«مجلس إنقاذ الأنبار»: تسليم الملف الأمني للعراقيين كان شكليا.. والأميركيون زاد نفوذهم

رئيسه قال لـ«الشرق الأوسط»: المحافظة ترزح تحت ضغوط أمنية بسبب توقف دورنا

TT

أكد الشيخ علي الحاتم، رئيس مجلس انقاذ الانبار (الصحوة)، ان تسلم الملف الأمني في محافظة الانبار، غرب العراق، كان «شكلياً»، وان القوات الاميركية مازالت موجودة على ارض الواقع بأعداد أكبر من السابق.

وقال الحاتم ان وجود القوات العراقية يكاد يكون معدوماً بالرغم من تسلم الملف الأمني منذ أكثر من شهر، وأضاف لـ«الشرق الاوسط» أن «المدينة ترزح تحت ضغوط امنية عديدة بسبب توقف دور الصحوات فيها بعد ضمها الى الحكومة وانعدام دورها في الملف الامني بعدما كانت تمسك بالأمن داخل المدينة». وشهد اليوم الأول من أيلول تسلم محافظة الأنبار الملف الأمني من الجيش الأميركي وجرى حفل واستعراض رسمي وشعبي بمدينة الرمادي، مركز المحافظة 110 كلم غرب بغداد، وتم حينها توقيع الاتفاقية الأمنية بين القوات الأميركية والعراقية. وأوضح الشيخ الحاتم أن «القوات الاميركية زاد نفوذها وبدأت تتدخل في الكثير من الامور أهمها عمل الدوائر والخدمات. الأمر الذي ينفي وجود سيادة حقيقية في المدينة برغم تسليم الملف الامني»، وأضاف أن «هذا الأمر ينطبق على جميع المحافظات التي تم تسليم ملفها الامني الى القوات العراقية بسبب عدم كفاءة تلك القوات في ضبط الوضع الامني بعد تسلمه من القوات الاميركية». وحول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بضم الصحوات الى العمل معها بشكل مباشر، قال الحاتم ان «بعض قيادات الصحوة تجد ان هذا الموضوع تم باتفاق بين الحكومة والجانب الاميركي وان تسليم ملف الصحوات قويض بالموافقة على بعض بنود الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين». وأضاف الحاتم أن «القوات الاميركية مازالت تمارس عمليات اعتقال الاهالي في الوقت الذي لا يتم محاسبة الجندي الاميركي عندما يقوم بخروقات في المدينة»، مشيراً الى ان «هذه الاوضاع تتناقض مع السيادة الوطنية للحكومة وللشعب وان مجالس الصحوة ابلغت حكومة المالكي بضرورة الالتفات الى هذه النقطة وعدم التنازل عن حقوق العراقيين وتحديد صلاحيات الجندي الأميركي في معسكره فقط». من جانبه، قال قائد شرطة الأنبار، اللواء طارق يوسف، في تصريحات صحافية إن «قواته تنفذ عملياتها الأمنية في جميع مدن محافظة الأنبار، بدون الرجوع إلى القوات الأميركية»، وأكد على «ضرورة تهيئة القوات العراقية لنا بعد رحيل آخر جندي أميركي من العراق، للاعتماد على الجندي العراقي». وأعرب يوسف، عن «استغرابه من التشكيك في قدرة القوات العراقية وقيادتها للملف الأمني بمحافظة الأنبار، والتي أصبحت نموذجا لباقي المحافظات بعد أن حققت سيطرة واستقرارا تحسد عليه»، وأشار إلى أنه «خلال الاجتماع مع قادة الشرطة في جميع مدن الأنبار، يتم تذكيرهم بأهمية تهيئة عناصر الشرطة وزرع الثقة في نفوسهم». ورغم إقرار يوسف «بوجود بعض الخلل خلال الوقت الحالي، لوجود وانتشار القوات الأميركية»، وهو ما يشعر به المواطن، إلا أنه يقول إن «القوات العراقية يجب أن تكون موجودة، لأن رحيلها الآن سيشجع على عودة تنظيم القاعدة إلى المشهد مرة أخرى». وكانت محافظة الأنبار بمدنها الثماني، تعد واحدة من اكثر المحافظات سخونة من حيث سوء الاوضاع الامنية، حتى عام 2006 عندما تم تشكيل قوات الصحوة فيها من ابناء العشائر لمحاربة تنظيم القاعدة، الأمر الذي أدى الى استتباب الوضع الأمني ومطالبة القوات العراقية بتسلم الملف الامني من الجيش الاميركي.