السفارة الأميركية في الخرطوم تحذر رعاياها من خطر «القاعدة في بلاد النيلين»

طلبت منهم الابتعاد عن مقهى في حي راق.. والخارجية السودانية تؤكد: لا يوجد خلل أمني

TT

حذرت الولايات المتحدة أمس رعاياها من السفر الى السودان، والمقيمين منهم من التحرك وسط العاصمة وفي مناطق بعينها لتخوفها من تعرضهم لمكروه على خلفية ظهور تنظيم ارهابي يحمل اسم «القاعدة في بلاد النيلين»، هدد حسب قولها باستهداف الاميركيين في الاراضي السودانية. لكن الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق قلل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من اهمية التحذير واعتبره عملاً روتينياً يصدر من واشنطن.

وقالت رسالة على موقع السفارة الاميركية في الخرطوم على الانترنت ان الجماعة «القاعدة في بلاد النيلين» اصدرت بيانا اشار الى تبنيها اغتيال مسؤول المعونة الاميركي جون جرانفيل وسائقه في الاول من يناير (كانون الثاني) الماضي، وان جهادها وقتالها ضد الولايات المتحدة وحلفائها من «الصليبيين والكفار» سيتواصل وفقا لما ذكرته السفارة. وقالت رسالة اخرى للسفارة انها حذرت موظفيها من استخدام مقهى في الخرطوم يتردد عليه الغربيون والسودانيون الاثرياء. وقالت ان «مقهى اوزون» بأحد الاحياء الراقية بالخرطوم «عرضة للخطر على نحو خاص». ونفت الحكومة السودانية مرارا ان يكون للقاعدة وجود نشط بالسودان.

واوزون هو مقهى مكشوف في وسط ميدان مزدحم محاط بالمنازل والشركات، وتسهل رؤية الموظفين والرواد بوضوح من الطريق والمباني. وقالت متحدثة باسم السفارة انها لا تستطيع ان تعلق على ما اذا كان التحذير من مقهى اوزون له صلة بتهديد القاعدة. من جانبه قال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق لـ«الشرق الأوسط» ان تكرار التحذيرات من قبل لم يثبت دعاوى وجود مخاوف أمنية. واشار الى ان التحذيرات ترسل اشارات خاطئة للمجتمع الدولي حول الاوضاع الامنية في السودان، مشيراً الى ان بلاده طلبت من كافة الدول الغربية التي تدعي وجود مشكلات امنية لرعاياها في الخرطوم ان تنسق جهودها مع الاجهزة الامنية السودانية اذا احست بخطر. وربطت مصادر اعلان التحذيرات الاميركية لتكهنها بصدور قرار قريب بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر في مذكرة المدعي العام للمحكمة لاتهامه بارتكاب جرائم ابادة جماعية في اقليم دارفور، لكن الخارجية السودانية رفضت هذا الربط، واعتبرت ان التوقيت له علاقة بمقتل الدبلوماسي الاميركي في الخرطوم. وشدد الصادق على عدم وجود علاقة بين التحذير الاميركي والمحكمة الجنائية الدولية، وقال في المقابل «في الاسابيع القليلة القادمة تمر الذكرى الاولى لمقتل الدبلوماسي الاميركي في الخرطوم الذي قتل في ليلة رأس السنة.. وبيان السفارة الاميركية يأتي من باب الحيطة والحذر.. ولا يعطي اية اشارة الى وجود خلل امني».

واوضح ان «المنطقة التي اشار اليها بيان السفارة من المناطق الراقية وان الغربيين في السودان يتحدثون عن انها افضل اماكن الخرطوم امناً». وقال الصادق ان التعاون بين بلاده والولايات المتحدة حول الارهاب كان في مرحلة معينة وان واشنطن تأكد لها من ان السودان لا علاقة له بالارهاب الدولي. وتابع «كان يفترض ان ترفع الادارة الاميركية اسم السودان من على قائمة الدول الراعية للارهاب مثل ما فعلت مع كوريا الشمالية أمس». ونفى وجود تنظيم تحت اسم «القاعدة في بلاد النيلين» في السودان، وقال ان «بيانا مكتوبا وجد في احد المواقع وتم توزيعه في نطاق محدود لكنه لا يمكن ان يصبح دليلاً». وهناك مخاوف غربية متكررة من ان الجماعات المتطرفة تعد لعمليات في الخرطوم. وفي اغسطس (آب) 2007 قالت اجهزة الامن السودانية انها كشفت مؤامرة لمهاجمة البعثات الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية والاميركية وبعثة الامم المتحدة في الخرطوم. وقالت مصادر اجنبية ان المجموعة اكتشفت في منزل بالخرطوم بعد ان انفجرت متفجرات بصورة عارضة. ويمثل الان خمسة رجال امام المحكمة في الخرطوم لاتهامهم باغتيال جون جرانفيل وسائقه عبد الرحمن عباس رحمة، وينفي الخمسة التهمة. وقالت النيابة ان الجماعة التي قتلت جرانفيل وسائقه استهدفت الاميركيين الذين تعتقد انهم يحاولون «تنصير» السودانيين. وفي وقت سابق من العام الجاري بدأت كتابات لـ«القاعدة» على الجدران في الظهور في العاصمة. والسودان الذي استضاف اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في التسعينات، موجود على القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب منذ عام 1993.