ألمانيا تدشن عصر القبور عالية التقنية

شواهد القبور بشاشات رقمية تعرض صورا وأفلام فيديو

شاهد قبر الكتروني («الشرق الأوسط»)
TT

بعد موضة القبور البيئية داخل جذوع الاشجار والتوابيت «المهنية» دشنت كولون (غرب المانيا) عصر القبور الإلكترونية العالية التقنية. وأنتجت شركة صناعة شواهد القبور «كونيجزفيلد» في حي بورتس أول شواهد قبور من نوعها مزودة بشاشات وذاكرة.

وصار بوسع أهالي المتوفى تخليد فقيدهم من خلال تزويد القبر بشاهدة من الخشب أو الحديد الصلب أو المرمر تحتوى على كومبيوتر صغير مدمج تظهر الشاشة من خلالها. ومن الممكن تحميل الصور والمعلومات التي تذكر بالمرحوم، وتجديدها وتطويرها بين فترة وأخرى باستخدم جهاز التحكم عن بعد. ويمكن للزبون الاختيار بين مادة الشاهدة، سعة الذاكرة، حجم الشاشة.. إلخ، وطبيعي فأن لكل مادة ولكل شاشة سعرها، لكن متوسط سعر الشاهدة من المرمر «الذكي» يبلغ 4500 يورو.

وتتقلب الصور، ويجري عرض المعلومات وأفلام الفيديو على الشاشة، من خلال لمسة زر، كما يقول مصمم الشواهد الإلكترونية كارستن غلاسر، 44 سنة». ويمكن تشغيل شاشة الشاهدة بالكهرباء مباشرة أو بواسطة بطارية قوية لا يزيد حجمها عن حجم علبة ثقاب مخفية داخل الشاهدة. ويؤكد غلاسر أن الشواهد المرمرية والشاشات الزجاجية التي يصنعها منيعة على الكسر والتلاعب، وأنه زود مكان البطارية والتحكم بالشاشة بقفل إلكتروني سري. وهذا يعني أنه لا يستطيع مشاهدة الصور والمعطيات إلا من يعرف الرقم من أهالي المتوفى. ولا يجوز الاستماع إلى الموسيقى من خلال الشاهدة الإلكترونية لأن أصحاب المقابر «الكاثوليكية» لا يسمحون بإزعاج راحة الموتى والزوار. ويعود الفضل في «القبر الإلكتروني» إلى الهولندي هندريك روزيما، 72 سنة، الذي يعتبر صاحب براءة الاختراع في أوروبا. واكتشف روزيما الحاجة إلى شواهد القبور «الذكية» بعد وفاة والدته، حيث تمكن من إحياء ذكراها بشكل دائم من خلال شريط الفيديو الذي خزنه في شاهدة القبر الإلكترونية. وكان الشاب ميشائل كونجزفيلد، صاحب شركة شواهد القبور التي تحمل نفس الاسم، أول من دشن مقبرة بورتس بشاهدة إلكترونية على قبر خالته كريستينا لوك، 83 سنة». وصنع الشاب الشاهدة من الحديد الصلب المغلف بالخشب وبشاشة من قطر 10 بوصات. ويقول أنه خزن حاليا نحو 15 صورة في ذاكرة الشاهدة الذكية وأنه يحاول الآن تجميع المزيد من الصور والأفلام، خزنها على عصا إلكترونية (ستيك)، ومشاهدتها عبر منفذUSB وضعه على الشاهدة.

وسبق اليابانيون الألمان من ناحية تقنية القبور الإلكترونية لأنهم زودوا الشاهدة بشاشة وصلة مع الانترنت. ويستطيع المعزي أن يطلب من على الشاهدة موقعا تم عليه تحميل كافة المعلومات والصور عن «المرحوم». ويمكن لمن يحمل الهاتف الجوال المزود بكاميرا الوصول إلى المعلومات بشكل أسهل، لأن التقاط صورة واحدة للشاهدة يربط شاشة الشاهدة مع موقع المعلومات عن المتوفى. وذكرت شركة «اشنيوكو»، التي تنتج شواهد القبور الإلكترونية في اليابان، أنها تود عصرنة الحياة في المقابر. وهكذا يمكن لمن يضع الزهور ويشعل الشموع في ذكرى المرحوم أن يشاهد الصور والمعلومات عنه أيضا، ومع فارق مهم، هو أن المقابر اليابانية تسمح بالاستماع إلى الموسيقى أيضا.