مصدر فلسطيني: خلافات حول تفاصيل الشراكة والترتيبات الأمنية تهدد الاتفاق بين حماس وفتح

قال إن المعضلة الكبرى هي الاتفاق على رئيس الحكومة

TT

حذر مصدر فلسطيني مطلع من مغبة الإفراط في التفاؤل بعد المحادثات التي أجراها وفد حركة حماس في القاهرة مؤخراً، مشدداً على أن التفاهمات التي توصلت اليها الحركة مع مصر هي تفاهمات عامة وفضفاضة. وأبلغ المصدر «الشرق الأوسط» أن اتفاق الحركتين على التفاصيل المتعلقة بتشكيل حكومة توافق وطني وإعادة صياغة الأجهزة الأمنية وإعادة بناء منظمة التحرير والشراكة السياسية ومستقبل الترتيبات الإدارية التي أعقبت سيطرة حماس على قطاع غزة يتطلب من الطرفين ابداء قدر هائل من المرونة وحسن النية. وأكد المصدر أنه رغم الاتفاق المبدئي بين حركتي حماس وفتح على هذه القضايا إلا أنه واضح من الآن أن هناك خلافات عميقة بين الجانبين في كل ما يتعلق بالتفصيلات المتعلقة بكل قضية من القضايا. وأشار المصدر الى أنه على الرغم من أن حماس وفتح متفقتان على تشكيل حكومة توافق وطني، إلا أن المعضلة الكبرى التي تواجه تحقيق اتفاق نهائي بشأن هذه القضية سيكون الاتفاق على هوية رئيس هذه الحكومة. وأكد المصدر أنه على الرغم من أن لدى حركة حماس استعداد مبدئي للتنازل عن رئاسة الحكومة القادمة، إلا أنه من الصعب إيجاد مرشح لتولي هذا المنصب ويكون مقبولاً على الجانبين، حيث أن الاعتبارات التي تحكم الحركتين عند ترشيح رئيس الحكومة المقبل تكاد تكون متناقضة تماماً. وأشار المصدر الى أن أحد محاور الخلاف الرئيسية بين الحركتين في ما يتعلق بالحكومة القادمة هو البرنامج السياسي لها. وأضاف أنه في الوقت الذي تصر فيه حماس على أن يستند البرنامج السياسي للحكومة الى اتفاق مكة الذي توصلت اليه الحركتان في شباط من العام الماضي، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصر على أن يرتكز البرنامج السياسي للحكومة على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح المصدر أنه على الرغم من اتفاق حماس وفتح على اعادة صياغة الأجهزة الأمنية فإن الاتفاق على آليات تحقيق هذا الهدف سيكون أمرا بالغ الصعوبة. وأشار المصدر الى أن صعوبة هذا الملف تكمن في حقيقة أن حركة حماس أنشأت قوة أمنية استوعبت آلاف العناصر، وستحرص الحركة على الإبقاء على هؤلاء في أي تشكيلة جديدة للاجهزة الأمنية، فضلاً عن أن إعادة صياغة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية سيكون بالغ الصعوبة، حيث أنه بالإضافة الى رفض قادة الأجهزة الأمنية التابعة لعباس ضم أي عنصر من عناصر حماس لهذه الأجهزة والذين تقوم بمطاردتهم حالياً، فإنه سيكون من المستحيل أن تسلم إسرائيل بهذه الخطوة حيث أن إسرائيل تتوقع أن تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية التنسيق مع الجيش الإسرائيلي في محاربة حركات المقاومة العاملة هناك. وأكد المصدر أن الاتفاق العام على اعادة بناء منظمة التحرير يحجب حقيقة أن هناك خلافا كبيرا بين الجانبين حول آليات عملية إعادة البناء، حيث تصر فتح على أن يتم اعادة البناء بعد أن تنضم حماس للمنظمة، في حين تصر حماس على أن تتم اعادة البناء قبل انضمامها.