم للموقع. وقال البيان إن العمل يجري بشكل مكثّف لإعادة تشغيل موقع «العربية نت»، واصفاً عملية القرصنة هذه بالتخريب المتعمَّد والتعدّي المزدوج على حريّة الكلمة وحقوق المتصفّحين. وأشار البيان إلى اتصالات قانونية تجري مع جهات أميركية، وهي التي تدير عناوين مواقع الإنترنت، لإعادة اسم الموقع سريعاً، في حين جرى تشغيل الموقع عن طريق موقع آخر رديف (www.alarabiya.tv).

ونشرت «العربية» على الموقع الرديف في موقع الخبر الرئيسي، تقريراً مُفصلاً عن عملية الاختراق، واعتبرت أن عملية الاختراق تأتي في إطار هجوم شيعي على ما اعتبرته مواقع سنية ردا على عملية اختراق مواقع شيعية. وأبرز التقرير المنشور ضمن الموقع الرديف نص التحذير المُضمن برسالة الاختراق التحذيرية، «إن استمرت الاختراقات على المواقع الشيعية من بعد هذا، فلن يسلم أي موقع من مواقعكم وشبكاتكم»، في حين حمل صورة لعلم إسرائيلي محترق، موردين في أسفل التحذير، قائمة بأكثر من 100 مواقع إسلامي سني، قالوا إنها تم اختراقها، من بينها موقع الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية. وكانت الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي، قد شهدت عمليات اختراق متبادلة لمواقع سنية وشيعية، بدأت بإعلان مجموعة مجهولة من المخترقين تعطيل نحو 300 موقع ديني شيعي من بينها موقع آية الله علي السيستاني، المرجع الأعلى للشيعة في العراق. وأعقب ذلك هجمات مقابلة على عدد كبير من المواقع الدينية السنية، من بينها موقع «نداء الإسلام» التابع للشيخ عائض القرني الذي أعلن أنه تعرض لتخريب كامل وفقد كل محتواه، وموقع الشيخ عبد العزيز بن باز الذي لا يزال تحت الاختراق ويبدو في واجهته تحذير مطابق لما بدا على صفحة «العربية نت».

ويأتي ذلك فيما راجت ليلة أول من أمس، رسالة مزورة في عدد من المنتديات الإلكترونية، حملت توقيع خاتم محمد الملا مدير مدينة دبي للإعلام، حوت تحذيرا مزعوما لقناة «العربية» الفضائية، معتبرةً منهج قناة «العربية» مُثيراً للتوتر الطائفي، وذلك في الوقت الذي نفى فيه مدير مدينة دبي للإعلام، أن تكون تلك الرسالة تحوي نسبةً من الصحة، مؤكداً في الحين ذاته أن البحث جارٍ عن الجهة التي قامت بتزوير الرسالة وقامت بترويجها.

وكانت حرب إعلامية، أشعلتها تصريحات للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي الشهير، والتي تضمنت تحذيرات عن المد الشيعي في المنطقة العربية، بإمداد ودعم إيراني بحسب القرضاوي آنذاك، والتي قادت لحملة «شرسة» لمواجهة تلك التصريحات التي أثارت في حينها حفيظة «الشيعة» في المنطقة العربية، وفي إيران على وجه الخصوص، التي صبّت جام غضبها عليه، إلى أن بلغ الأمر ببعض المُتشددين الشيعة، بمطالبة قطر بإسقاط الجنسية القطرية التي يحملها الشيخ المصري الجذور.