قبائل باكستانية تهدم منازل لطالبان بعد تفجير انتحاري .. وعدد القتلى بلغ 55

غضب وقلق في الشريط الحدودي من تنامي نفوذ الأصوليين

TT

اعلن مسؤول اداري محلي امس ان عناصر طالبان قطعوا رؤوس اربعة زعماء قبليين موالين للحكومة في كفاحها ضد الحركة الاسلامية المتطرفة في شمال غرب باكستان.

وصرح محمد جميل لوكالة الصحافة الفرنسية «اعلن السكان انهم عثروا على جثث اربعة زعماء قبليين على حافة الطريق»، وهذه ثاني عملية اعدام من هذا القبيل خلال الاسبوع الجاري بعد العثور على جثث اربعة زعماء قبليين اول من امس في نفس المنطقة الحدودية مع افغانستان حيث يقاتل الجيش متطرفين موالين لتنظيم القاعدة. وكان الزعماء الاربعة خارجين من تجمع ميليشيات مناهضة لمتطرفين اسلاميين. وتمكن الجيش الذي شن في مطلع أغسطس (آب) هجوما واسع النطاق على طالبان وحلفائها في تلك المنطقة، من ضم عدد من القبائل التي شكلت ميليشيات لمساعدة العسكر. وافاد مسؤول في اجهزة الامن ان مقاتلين اسلاميين نفذوا تلك الاعدامات الرامية الى ردع سكان المناطق القبلية عن التحالف مع الجيش.

من جهة أخرى، قال مسؤولون امس إن عدد القتلى في التفجير الانتحاري الذي وقع اول من امس واستهدف اجتماعا بإقليم القبائل بالقرب من الحدود الأفغانية ارتفع إلى 55 قتيلا فيما لا يزال عدد آخر من الجرحى في حالة خطيرة. ونقل الموقع الاخباري لقناة (جيو) التلفزيونية عن شهود عيان قولهم إن 40 شخصا قتلوا فور وقوع الحادث فيما توفي 15 آخرون أصيبوا بجراح في الهجوم في المستشفيات الموجودة بالمنطقة. ونقل الموقع الإخباري عن آنار جول أحد المشاركين في الاجتماع أنه كان يجري بحث وضع استراتيجية لشن ضربات على «المتشددين» عندما فجر الانتحاري نفسه. وفي كوهات (باكستان) قال سكان امس ان رجال قبائل باكستانيين غاضبين تبادلوا اطلاق النار مع متشددي حركة طالبان وهدموا منازلهم في المنطقة القبلية بشمال غرب البلاد بعد مقتل 30 شخصا على الاقل في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة.

وذكرت قنوات تلفزيونية أن عدد القتلى يصل الى 70 قتيلا. وقاد المفجر سيارته المحملة بالمتفجرات صوب اجتماع مجلس قبلي بمنطقة أوراكضاي القبلية اول من امس حيث كان مئات من رجال القبائل يبحثون خطة تساندها الحكومة لتشكيل ميليشيات قبلية لطرد المتشددين من المنطقة.

وتعتبر المناطق الباكستانية على الحدود الافغانية ملاذا امنا لمتشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان وتتعرض الحكومة لضغط كبير من الولايات المتحدة للقيام بتحرك صارم لوقف تدفق المتشددين من افغانستان. وقال نور زاد اوراكضاي المقيم بمنطقة خاديزاي حيث وقع الهجوم لرويترز بالهاتف «الجميع غاضب ومنزعج هنا. هاجم رجال القبائل منازل طالبان في خاديزاي بعد التفجير. دمر منزلان». واضاف «وقع تبادل لاطلاق النار خلال الليل. وما زال دائرا». واكد اطباء ومسؤولون ان 30 شخصا على الاقل قتلوا لكنهم قالوا ان عدد القتلى قد يزيد اذ ان كثيرا من نحو مائة مصاب في حالة خطيرة. وقال نعيم تنوير وهو مسؤول اداري كبير في اوراكضاي جثث كثيرة لا تزال مجهولة الهوية وهناك جثث كثيرة اخذها الاقارب. نحاول حصر العدد الدقيق للقتلى. ويأتي الهجوم في اوراكضاي بعد يوم واحد من تفجير انتحاري داخل مقر للشرطة عليه حراسة مشددة في العاصمة اسلام اباد اصيب فيه ثمانية من رجال الشرطة. واوراكضاي اكثر المناطق القبلية الباكستانية السبع التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هدوءا، كما أنه على عكس معظم بقية المناطق القبلية لا يحد افغانستان. وكان المتشددون قد اطلقوا موجة جديدة من العنف في باكستان في الشهور الاخيرة بعدما شن الجيش هجمات كبيرة ضدهم في مناطق شمال غرب البلاد الوعرة ومن بينها باجور وسوات. ودفع التهديد المتصاعد للمتشددين الحكومة الى عقد جلسة مشتركة مغلقة لمجلسي البرلمان للاستماع لتقرير من مسؤولي الاستخبارات عن الامن الداخلي. ومن المقرر ان يبدأ نواب البرلمان مناقشة الوضع بعدما اطلعهم رئيس المخابرات الجديد الاسبوع الماضي على تهديد المتشددين. ويأتي العنف المتنامي وسط تصعيد الولايات المتحدة حملتها ضد اهداف المتشددين داخل باكستان. ومنذ بداية سبتمبر نفذت الولايات المتحدة تسع هجمات صاروخية على الاقل كان اخرها ليل الخميس وهجوم بري للقوات الخاصة على اهداف للمتشددين في المناطق القبلية الباكستانية. وادانت باكستان الهجوم وقالت ان مثل هذه الافعال لن تساعد باكستان ولا الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد صادق ستغذي مثل هذه الضربات المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ولن تجدي نفعا لنا ولا للولايات المتحدة. يذكر أن منطقة أوراكضاي إيجنسى، على عكس المناطق القبلية الأخرى، لا تشترك مع أفغانستان في أية حدود بصورة مباشرة لذا فهي هادئة نسبيا. وتزايد تأثير طالبان لما يقرب من ستة أشهر في المنطقة، وشن المسلحون هجمات على القوات الأمنية. ولا يزال 25 من مجندي الشرطة الذين اختطفوا أوائل شهر سبتمبر في أيدي حركة طالبان.