في واحد من الأيام المشهودة في تاريخ الصحافيين المصريين نظرت محاكم القاهرة أمس السبت ثلاث قضايا ضد خمسة صحافيين، بينهم أربعة رؤساء تحرير لصحف مستقلة..
في القضية الأولى قررت محكمة جنح مستأنف العجوزة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، برئاسة المستشار محمد سمير طه حجز الاستئناف المقدم من رؤساء التحرير الأربعة (إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور، وعادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، وعبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة الكرامة السابق، ووائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة صوت الأمة السابق)، ضد الحكم بحبسهم سنة مع الشغل و20 ألف جنيه غرامة بتهمة سب رموز وقيادات الحزب الوطني الديمقراطي ونشر أخبار وبيانات وشائعات كاذبة ـ حجزت القضية ـ للنطق بالحكم في جلسة يوم 6 من شهر ديسمبر القادم. كما أحالت ذات المحكمة (العجوزة) قضية عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة الحالي (الكرامة سابقاً) الذي يتهمه أحمد عز القيادي البارز في الحزب الحاكم بسبه وقذفه، إلى دائرة أخرى لنظرها في جلسة 6 نوفمبر المقبل. اما القضية المتهم فيها عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر بسب وقذف شيخ الأزهر فصدر فيها الحكم ليل امس بتغريم حمودة 80 الف جنيه. واستمعت محكمة جنح مستأنف العجوزة على مدى 6 ساعات إلى دفاع رؤساء التحرير، حيث دفع سيد أبو زيد محامي نقابة الصحافيين بعدم دستورية المادتين 102، و188 من قانون العقوبات واللتين تتعلق بقضايا «نشر أخبار كاذبة»، كما دفع أبو زيد بعدم قبول الدعوى بالنظر إلى أن المدعين لا يحملان توكيلاً رسمياً من الحزب الوطني يسمح لهما بالإدعاء باسمه، ذلك ان التوكيل الذي يحملانه يخص الانتخابات فقط.
وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» تحدث أبو زيد عن اتجاه حالي للنيابة العامة لتحويل القضايا التي يتم رفعها ضد الصحافيين في قضايا النشر إلى النقابة لمحاسبتهم نقابياً، وليس قضائياً.