المصالحة المسيحية دونها عقبات.. وأرسلان يكشف عن لقاء بين جنبلاط وحزب الله

المجلس الشرعي الإسلامي يستنكر محاولات تخويف السنّة

الرئيس ميشال سليمان مستقبلا الوزير السابق سمير صحناوي امس (دالاتي ونهرا)
TT

يبدو ان المصالحة المسيحية ـ المسيحية المنتظر انطلاقها بلقاء بين رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية دونها عقبات بسبب الشروط والشروط المضادة. وفي مجال آخر، كشف وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان عن لقاء سيعقد الاسبوع المقبل في دارته في خلدة يجمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووفد قيادي من «حزب الله» يهدف الى طي صفحة الماضي، في وقت برزت دعوات لكل من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان لاستكمال المصالحات على مستوى الوطن.

وأكد ارسلان في حديث اذاعي «ضرورة فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين عبر الحوار لاعادة الحياة السياسية الى طبيعتها تحت عنوان حق الاختلاف وليس الخلاف»، واصفا المصالحات القائمة بـ«الخطوة الجريئة والشجاعة، ولكن المهم ان يستمر ذلك ويعمم وينقل الى القواعد للتوحد»، مشددا على ان «حق التنافس مشروع، انما مصلحة البلد والمصلحة الوطنية يجب ان تكونا فوق كل اعتبار». وكشف عن «لقاء سيعقد في دارته في خلدة الاسبوع المقبل بين وفد قيادي من حزب الله والنائب وليد جنبلاط، وفي حضوري، وسيكون لتكملة ما تم البدء به في السابع من ايار». ورأى «ان العائق الامني هو ما يمنع لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع النائب وليد جنبلاط»، مشيرا الى «ان اللقاء في خلدة يدل على وجود قرار بطي صفحة الماضي».

واعتبر ارسلان «ان الازمة الكبرى التي مر بها لبنان كانت منذ اربع سنوات مع القرار 1559 الذي هو قرار الفتنة ونقل الصراع الخارجي الى الداخل». ورأى انه «بقدر ما نكون ادارة في المنطقة نعرض البلد لانتهاكات امنية ومخابراتية»، مشددا على ان «تحصين البلد يكون بقرار داخلي جريء». وفي موضوع العلاقة مع سورية، رأى «ان هناك خصوصية تربط لبنان بسورية يجب المحافظة عليها لاعتبارات عدة». وقال: «أنا مع اعادة العلاقات الطبيعية بين اللبنانية والسوريين لان في ذلك عامل استقرار سياسي للبلد»، مؤكدا ان «سورية تريد المصالحة بين اللبنانيين وهذا ما سمعته من الرئيس بشار الاسد». وفي موضوع المصالحة المسيحية قال أرسلان «ان النائب السابق سليمان فرنجية لو لم يرد المصالحة مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع لما طرحها، وقد ظهر في الاعلام انه هناك مراعاة لطرف اكثر من آخر».

وفي هذا السياق، دعا المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى خلال اجتماع عقد برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى «استكمال المبادرات والمصالحات على مستوى الوطن كله، وان يرتفع الجميع الى مستوى المسؤولية الوطنية».

واستنكر المجلس بشدة «محاولات التشهير والتخويف والاستهداف للطائفة الاسلامية السنية في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا في طرابلس والشمال، ومرجعياتها ومسؤوليها، ومحاولة إلصاق تهمة الارهاب بهذه الطائفة، تنفيذا لتوجهات معروفة». ونوه بـ«ترفع هذه المرجعيات والمسؤولين وعدم انجرارهم الى السجال العقيم منعا لاصحاب هذه الحملات من تحقيق اهدافهم المشبوهة».

وندد بـ«الحملات المبرمجة التي تسعى لاستحداث فتن جديدة والنيل من موقع رئاسة مجلس الوزراء، واهمين انهم سيحققون من خلالها مكتسبات صغيرة ولو كان هذا على حساب الوطن، كل الوطن». واعتبر «ان الخطاب الفئوي الذي يمارسه البعض يتعارض مع روحية اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ويبدد الأمل والطمأنينة لدى عموم اللبنانيين».

من جهته، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اللبنانيين الى «بناء مجتمع متضامن متماسك معتدل بعيد عن الانحرافات والفساد من خلال العودة الى تعاليم الدين والعمل وفق سيرة الانبياء». ورأى ان «بلادنا تعيش حالات من جفاف الاخلاق والبعد عن القيم. وعلينا ان نبني المجتمعات الفاضلة ببناء الانسان السوي الذي يصلح المجتمع وينشر الخير، واذا تخلينا عن مهامنا في بناء النشء على القيم الدينية والاخلاقية فان مجتمعاتنا مهددة في اخلاقها وامنها واستقرارها».

اما على صعيد المواقف النيابية من المصالحات، فرأى عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب الدكتور يوسف خليل ان هناك «ضرورة للعودة الى خيار المصالحة ومنطق الحوار والتهدئة للوصول الى الاستقرار لمصلحة الجميع ضمن الاختلاف في السياسة والتنافس في الانتخابات بدلا من الاحتكام الى الشارع».

ودعا الحكومة الى «الانطلاق نحو ورشة عمل متكاملة لمواجهة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والى اعادة النظر ببعض القوانين، والتخطيط لمشاريع انمائية تؤكد المساواة في الحقوق كما في الواجبات بين مواطنيها».

واعتبر عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب الدكتور كميل خوري «ان حجة القوات اللبنانية بأن سورية هي المعرقل الاول لمصالحة القوات ـ المردة، هي حجة ساقطة وذات خلفيات انتخابية بحتة»، متمنيا ان تكون نية «القوات» في المصالحة «نية حقيقية لان تجاربها في هذا المجال غير مشجعة»، وداعيا جعجع الى «جرأة القبول بمطلب فرنجية وجود العماد ميشال عون واحراج سورية».

وحضّ خوري القوات على «التصالح مع الشعب اللبناني ومع الذات قبل الايحاء للرأي العام وتضليله بان النيات حسنة، وقال: «المطلوب سلوك عملي لا كلامي فقط، لان صفحة القوات اللبنانية سوداء والذهنية الميليشياوية لديها لم تتغيرا حتى اليوم».

بدوره، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس «ان اللبنانيين بحاجة اكثر الى الحوار والنقاش وايجاد نقاط مشتركة من اجل الوطن والمواطن ومن اجل استقرار هذا البلد». واستهجن «اقدام بعض الوزراء على اثارة وجود الجيش السوري على حدوده وعدم تحريك ساكن باقامة جيش العدو الاسرائيلي مناورات دائمة على الحدود مع لبنان وخرقه الدائم لسيادة لبنان واخرها في منطقة العباد قبل يومين». ورأى «ان الحكومة اللبنانية مدعوة اليوم الى جانب كل الهيئات السياسية اللبنانية الى وضع ثوابت لهذا الوطن على قاعدة اتفاق الطائف واتفاق الدوحة، وعلى قاعدة امن لبنان واستقراره وتطوره».