الصومال: القراصنة يفرجون عن سفينة إيرانية بعد «مفاوضات» وطاقمها بخير

الأمم المتحدة: مائة طالب لجوء فقدوا في خليج عدن

الطبيبة اليابانية كيكو اغاهان وزميلها الهولندي وليام سودز يجلسان امام الخاطفين الصوماليين في مقديشو أمس (رويترز)
TT

قال مسؤول حكومي امس ان القراصنة خطفوا سفينة محملة بالاسمنت من منطقة بين الصومال واليمن وأفرجوا عن سفينة اخرى. وكانت السفينة «ويل» التي ترفع علم بنما في طريقها من سلطنة عمان الى بوصاصو حين هوجمت بين جزيرة سقطرة اليمنية وبوصاصو بعد ساعات من حصول قراصنة صوماليين على فدية قدرها 6ر1 مليون دولار للافراج عن الناقلة الكيماوية اليابانية «ام.تي.ايرين».

وكان مسلحون قد احتجزوا الناقلة اليابانية يوم 12 أغسطس بينما كانت في طريقها الى الهند قادمة من فرنسا عبر خليج عدن. وكانت السفينة ويل هي الاحدث في قائمة طويلة من السفن خطفها القراصنة خلال الاشهر القليلة الماضية. وأفرج عن عدد من هذه السفن بعد دفع فدى.

وقال علي عبدي أواري وزير الدولة في بلاد بنط المتمتعة بحكم شبه ذاتي في شمال الصومال «خطفت السفينة ويل التي ترفع علم بنما ليل الخميس (اول من امس) بين جزيرة سقطرة وبوصاصو». وأبلغ وكالة رويترز ان طاقم السفينة مكون من 11 فردا هم تسعة سوريين وصوماليان.

وامس، أفرج القراصنة عن سفينة ايرانية لنقل البضائع الصب وطاقمها المكون من 29 فردا بعد سبعة اسابيع من خطفها قبالة سواحل الصومال في اغسطس. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن شركة الخطوط الملاحية الايرانية قولها انه افرج عن السفينة (ديانات) بعد مفاوضات ولم تعط المزيد من التفاصيل.

وكان حلف شمال الاطلسي وافق اول من امس على الانضمام الى عمليات مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال وطولها 3300 كيلومتر. كما وافق الاتحاد الاوروبي على بدء التخطيط لتشكيل قوة بحرية مشتركة لمكافحة القرصنة يمكن ان تكون جاهزة للنشر بحلول نهاية العام.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن شركة الخطوط الملاحة الايرانية قولها ان السفينة (ديانات) تتجه الان الى المياه الدولية وان طاقمها بخير.

وخطفت السفينة (ديانات) يوم 21 اغسطس من المياه الدولية في خليج عدن وكانت تحمل 42500 طن من المنتجات المعدنية والصناعية من الصين الى هولندا.

وبحسب المكتب البحري الدولي، فان حوالي ستين سفينة تعرضت لهجمات قراصنة قادمين من الصومال في خليج عدن والمحيط الهندي منذ يناير 2008.

وتشهد الصومال حربا اهلية مستمرة منذ 1991. ودعا مجلس الامن الدولي الدول الى استخدام «كل الوسائل الضرورية» لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية. ويعمد القراصنة عادة بعد احتجاز السفن الى المطالبة بفديات مقابل الافراج عنها. ودعا المجلس «جميع الدول المعنية بأمن النشاطات البحرية للمشاركة بشكل ناشط في مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال وعلى الاخص بنشر سفن وطائرات عسكرية». كما طلب من البلدان التي تملك قوات عسكرية في المنطقة «استخدام الوسائل الضرورية في عرض البحر وفي المجال الجوي قبالة الصومال بما ينسجم مع القانون الدولي، من اجل قمع اعمال القرصنة».

ويحتجز القراصنة منذ 25 سبتمبر قرب السواحل الصومالية سفينة شحن اوكرانية محملة بالسلاح. وارسلت الى المنطقة سفن حربية عدة بينها سفن اميركية من اجل التأكد من عدم انزال شحنة الاسلحة. كما ارسلت روسيا سفينة حربية الى المنطقة. من جانب اخر، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان نحو 100 شخص فقدوا في خليج عدن بعد ان اجبرهم مهربون على النزول من قارب كانوا على متنه والسباحة الى الشاطئ اثناء توجههم بطريقة غير شرعية من الصومال الى اليمن. وبهذا، يرتفع عدد المفقودين في خليج عدن الى 365 شخصا منذ بداية العام. وصرح المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين رون ريدموند للصحافيين ان «المفوضية وشركاءها يبحثون عن نحو 100 شخص ابلغ عن فقدانهم في خليج عدن بعد ان اجبرهم المهربون على النزول من القارب الى المياه قبالة ساحل اليمن»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال ريدموند ان 47 ناجيا من 150 راكبا غادروا ميناء ماريرة الصومالي افادوا ان المهربين اجبروا جميع الركاب باستثناء 12 منهم، على النزول من القارب على بعد نحو خمسة كيلومترات قبالة الساحل اليمني. واضاف ان الناجين الـ12 وضعوا على قارب اصغر بينما اضطر الاخرون للسباحة الى الشاطئ.

واوضح ان «عدد الناجين الذين وصلوا الى الشاطئ بلغ 47 شخصا، وقد شاهدوا السلطات اليمنية بعد ذلك تدفن خمس جثث».

ووصل نحو 32 الف شخص الى اليمن هذا العام بعد ان تم تهريبهم عبر خليج عدن من الصومال التي تمزقها الحرب. وقتل 230 شخصا على الاقل اثناء قيامهم بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.