المزارعون الفلسطينيون يواجهون حرب قطف الزيتون على يد المستوطنين

تصاريح لدخول أراضيهم والهجمات ضدهم لا تستثني الرصاص

طبيب فلسطيني يساعد مزارعا من بلدة بورين أصيب بجروح في رأسه في اعتداءات مستوطنين (أ ف ب)
TT

يواجه المزارعون الفلسطينيون منذ بدء موسم قطف الزيتون قبل اسبوع حربا يشنها مستوطنون يحاولون منع اصحاب الارض من دخولها، تحت حجج مختلفة من بينها ان بعض هذه الاراضي تتبع مستوطنات قريبة. وتتعرض العائلات الفلسطينية التي تعتاش من وراء قطف الزيتون ومن ثم تحويله الى زيت وبيعه في الاسواق، الى هجمات متفرقة، يستخدم فيها الرصاص احيانا. وكثيرا ما عاد بعض المزارعين جرحى، بفعل الاشتباكات مع المستوطنين، او اعتداءات الجنود الاسرائيليين، الذين يهبون بالعادة لمساعدة المستوطنين.

وهاجم مستوطنو يتسهار القريبة من نابلس امس، بشكل مفاجئ، مزارعين كانوا يعملون في حقولهم في قرية بورين جنوب المدينة بمحاذاة المستوطنة. وقال علي عيد رئيس المجلس القروي ان المستوطنين والجنود الاسرائيليين اطلقوا النار صوب المزارعين دون اصابات.

وبحسب عيد، فقد فوجئ اصحاب الاراضي بهجوم شنه المستوطنون كان مدعوما من قوات الجيش الاسرائيلي، التي اعتدت على المزارعين الذين ردوا بإلقاء الحجارة. وقال الجيش الاسرائيلي ان عددا كبيرا من الفلسطينيين دخل الى المنطقة دون الحصول على تنسيق وحيازة التصاريح اللازمة. وقال عيد ان هناك تنسيقا مسبقا. ويشكو اصحاب الاراضي في الضفة من ان بعض المستوطنين يعمد الى قطع اشجار الزيتون اثناء غيابهم عن الارض. ويتصدى المزارعون عادة لأي هجوم على اراضيهم ويعتصمون في الاراضي المهددة بالمصادرة وكثيرا ما اشتبكوا بالأيدي مع المستوطنين. وكان حوالي 20 فلسطينيا ومتضامنا أجنبيا، اول من امس، قد اصيبوا بجروح خلال مواجهات في نابلس ورام الله، بعد منع مزارعين من الوصول الى اراضيهم لقطف الزيتون. وأصيب في نابلس 6 فلسطينيين في مواجهات في حقول بالقرب من مستوطنة براخة جنوب نابلس. وقال غسان دغلس مسؤول الشؤون القروية في محافظة نابلس «ان العشرات من مستوطني براخة هاجموا المواطنين من قرية كفر قليل جنوب نابلس، واعتدوا عليهم بالضرب ورشقهم بالحجارة، مما أدى الى إصابة عدد منهم».

وفي بلعين في رام الله أصيب 14 متطوعا لقطف الزيتون بجروح. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين عبد الله أبو رحمة، في بيان «إن قوات الاحتلال هاجمت بالقنابل الغازية والصوتية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مسيرة شعبية حاشدة شارك فيها، إضافة إلى أهالي قرية بلعين، مجموعة من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين، ووفد من اتحاد الفلاحين الفرنسيين من جنوب فرنسا جاء للتضامن مع أهالي القرية ومشاركتهم قطف الزيتون».

واظهرت دراسة حديثة، أعدها معهد الابحاث التطبيقية في القدس (أريج)، ان التوسعات الاستيطانية في الضفة الغربية ما بين الفترة 1996 و2007 بلغت ما نسبته 85%. وقالت الدراسة، التي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنها، ان اسرائيل استطاعت أن تزيد من مساحة المستوطنات الاسرائيلية في محافظات الضفة الغربية ما بين الاعوام 1996 و2000 بنسبة قدرها 42% وما بين الاعوام 2000 و2007، ما نسبته 31%.

وبحسب الدراسة، فان عددا كبيرا من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية تضاعفت مساحتها بنسبة تخطت الـ 100% (كمستوطنة بيطار عيليت في محافظة بيت لحم، ومستوطنة مسكيوت في طوباس). وجاءت هذه الزيادة على حساب الاراضي الفلسطنية المجاورة والمحيطة بالمستوطنات الاسرائيلية.