حزب طالباني يفصل 4 من كوادره.. إثر تشكيل تيار طالب باستقالة القيادة الحالية

عضو في «التغيير الديمقراطي» لـ «الشرق الأوسط»: انضممت للاتحاد في 1977 وقاتلت مع البيشمركة 11 عاما

مدير الخطوط الجوية العراقي كفاح جبار والجنرال الاميركي شاندلير شاريل يوقعان على اتفاقية لنقل السيادة في مطار بغداد الدولي الى وزارة النقل العراقية امس (أ.ف.ب)
TT

أثار البيان الذي أصدرته مجموعة مغتربة من قياديي وكوادر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والتي أعلنت فيه قبل ايام قليلة عن تشكيل تيار داخلي معارض سمي بتيار التغيير الديمقراطي، والذي طالب باستقالة القيادة الحالية للحزب، ردود أفعال قوية وحازمة من جانب الحزب الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، والذي أصدر مكتبه السياسي عقب اجتماعه مساء اول من امس بيانا شديد اللهجة أعلن من خلاله طرد القياديين الأربعة من صفوف الاتحاد. وقال بيان المكتب السياسي الذي نشر أمس إن «مجموعة متخبطة وضالة من كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني الذين ابتعدوا عن صفوفه منذ فترة أصدرت بيانا أعلنت فيه عن تشكيل تكتل مناهض للاتحاد الوطني وطالبت بانقلاب ضد قيادته الحالية ومؤسساته الشرعية المنتخبة، وانها بذلك العمل الغوغائي انما تنتهك مبادئ وأسس العمل التنظيمي وتخرق المنهاج الداخلي وسائر القرارات المتخذة في المؤتمر الأخير للاتحاد».

وتابع البيان يقول «وفي ضوء ما تقدم قرر المكتب السياسي طرد كل من ملا خضر وهفال كويستاني وهوشيار عابد وشورش حاجي من صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني، وإبلاغ جميع كوادر الحزب وإحاطتهم علما بتصرفات تلك المجموعة الضالة المناهضة للاتحاد». وقال الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، امس، ان «الأشخاص الاربعة الذين فصلهم الحزب يقيمون في بريطانيا ومنشغلون بحياتهم وأعمالهم ولم يعودوا ضمن الحزب كما انهم ليسوا كوادر متقدمة»، واصفا افكارهم بـ«المتطرفة».

وأشار معصوم الى الاجتماع الذي كانت مجموعة من أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني قد عقدته في لندن وشكلت «حركة التغيير الديمقراطي» كتيار جديد في الاتحاد وليست منفصلة عنه، كما أكد بيانهم الذي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، والذي قال «نحن كصوت آلاف الاعضاء وكوادر الاتحاد ومواطني كردستان المخلصين، نعلن عن تيار التغيير الديمقراطي كأمر ضروري لهذه المرحلة. نحن نحاول تغييرا أساسيا في السياسة والرسالة وتشكيل الاتحاد، بحيث يؤدي الى خدمة أهالي كردستان ومصالحهم».

وقال معصوم، ان «هؤلاء الاشخاص الاربعة شكلوا حركة تخريبية، ويريدون تخريب الحزب»، منوها بأن «بيانهم تطرق الى مسائل عامة من غير ان يحددوا نقاطا معينة، ولو طرحوا على الحزب أفكارا ومقترحات في داخل الحزب لتمت مناقشتها وقبولها ضمن النظام الداخلي وبما يتلاءم وروحية الاتحاد الوطني».

وشدد معصوم «ليست هناك اية إجراءات رسمية او أمنية تطول المفصولين وقرار الفصل حزبي فقط وان بإمكان أي مفصول ان يتقدم بخطاب يطلب العفو ويعلن عن ندمه، حيث ان هناك قياديين اليوم في الحزب كانوا منشقين وعادوا الى الاتحاد كوننا نؤمن بالديمقراطية وهي اساس عمل الاتحاد».

من جانبه، أكد ملا بختيار عضو المكتب السياسي والمتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني أن طرد الاعضاء الاربعة من صفوف الحزب «لا يضر كثيرا بالتوجه الديمقراطي للاتحاد الوطني»، واضاف في مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مطار السليمانية الدولي صباح أمس عشية توديع الرئيس جلال طالباني الذي عاد الى بغداد لاستئناف مهامه الرسمية بعد عودته من رحلة علاج في الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين، ان «الاتحاد الوطني حزب مرخص وليس حزبا سريا، عليه فان إجراء طرد هؤلاء عمل قانوني ولا يمنع حرية النقد مطلقا بل هو تكريس للقانون وتوسيع نطاق النقد».

من جانبه، رفض ملا خدر مامند وشورش حاجي، التعليق على قرار الفصل من الاتحاد الوطني، وقال مامند لـ«الشرق الاوسط» في لندن، امس، «سنعقد اليوم (امس) اجتماعا لإصدار بيان نرد فيه على قرار الفصل وبيان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني»، مؤكدا أنهم «كوادر قيادية في الاتحاد منذ السبعينيات ولم نفصل او نترك الحزب وقد قاتلنا ضمن قوات البيشمركة وناضلنا من اجل القضية الكردية وكنا نجتمع مع قيادات الاتحاد هنا في لندن ونلتقي قيادات الحزب عندما يحضرون في العاصمة البريطانية». كما أكد شورش حاجي لـ«الشرق الاوسط» في لندن، امس، أنهم ما زالوا «اعضاء وكوادر متقدمة في الاتحاد الوطني»، وقال «انا عضو في الاتحاد منذ عام 1977، وقاتلت لمدة 11 سنة ضمن قوات البيشمركة». وتساءل هوشيارر عابد عن «سبب فصلنا من قبل المكتب السياسي إذا لم نكن كوادر في الاتحاد»، مشيرا الى انه «عضو في الاتحاد الوطني منذ عام 1977 وقاتلت لأكثر من ست سنوات في البيشمركة، واستمر عملنا في الحزب بالرغم من وجودنا في لندن، حيث تربطنا علاقات قوية مع جماهيرنا في اقليم كردستان».

الى ذلك وصل الرئيس العراقي جلال طالباني الى العاصمة بغداد، أمس، قادما من مدينة السليمانية، فيما ستشهد الايام المقبلة اجتماعات مكثفة ببغداد بين قادة الكتل لبحث الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة والخلافات بين بغداد وأربيل.