مسؤول أميركي: لدينا 12 سجينة فقط.. ونحتفظ بالأحداث لعدم وجود مكان لهم في السجون العراقية

كونتاك لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لتسليم العرب والأجانب غير المدانين لدولهم

TT

كشف مسؤول المعتقلات الاميركية في العراق ديفيد كونتاك عن أن اللجنة المشتركة المكونة من ممثلين عن وزارتي الداخلية وحقوق الإنسان ومجلس القضاء الأعلى العراقي والتي تنظر في قضايا المعتقلين لدى الجيش الأميركي «هي أكثر تشددا في تعاملها مع الملفات ويمكن القول إنها ترفض 85% من ملفات المعتقلين وهنا تكون اللجان الأميركية أكثر رحمة منها».

وبشأن عمليات الإفراج في رمضان المنصرم، قال كونتاك في حوار مع «الشرق الأوسط» إن رمضان هذا العام «يعد من أفضل أشهر رمضان التي مرت طيلة السنوات الخمس الماضية، وهناك أنباء يجب أن اكشف عنها وهي أن عمليات اطلاق السراح نأخذها بأهمية بالغة وتنفذ بشكل متعمد وبهذه الصورة نضمن أن المعتقل الخطر يبقى في الاعتقال وهمنا الأول هو ضمان سلامة المواطن العراقي وأيضا سلامة جنودنا في العراق، وهنا نعتمد آلية عادلة في اطلاق سراحنا وقدرنا أن نقوم بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين بعد التحسن الكبير في الحالة الأمنية». واكد أن القوات الأميركية أطلقت سراح 2700 معتقل «وسنقوم هذا الشهر بإطلاق سراح 2000 معتقل، وبما أن الحالة الأمنية في تحسن وإذا استمرت سنحرص على إطلاق سراح 50 معتقلا كل يوم». وبين أن القوات الأميركية «أطلقت منذ بداية العام الحالي ما يقرب من 15 ألف معتقل، ومن هذا العدد الكبير عاد للمعتقل 100 فقط وهذا يدل على أن آليتنا في إطلاق السراح هي آلية صالحة، فإذا قمنا بعملية إطلاق سراح متسرع ستنجم عنها عودة نسبة كبيرة من المتمردين للشارع العراقي». واشار إلى أن قسما من المطلق سراحهم خلال رمضان كانوا أحداثا، مضيفا «كان لدينا 900 حدث وسبب بقائهم لدينا هو عدم وجود مكان لهم في السجون العراقية وقسم كبير منهم بانتظار ايجاد مكان لهم، ونحن نريد ضمان ذلك وهناك أحداث بانتظار عرضهم على محاكم عراقية وكل ما نريد هو إرجاعهم لذويهم والذي يدان سيأخذ قصاصه العادل ونعمل أن يتناقص عددهم للصفر».

وحول الطريقة المعتمدة في عمليات الإفراج بين كونتاك ان «هيئات إدارية تنظر في الكثير من العوامل منها التهمة الموجهة للمعتقل وتصرفه خلال فترة الاعتقال بعد ذلك يجلب للهيئة ويتكلمون معه وبعدها يقدمون توصية أما بإطلاق سراحه أو إبقائه، بعدها تؤخذ القائمة للجهات الاستخباراتية للنظر في حالة وجود تهم أخرى موجهة لهذا المعتقل، ولدينا الآن 9 هيئات تنظر في القضايا». وبسؤاله عن عدد الأجانب والعرب قال انه «كان هناك 400 منهم نزيلا والان هناك 150 فقط ومن لم نستطع إدانته نعمل مع الحكومة العراقية وأيضا الدولة التي ينتمي اليها هذا المعتقل لإيجاد طريقة لإطلاق سراحهم، ولكن بشرط ضمان معاملتهم بإنسانية حتى من قبل دولهم، ولا نسلم أي معتقل لبلد آخر إذا علمنا انه سيعذب من قبل حكومته».

وكشف كونتاك عن ان عدد المعتقلين الخطرين أو المتشددين المتواجدين حاليا في السجون الأميركية داخل العراق «هو 5000 معتقل، وسنعمل بجدية مع الحكومة العراقية كي نتوصل لطريقة مناسبة لعرض هؤلاء الخطرين على المحاكم العراقية». وأكد «أن هناك أدلة ثابتة تدين هؤلاء المتشددين من بينها أدلة علمية كأن تكون بصمات الأصابع واتصالات هاتفية وتحليل الحمض النووي، وقسم آخر هو أصلا اعترف بأعمال ارتكبها، وهناك 3500 من بينهم ينتمون لتنظيم القاعدة وهم اعترفوا بذلك وهم خطرون جدا وحتى وهم داخل المعتقل يحاولون ارتكاب جرائم ضد المعتقلين الذين معهم حتى قمنا بإدانة بعضهم في القضاء لأنهم قاموا بأعمال قتل داخل المعتقل». وبشأن المعتقلات من النساء، قال كونتاك «هناك فقط 12 امرأة معتقلة اغلبهن القي القبض عليهن بتهمة القيام بأعمال لصالح القاعدة، ونحن نريد ضمان سلامتهن في حالة الإفراج عنهن فقد تقوم القاعدة بتجنيدهن مرة أخرى، وهناك سجن منفرد خاص بالنساء يحرس من قبل مجندات تابعات للجيش الأميركي وأيضا نقدم لهن التعليم الفردي على يد مدرسات عراقيات». وأكد ايضا أن القوات الأمنية العراقية «أصبحت الآن تقوم بعمليات اعتقال أكثر من القوات الأميركية وهنا نحن ندفع بهذا الاتجاه كي يتم اعتقال المتهم ويعرض على المحاكم العراقية».

وأخيرا بين كونتاك أن منظمة الصليب الأحمر «تقوم كل شهر ونصف الشهر بزيارة المعتقلات وتصدر تقريرا يتم رفعه للحكومة الأميركية لتأخذ به حرفيا ونحاول بكل جهد أن نقدم لهم الأجود وحل كل خرق يحدث ويؤشر ضدنا وهناك منظمات عراقية وجهات رسمية تزورنا منها وزارة المرأة وحقوق الإنسان ومنظمات مجتمع مدني، لكنها تجد أن ما نقوم به للمعتقل أفضل من أي معتقل في العالم، وهنا نريد أن نري العالم ما نقوم به ونفتخر به أيضا».