التيار الصدري ينفي حصول مواجهات في مدينة الصدر.. ويطالب بإقالة قائدين عسكريين

غداة اغتيال قياديه والنائب البرلماني صالح العكيلي

متظاهرون من أتباع التيار الصدري يحرقون العلم الأميركي في مدينة الصدر ببغداد أمس (رويترز)
TT

فيما اتهم مقتدى الصدر «قوات الاحتلال والارهاب» باغتيال القيادي في التيار والنائب البرلماني صالح العكيلي اول من امس، نفت أسماء الموسوي عضو المكتب السياسي للتيار الصدري في العراق أن تكون هناك أي اشتباكات قد حصلت في مدينة الصدر إثر اغتيال النائب. وقال الصدر في بيان إن العكيلي كان «شهيدا أعطى جل وقته من أجل إخراج المحتل وعدم توقيع اتفاقيات معه. ولذا امتدت يد الاحتلال البغيض والارهاب المقيت لتغتاله». من جهتها، قالت اسماء الموسوي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان الفوضى التي حصلت في مدينة الصدر وفسرتها بعض وسائل الاعلام على انها اشتباكات «هو قيام الفرقة 11 من الحرس الوطني مع القوات الاميركية بعمليات اعتقال وتجاوز على المواطنين وبيوتهم منتصف ليلة امس (اول من امس)». وأشارت الى «ان أي رد من التيار الصدري لم يحصل ليتبين للعالم ان الذي قام باغتيال العكيلي هم القوات الاميركية بمساعدة البعض من عناصر الحرس الوطني».

وكانت مصادر عسكرية وشهود عيان قد أكدوا في وقت سابق ان اشتباكات اندلعت فجر أمس في مدينة الصدر بعد وفاة العكيلي. وتابعت المصادر ان الاشتباكات وقعت في المدخل الرئيس للضاحية الشيعية بين منتصف الليل والثانية فجرا بين القوات العراقية و«مسلحين مجهولين»، لكنها توقفت اثر تدخل القوات الاميركية. وأشارت الى عدم وقوع إصابات. وقالت «ان التيار الصدري ومعه عدد من النواب العراقيين طالبوا بإقالة عبود قنبر قائد عمليات بغداد وقائد الفرقة 11 المسؤولة عن امن مدينة الصدر، لأن لهم اليد الاولى في عمليات الاعتقال والمداهمة والتجاوز على الاهالي الذي حصل في مدينة الصدر».

وأشارت أسماء الموسوي الى «ان مسلسل الاغتيالات بحق أتباع التيار الصدري بدأ منذ ما يقارب العام في محافظات العراق. وقد نبه التيار الصدري الى وجود هذه القضية وان اغتيال العكيلي يأتي كجزء من هذا المسلسل الذي لن ينتهي». ان تصريح الجانب الاميركي بأن «المجموعات الخاصة» التي يقول انها مرتبطة بإيران وراء اغتيال العكيلي «جاء للتمويه على الفاعل الحقيقي للجريمة». وأضافت «لقد كان العكيلي من اشد الناشطين للتصدي للاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة وقد اقام العشرات من الندوات والمحاضرات في عموم العراق حول هذا الأمر باعتباره انتداب جديد للقوات الاجنبية على العرق ولن يرى العراق بعد توقيع هذا الاتفاق استقلالا او سيادة». وتوقعت أسماء الموسوي استمرار مسلسل الاغتيالات وصولا الى الانتخابات التي يفترض أن تجري في عموم محافظات العراق بنهاية يناير (كانون الثاني) المقبل. من جانبها، استنكرت السفارة الأميركية فى بغداد والقوة المتعددة الجنسيات فى العراق بشدة اغتيال عضو مجلس النواب الدكتور صالح العكيلي. وقال السفير الاميركي ببغداد رايان كروكر وقائد القوات الاميركية الجنرال ريموند اوديرنو في بيان مشترك «لم تكن هذه الجريمة البشعة مجرد هجوم موجه ضد الدكتور العكيلي فحسب، بل كانت ضد مؤسسات العراق الديمقراطية»، داعين «جميع الأطراف لحل خلافاتها عن طريق الحوار والمفاوضات ومن خلال المؤسسات الوطنية».

على الصعيد نفسه، وجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وزير الداخلية وعضوية كل من معاون رئيس اركان الجيش ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وممثل عن مكتب رئيس الوزراء للوقوف على ملابسات عملية اغتيال العكيلي. وقال بيان لمكتب المالكي ان العملية «استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار الذي تحقق بفضل تضحيات الشعب العراقي». ووسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها عناصر من الجيش والشرطة العراقيين ومكتب الصدر، شيع حوالي ألفين من انصار التيار الصدري بعد صلاة الجمعة جثمان العقيلي من امام مسجد الكوفة الى مسجد ميثم التمار قبل دفنه في مقبرة وادي السلام في النجف. وحمل المشيعون أعلاما عراقية وصور الصدر ووالده محمد الصدر ورددوا هتافات «لا اله إلا الله أمريكا عدو الله»، كما رفعوا لافتات كتب عليها «الأيادي الآثمة التي اغتالت العكيلي إرهابية وطائفية مرتبطة بالاحتلال». وبعد ذلك، نقل الجثمان ضمن موكب سيارات كبير الى المقبرة ليوارى الثرى.