وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، في مدينة جدة أمس، على استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار، التي أعدتها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، بمشاركة استشاري عالمي تنفيذاً للتوجيهات الصادرة بهذا الصدد، وذلك لتحقيق رسالة المؤسسة الاستراتيجية.
وجاءت موافقة الملك عبد الله على هذه الاستراتيجية، خلال استقباله أمس، لأعضاء اللجنة المشكلة من مجلس أمناء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، التي تضم في عضويتها، الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، والدكتور عبد الله العبيد وزير التربية والتعليم نائب رئيس المؤسسة، والدكتور هاشم بن عبد الله يماني، وعبد الله زينل وزير التجارة والصناعة، والدكتور خالد السبتي الأمين العام للمؤسسة.
واطلع خادم الحرمين الشريفين، على عرض مقدم من أعضاء اللجنة حول استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار والتي تشمل رؤية مستقبلية للخمس عشرة سنة القادمة «رؤية 1444هـ، (رؤية 2022م )» وخمس مبادرات رئيسية تركز على العلوم والتقنية والقيادة والمبادرة والإدارة بشكل رئيسي بغرض إيجاد مجتمع مبدع، ورعاية حوالي 30 ألف موهوب وموهوبة، واستفادة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، وما يقارب 3 في المائة من المجتمع السعودي، وذلك لدعم التحول إلى مجتمع المعرفة، ودعم النظام الوطني للابتكار، وتعزيز نجاح الخطط والمشاريع الوطنية المختلفة. وقد تم إعداد هذه الاستراتيجية والخطة استرشاداً بالتجارب الدولية وانطلاقا من الوضع المحلي الراهن والأهداف والأولويات التنموية الوطنية، وينص بيان « رؤية 1444هـ » على: «أن تصبح المملكة مجتمعاً مبدعاً فيه من القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز ما يدعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة». وتشمل المبادرات الخمس، مبادرة الشراكة مع مدارس متميزة، ومبادرة البرامج والفعاليات الإثرائية، ومبادرة القيادات الشابة، ومبادرة بيئة العمل المبدعة، ومبادرة التوعية ورفع الوعي.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أهمية الرسالة الوطنية الاستراتيجية لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع في دعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل بالسعودية، لكي يتمكن الموهوبون بفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن. كما أكد خادم الحرمين الشريفين الدور الوطني الكبير لاستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار في دعم تحول السعودية إلى مجتمع معرفي مبدع وإنشاء صناعات قائمة على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال اكتشاف الموهوبين والموهوبات في مراحل العمر المختلفة وخاصة المراحل الأولى في جميع أنحاء السعودية وفق المعدلات ورعايتهم في مجالات العلوم والتقنية والقيادة والإدارة، والارتقاء بكفاءتهم للوصول إلى نوعية عالية ومنافسة عالمياً، وعلى أن يكونوا مثالاً للشباب المسلم، المنتج في تفكيره، المبهر في إبداعه، المخلص في أدائه.
وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز إن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» أصبحت اليوم واجهة مشرقة لبلادنا لما تقوم به من أدوار حضارية مميزة وسط جملة من النجاحات شهدت بها المحافل الدولية والمحلية، باعتلاء موهوبي وموهوبات سعوديين منصات التتويج في العديد من المسابقات العالمية، إضافة إلى المكانة المرموقة في دعمها لمسيرة الموهبة والإبداع محلياً وعربياً، ودورها الرئيسي في إعداد الاستراتيجية العربية للموهبة والإبداع بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «اليكسو».
وشدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ضرورة تعاون الجهات الحكومية والأهلية مع «موهبة» في تنفيذ خطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار لرعاية الموهوبين والمبدعين لتحقيق الأمل الوطني فيهم، وإيجاد شراكة حقيقية بين جهات القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وخلال الاستقبال رفع أعضاء اللجنة عظيم شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين على ما حظيت به مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع من رعاية كريمة ودعم مستمر في سبيل دفع مسيرة الموهبة والإبداع والابتكار ودعم التحول إلى مجتمع المعرفة، مؤكدين أن استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار ستسهم بلا شك في توسيع وتطوير الخدمات والبرامج المقدمة للموهوبين واكتشافهم.
وأشاد الدكتور عبد الله العبيد نائب رئيس المؤسسة بجهود واهتمامات خادم الحرمين الشريفين في رعاية الموهوبين والموهوبات في المملكة من خلال متابعته الدائمة وحرصه الكبير على بناء الموهبة واستثمارها سعياً إلى مستقبل واعد لهذا الوطن.
وعقب الاستقبال أوضح الدكتور خالد السبتي الأمين العام لـ «موهبة»، أن خادم الحرمين الشريفين اطلع على خطط ومشاريع وانجازات المؤسسة وبرامجها وأنشطتها خلال استقباله للجنة المشكلة من مجلس أمناء المؤسسة حيث اطلع على استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي أعدت بمشاركة استشاري عالمي.
كما اطلع الملك عبد الله بن عبد العزيز على العديد من المنجزات والأعمال التي يتم تنفيذها، ومن أبرزها المرحلة الثانية من خطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار وبناء مركز خدمات الموهوبين والبرامج الصيفية المحلية والدولية، ومشروع تسجيل 60 طلباً لبراءة اختراع وطنية وإقرار النظام الأساسي الجديد للمؤسسة وبناء مركز الاتصال بالمؤسسة وتنظيم العديد من المعارض والمسابقات المحلية ومشروع اختيار الطلاب والمشاركة في معارض ومسابقات عالمية للمبتكرين والموهوبين كمعرض جنيف للاختراعات ومعرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة والتعاون مع الجامعات السعودية والعالمية وبوابة الموهبة والإبداع والابتكار الالكترونية على شبكة الانترنت «بوابة موهبة» والخدمات الالكترونية وتنظيم العديد من المسابقات والمعارض المحلية وبرنامج تحويل المؤسسة إلى مؤسسة إلكترونية ذكية من خلال مشروع مركز الاتصال «contacts enter»، ونظام خدمة العملاء «crm» والنظام المالي والإداري «erp» للمؤسسة.
وقال الدكتور السبتي إن خادم الحرمين الشريفين شدد على أهمية تقديم الدعم والرعاية لموهوبي وموهوبات المملكة من أجل قيادة تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة ودعم تحقيق التنمية المستدامة.
إلى ذلك يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اليوم (السبت)، معرض المشاريع التنموية الكبرى بمنطقة مكة المكرمة الذي تقيمه إمارة منطقة مكة المكرمة بالكورنيش الشمالي في محافظة جدة على مساحة 115 ألف متر مربع، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.
ورفع الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بهذه المناسبة أسمى عبارات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لتفضله بافتتاح المعرض الذي يقام تحت رعايته.
وقال إن «هذا المعرض يكتسب أهمية خاصة حيث أنه الأول من نوعه في منطقة مكة المكرمة الذي يضم هذا العدد الكبير من المشروعات التنموية الكبيرة التي يتم تنفيذها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي المشروعات التي تؤكد على ما يوليه من عناية وما يقدمه من دعم لكل عمل يحقق النمو والرخاء لوطننا الحبيب وأبنائه الكرام». وأضاف «يأتي افتتاح خادم الحرمين الشريفين للمعرض في هذه المنطقة ليضيف إليه أهمية خاصة وتأكيداً لما توليه القيادة من رعاية للمشروعات العمرانية العملاقة التي هي السبيل لنهضة الوطن وخلق فرص عمل جديدة لأبنائه الطامحين إلى الإسهام في نهضته ونمائه».
وبين الأمير خالد الفيصل أن هذا المعرض يقدم المشاريع التنموية الكبرى الجاري تنفيذها حالياً والمستقبلية التي هي قيد التطوير في مدن منطقة مكة المكرمة، وذلك بغرض تعريف المجتمع ككل بها، والفئات المستهدفة من قبل المطورين والمستثمرين.
وأوضح أن إقامة هذا المعرض تأتي انطلاقاً مما تشهده المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي من تطور ملحوظ في مجالات تنموية واقتصادية متعددة، مدعومة بتوجه القيادة نحو تطوير النظم والتشريعات لملاءمة متطلبات التنمية الاقتصادية للمرحلة الحالية والمستقبلية، من خلال توسيع آفاق المشاركة للقطاعات الحكومية والخاصة في هذا التطور ومشاريعها المنفذة، وكذلك توسيع قاعدة المستفيدين من عامة الجمهور والمستثمرين.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن حفل افتتاح المعرض يمثل التدشين والانطلاقة الرسمية للمشروعات التنموية الكبرى بمنطقة مكة المكرمة بمشاركة من الجهات الرسمية، ومن القائمين على هذه المشاريع التنموية بأنواعها من القطاعين الحكومي والخاص.