رئيس فنلندا السابق مارتن اهتيساري يفوز بجائزة نوبل للسلام

انغريد بيتانكور تدعو لمؤتمر صحافي وتحضر بيان شكر لاختيارها.. قبل إعلان الفائز

TT

منحت جائزة نوبل للسلام عن عام 2008 للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري بسبب وساطاته العديدة في كافة أنحاء العالم منذ ثلاثين عاما؛ وذلك رغم فشله في حل قضية كوسوفو. وأعلن رئيس لجنة نوبل النرويجية اولي دانبولت ميوس، أمس، ان اهتيساري كوفئ «لجهوده الكبرى في عدة قارات وعلى مدى ثلاثة عقود بهدف حل النزاعات الدولية». واضاف ان «هذه الجهود ساهمت في وجود عالم اكثر سلما وفي إخاء بين الامم من وحي مبادئ الفرد نوبل».

وقال الدبلوماسي الفنلندي الذي يتحدر والد جده من اصول نرويجية بعد اعلان فوزه بالجائزة، لإذاعة «ان ار كا»: «لقد فوجئت لتمكن النرويجيين من اتخاذ مثل هذا القرار. لدي 5.12% من دمي نرويجي وكان من المتوقع ألا يكون ذلك في صالحي». وقال اهتيساري ان مشكلة «ناميبيا هي العمل الاكثر اهمية، لانها تطلبت الكثير من الوقت»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان عمله من أجل التوصل الى اتفاق سلام في اتشيه والى حل أزمة كوسوفو «مهم كذلك».

وقال رئيس لجنة نوبل في مؤتمر صحافي ان اهتيساري «لا يتخلى عن جهوده إبدا، هو يحاول على الدوام التوصل الى حل. ان العالم بحاجة لمزيد من الرجال من طينته». وأضاف: «اليوم اهتيساري هو وسيط سلام دولي مميز وقد أثبت من خلال الجهود التي قام بها بدون كلل والنتائج التي حققها، الدور الذي يمكن ان تلعبه الوساطات من مختلف الانواع في حل النزاعات الدولية».

وتنافست هذه السنة 197 شخصية ومنظمة لنيل الجائزة. وستسلم جائزة نوبل للسلام التي تشمل ميدالية ودبلوما وشيكا بقيمة 10 ملايين كورون سويدي (مليون يورو) في أوسلو في 10 ديسمبر (كانون الاول) في ذكرى وفاة مؤسس جوائز نوبل الصناعي السويدي الفرد نوبل.

وقبل اعلان اسم الفائز، دعت الرهينة الكولومبية السابقة انغريد بيتانكور التي تحمل الجنسية الفرنسية أيضا، إلى مؤتمر صحفي ظهرا في أحد الفنادق الفاخرة بباريس، تحسبا لفوزها بجائزة نوبل للسلام هذا العام. ويبدو أن بيتانكور كانت واثقة للغاية من فوزها بالجائزة لدرجة أنها أعدت بالفعل البيان الصحفي الذي لم تحترم وسائل الإعلام الفرنسية الحظر الذي كان مفروضا عليه.

وجاء في البيان: «قدمت لجنة جائزة نوبل من خلال منح الجائزة إلى انغريد بيتانكور، رسالة قوية إلى الخاطفين الذين يلعبون بحرية غيرهم دون تلقي عقوبة». وكانت المرشحة السابقة للرئاسة الكولومبية قد تعرضت للاختطاف عام 2002 واحتجزت رهينة لدى جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) المتمردة لمدة ستة أعوام. وكرمت منظمة «وورلد أواردس» بيتانكور بعد تحريرها في يوليو (تموز) الماضي واختارتها كـ«امرأة عام 2008».

وعلى الرغم من الترحيب الدولي باختيار اهتيساري، إلا ان شقيق الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوشفيتش ندد باختياره، وقال بوريسلاف ميلوشفيتش، السفير السابق ليوغوسلافيا لدى روسيا في حديث مع اذاعة صدى موسكو: «من النادر ان تستخدم جائزة نوبل للسلام لأغراض سياسية». واضاف: «أحزنني هذا القرار ولا اعتبر اهتيساري فائزا يستحق جائزته». وكان قد توفي الرئيس الصربي السابق عام 2006 في لاهاي حيث كان يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في اثناء حروب كرواتيا والبوسنة وفي كوسوفو. وتواصلت انتقادات بلغراد وموسكو لاهتيساري اثناء المفاوضات على وضع كوسوفو الذي اعلن استقلاله عن صربيا، ولكن الصرب يعتبرونه مهد أمتهم.