متقي: أمن أفغانستان يؤثر على إيران.. والقوات الدولية مسؤولة عن العنف

اشتباكات بين ميليشيا الباسيج وأكراد إيرانيين في إقليم كردستان

TT

حذر وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي الدول الغربية من تداعيات انتشار التطرف، واعتبر ان فشل المحاولات الرامية الى احتواء «الارهاب» والتطرف من شأنه ان يهدد الجميع بما في ذلك الغربيون. وقال متقي في مقابلة مع وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» امس عقب زيارة قام بها لباكستان الجمعة «تناولنا مع اصدقائنا الباكستانيين موضوع الارهاب وجذور التحركات الارهابية الجديدة، واكدنا ان طهران ترى ان التواجد العسكري الاجنبي هو احد اسباب تفشي ظاهرة التطرف والارهاب في المنطقة»، في اشارة الي التطورات الاخيرة التي شهدتها باكستان والانفجار الذي وقع في فندق ماريوت في اسلام آباد وتصاعد الهجمات الانتحارية هناك.

واضاف قائلا: «انهم، القوات الاجنبية، يدخلون الى المنطقة تحت شعار حماية الديمقراطية واجتثاث المخدرات لكنهم سبب انتشار العنف والتوتر وبالتالي تفشي حالة اللاامن في المنطقة». وقال وزير الخارجية الايرانية «إن تواجد القوات الاجنبية في المنطقة خلال الاعوام السبعة الماضية ادى الى تفشي ظاهرة التطرف وارتفاع معدل الحملات الانتحارية وزرع العبوات الناسفة». واكد المسؤول الايراني أن الامن والاستقرار في افغانستان يترك اثرا مباشرا على الامن والاستقرار في كل من ايران وباكستان. واشار الى استضافة ايران طيلة الاعوام الثلاثين الماضية ملايين اللاجئين الافغان، منتقدا اداء الدول التي تتواجد عسكريا في افغانستان بذريعة اعادة الامن اليه. وشدد متقي على الدعم الذي تقدمه كل من ايران وباكستان الي الجارة افغانستان وحكومتها الشرعية، وقال ان ايران تولي اهمية كبيرة لتعزيز الامن والاستقرار في افغانستان.

وادان متقي الهجمات الارهابية الاخيرة التي شهدتها اسلام اباد، وقال ان باكستان دولة هامة في المنطقة وان احلال الامن والاستقرار في هذا البلد يهم ايران كثيرا. وأوضح الوزير الإيراني ان المباحثات الاخيرة بين رئيسي ايران وباكستان تطرقت الى اقامة انبوب لتصدير الغاز الايراني الى الاراضي الباكستانية واتفاق الرئيسين على ذلك، معربا عن ترحيب البلدين بانضمام الهند الى هذا المشروع.

وكان متقي قد وصل امس الأول الي اسلام اباد علي رأس وفد سياسي رفيع واجتمع خلال هذه الزيارة التي استغرقت يوما واحدا مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ووزير الخارجية محمود قريشي ورئيس المجلس الوطني الباكستاني فهميدة ميرزا.

ويأتي ذلك فيما ذكرت وكالة انباء الجمهورية الايرانية ان عناصر ميليشيا ايرانية قتلوا اربعة مسلحين اكراد في اشتباك وقع الاسبوع الماضي بالقرب من الحدود العراقية. ودار القتال بين المسلحين وقرويين من ميليشيا الباسيج في اقليم كردستان الذي يقع في جزء من ايران سبق ان اشتبكت فيه قوات الامن الايرانية وناشطين من الاكراد. وقالت الوكالة «هؤلاء الاشخاص قتلوا في اشتباك مع عناصر الباسيج.. ليل الثلاثاء»، ولم تعط الوكالة مزيدا من التفاصيل. وكثيرا ما تشتبك القوات الايرانية مع مسلحين من حزب الحياة الحرة لكردستان وهو فرع من حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح عام 1984 للقتال من اجل اقامة وطن كردي في جنوب شرق تركيا. ومثل جارتيها العراق وتركيا توجد بايران اقلية كردية تعيش في الاساس في شمال غرب وغرب البلاد. وتنظر ايران الى حزب الحياة الحرة لكردستان الذي يسعى لتحقيق الحكم الذاتي للمناطق الكردية في ايران ويتخذ من المناطق الحدودية بشمال شرق العراق ملاذا له على انه جماعة «ارهابية». على صعيد آخر، ذكرت مجلة «ديرشبيغل» الاخبارية الالمانية امس ان رجل الاعمال الايراني الذي قبض عليه منذ اسبوع في المانيا للاشتباه بتورطه في تصدير مواد بطريقة غير قانونية الى ايران يعد عميلا له قيمة بالنسبة لجهاز المخابرات الخارجية الالماني( بي ان دي). وقالت المجلة ان المدعين اخطروا جهاز المخابرات الخارجية الالماني قبل عملية الاعتقال انه ليس امامهم اي خيار سوى اعتقال الرجل (61 عاما) الذي يحمل الاسم الحركي «سندباد» بسبب الشكوك بانه يقدم معدات ضرورية لتصنيع صواريخ الشبح الايرانية.

وقالت مجلة شبيغل فى تقرير لها بعددها الذي يصدر غدا ان المعلومات الاستخباراتية التي قدمها سندباد لالمانيا تضمنت صورا لماكينات حفر الانفاق وتفاصيل عن مستودعات سرية وتقارير حديثة عن تطوير الصواريخ الايرانية. وكانت معلوماته الاستخباراتية مفيدة جدا لدرجة ان جهاز المخابرات الخارجية الالماني ساوره القلق ازاء احتمال ان يكون سندباد عميلا مزدوجا يخدع الغرب باوامر من ايران.

وكان المدعون قد اعلنوا الاربعاء الماضي انهم اعتقلوا الرجل الذي يحمل جنسية كندية ايرانية مزدوجة في الخامس من الشهر الحالي للاشتباه في انتهاكه حظرا المانيا على تصدير بضائع مفيدة من الناحية العسكرية. وقالت دير شبيغل ان المانيا لم تكن قلقة فحسب ازاء فقدانها جاسوسا خدم المانيا لمدة عقد من الزمان وحصوله على مليون يورو (4. 1 مليون دولار) ولكن ايضا ازاء توتر محتمل مع طهران، وبالاضافة الى ذلك، انتاب جهاز المخابرات الخارجية مخاوف من ان يحاول الايرانيون اغتيال الرجل في عملية انتقامية اذا ما افرج عنه من السجن في المانيا، وذلك حسبما افادت المجلة.