واشنطن تشطب كوريا الشمالية من لائحة الدول الراعية للإرهاب

التلفزيون الرسمي في بيونغ يانغ ينشر صورا لكيم يونغ إيل لدحض أخبار مرضه

TT

شطبت الولايات المتحدة أمس اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب المعروفة بلائحة «دول محور الشر»، بعد التوصل الى اتفاق حول التحقق من تفكيك المنشآت النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان وزيرة الخارجية «ألغت اعتبار كوريا الشمالية دولة داعمة للارهاب». واكد ماكورماك الاتفاق مع كوريا الشمالية على اجراءات التحقق من تفكيك منشآتها النووية، واضاف «حصلنا على كل ما اردناه». وقال: «كل عنصر طلبناه مدرج في الاتفاق تحقق. هذه نقطة مهمة. كل شيء سعينا للحصول عليه جزء من الاتفاق».

وكان مسؤول في الادارة الاميركية قال: ان الدول الست المعنية بالمفاوضات حول الملف النووي الكوري الشمالي اتفقت على اجراءات التحقق من تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي وعلى النشاطات المرتبطة بالبلوتونيوم واليورانيوم. وأدرجت كوريا الشمالية في تلك اللائحة بسبب تورطها المفترض في تدمير طائرة مدنية كورية جنوبية عام 1987 ادى الى مقتل 115 شخصا. وتمنعها العقوبات بالخصوص من الحصول على قروض متدنية الفوائد لدى المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وكانت الولايات المتحدة تشترط قبل سحبها من تلك اللائحة تقدما ملموسا ويمكن التثبت منه في عملية نزع اسلحة هذا النظام الشيوعي النووية. وتضم اللائحة أيضا ايران وسورية وكوبا والسودان، وكانت تضم ايضا العراق قبل سقوط نظام صدام حسين. وأكد البيت الابيض أيضا ان الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء الياباني تارو اسو أكدا مجددا التزامهما باقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن الاسلحة النووية والبرامج المتعلقة بها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض وردون جوندرو: «أكد الزعيمان مجددا ان الهدف من المحادثات السداسية الاطراف هو التحقق من نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية بوسيلة سلمية وان كل الاطراف يجب ان تواصل العمل نحو تنفيذ كوريا الشمالية لتعهداتها بالتخلي عن كل الاسلحة النووية والبرامج النووية القائمة». وتحدث الزعيمان هاتفيا صباح امس، وأكد بوش مجددا دعمه لليابان بشأن خطف مواطنيها بواسطة كوريا الشمالية. وجاء اعلان الخارجية الاميركية بعد ايام من عودة المفاوض الاميركي كريستوفر هيل من المنطقة حيث اجرى محادثات في كوريا الشمالية، والدول المشاركة في المفاوضات معها. وتخوض كوريا الشمالية منذ العام 2003 مفاوضات للتخلي عن برنامجها النووي في مقابل تلقي مساعدة في مجال الطاقة وضمانات دبلوماسية وامنية. وكانت اغلقت مفاعلها النووي الرئيسي وبدأت تفكيكه تنفيذا للاتفاق السداسي الذي وقعته في اكتوبر (تشرين الاول) 2007 مع كل من الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا. لكن تطبيق الاتفاق تعثر لاحقا جراء خلافات على تفاصيل عمليات التفتيش. ففي حين تطالب الولايات المتحدة بان تخضع بيونغ يانغ لآلية تفتيش كاملة، يؤكد النظام الشيوعي بان اتفاق 2007 لم ينص على هذه العملية، متوعدا باعادة تشغيل منشآته النووية وتزويدها بمواد انشطارية. وتعترض بيونغ يونغ كذلك على عدم شطبها عن اللائحة الاميركية للدول الداعمة الارهاب.

من جهة أخرى، بث تلفزيون كوريا الشمالية الرسمي أمس لقطات مصورة للزعيم كيم يونغ إيل وهو يتفقد وحدة عسكرية في مسعى لدحض الشائعات بشأن ما تردد عن مرضه. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن كيم الذي ترددت أنباء عن تعافيه من سكتة دماغية وعملية جراحية في المخ، ظهر في عشر صور وهو يتفقد وحدة عسكرية نسائية ويشاهد افرادها أثناء تأديتهن تدريبات بالسلاح. وتلك هي الصور الأولى لكيم التي تبثها وسائل الإعلام المحلية منذ 58 يوما، وبدا فيها بصحة جيدة بشكل عام، غير انه لم يتضح بعد متى تم تصوير تلك اللقطات. وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية إن كيم أشاد بتأدية الجنود لواجبهم واستعدادهم الكامل لمواجهة «التحركات العدوانية للعدو». وكانت الصحف الكورية الشمالية قد ذكرت قبل نحو أسبوع ان الزعيم الكوري الشمالي قد ظهر في مباراة لمرة القدم الا انها لم تنشر صورا له. وكان الزعيم الكوري الشمالي قد اختفى عن الأنظار لما يقرب من الشهرين، مما أثار شائعات حول إصابته بمرض خطير. وأشارت الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى أن كيم أصيب بسكتة دماغية في منتصف أغسطس (آب) الماضي. وترددت أنباء عن ان كيم البالغ من العمر 66 عاما، يعاني من داء البول السكري وأمراض بالقلب، بعد ان غاب عن العديد من المناسبات العامة المهمة في الأشهر الاخيرة، أبرزها الاحتفال بالعيد الستين لتأسيس الدول الشيوعية في سبتمبر (أيلول) الماضي.