خادم الحرمين الشريفين يدشن مشاريع مكة تحت شعار «نحو العالم الأول»

باستثمارات تزيد على 250 مليار ريال سعودي > الملك عبد الله يتفقد غدا سير العمل بمشروع التوسعة الجديدة للمسجد النبوي

خادم الحرمين الشريفين خلال رعايته حفل افتتاح مشروع تطوير منطقة خزام بجدة أمس (واس)
TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز معرض المشاريع التنموية الكبرى في منطقة مكة المكرمة الذي يمتد على مساحة 115 ألف متر مربع على كورنيش مدينة جدة الشمالي، إضافة إلى 14 مشروعا حكوميا وتجاريا ينتظر تنفيذها على مدى السنوات الثلاث القادمة في مدن ومحافظات المنطقة، وبتكلفة تبلغ 60 مليار ريال سعودي، فيما تزيد استثمارات المشاريع، خاصة التجارية منها، أكثر من 250 مليار سعودي. وتحت شعار «نحو العالم الأول»، أعطى خادم الحرمين الشريفين أمس علامة البدء لانطلاقة المعرض الذي يستمر طوال الأشهر الثلاثة القادمة، ويحتوي على جملة من المشاريع التنموية الكبرى التي يجري تنفيذها في مكة المكرمة، وتتعاون إمارة منطقة مكة المكرمة في تنفيذها بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة، وعدد من القطاعات الحكومية والجهات العقارية والتجارية.

ويهدف المعرض، الأول في نوعه محلياً، لتعريف أهالي وسكان منطقة مكة، والجهات الاستثمارية أيضا، على المشاريع التنموية التي تتنوع ما بين ناطحات السحاب ومشاريع طرق ومشاريع عقارية تطويرية للمناطق العشوائية في كل من مكة المكرمة ومحافظة جدة ومشاريع سياحية، إضافة إلى مشاريع تطوير الواجهتين البحرية والجوية لمنطقة مكة المكرمة واللتين تعدان الأضخم من حيث التكلفة والشكل على مستوى المنطقة.

ومن ضمن المشاريع التنموية، التي يصفها المراقبون والمهتمون بالعمل التنموي المحلي، المشروع الخاص بتطوير سوق عكاظ التاريخي في محافظة الطائف، والذي شاركت الهيئة العليا للسياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية في إعداد الدراسات الخاصة به.

ويرتكز التصور المخطط لمشروع التطوير في سوق عكاظ على الاستفادة منه في الشقين الاقتصادي والثقافي، بحيث يشمل العمل على تطوير طرق الوصول لموقع السوق، ومقترحات تطوير المخطط الهيكلي للسوق ليشمل المناسبات التراثية والثقافية وبما يتناسب مع البيئة.

كما تحظى المنطقة التاريخية في محافظة جدة، بجانب كبير من مشاريع التطوير المنفذة في المنطقة، بحيث تقوم الهيئة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة في تطوير وتأهيل المنطقة التاريخية بمحافظة جدة ضمن برنامج تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.

ومن أبرز المشاريع التي احتواها المعرض، الذي بات يوصف بمجسم رؤية الفيصل، في إشارة للأمير خالد الفيصل أمير المنطقة، مشروعات: برج المملكة، ومشروع تطوير منطقة وسط جدة، ومشروع تطوير قصر خزام، ومشروع طريق الملك عبد العزيز الموازي ومشروع المدينة الاقتصادية، وباب جدة، ومشروع برج دبي. كما تتضمن المعروضات مشروع توسعة ميناء جدة الإسلامي، ومشروع درب الخليل، ومشروع جبل عمر، ومشروع أبراج مكاتب كورنيش جدة، ومشروع الأندلسية، ومشروع لمار، ومشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز، ومشروع سوق عكاظ، إضافة إلى مشاريع الطرق والقطارات التي تربط بين المشاعر المقدسة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وبوابة الحرمين الأولى محافظة جدة.

وقال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة «اليوم يواكب هذا المشروع مشاريع، وهذا الإنجاز إنجازات، وهذا الطموح طموحات: اقتصادية واجتماعية وثقافية كلها مدروسة وبمزايا غير مسبوقة وبتصميم عصري، وإعمال عقلي، يعتمد الإتقان والتقنية، والإعداد والتدريب والتهيئة، فلا محل للارتجال، وإنما الإنجاز والإعجاز، طبقاً لخطة تنموية متوازية، تغطي جميع القطاعات والمجتمعات، والقرى والمحافظات لتكون تنمية شاملة فاعلة، تليق بقدسية مكة المكرمة». ورأى الأمير خالد الفيصل أن من حسن طالع برنامجه التطويري لمكة بانطلاقته من مشروع قصر خزام، مضيفاً «قصر المؤسس الذي أقام هذه الدولة العظيمة، التي أصبح لها شأن كبير عربياً وإسلامياً وعالمياً، بعد أن كانت مجرد صحراء جرداء تتقاتل فيها القبائل على الكلأ والماء». وأضاف: «لا ينسى فضل من سبقوه إلا جاحد، والحق الأبلج أن الفضل في مشروع قصر خزام بالذات يرجع لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز الذي تابع دراسته وإعداده حتى يوم وفاته ـ يرحمه الله ـ فلا بد من أن يسجل له الشكر والعرفان».

من جانبه، أوضح المهندس عادل فقيه، أمين أمانة جدة، أن ثقة خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على إنشاء شركة جدة وإصدار الأنظمة واللوائح التنظيمية المرافقة لها هي السبب وراء ما توصلت إليه الأمانة من خطط التطوير الجارية لمشاريع البنى الأساسية.

وقال المهندس فقيه «في ضوء جهود التنمية التي تشهدها المملكةْ جاءتْ موافقتكم الكريمة يا خادم الحرمين الشريفين على مشروع معالجة الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة ضمن استراتيجية تراعي تسريع عمليات التطوير وفق الأصول والمعايير المتعارف عليها، وتحقيق النفع المتبادل بين المجتمع من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى».

وبدأ الحفل بافتتاح خادم الحرمين الشريفين للمعرض، تلاه عرض إبداعي مسرحي لمدة 45 دقيقة تناول منطقة مكة المكرمة وتطورها، وكذلك المشاريع التطويرية، باستخدام أحدث التقنيات وطرق العرض الفنية التفاعلية، ومن ثم الاستعراض بتشكيلات من الألعاب النارية والمؤثرات الصوتية. ويستمر المعرض مفتوحاً لاستقبال الزوار لمدة ثلاثة أشهر، وسوف يكون مزوداً بمواقع عرض المشاريع المقسمة على أساس مدن إمارة منطقة مكة المكرمة، والمجهزة بنظم وآليات عرض ووسائل تفاعلية حديثة. ويتوقع أن يستقطب المعرض خلال فترة إقامته ما يقارب النصف مليون زائر، من مختلف الفئات المستهدفة للمشاريع ومنتجاتها.

ويبدأ خادم الحرمين الشريفين زيارته المقررة للمدينة المنورة اليوم (الاثنين)، يتفقد خلالها سير العمل في مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف الجديد الذي وجه بتنفيذه، كما يدشن جملة من المشروعات التنموية والتعليمية والاقتصادية التي تحتاجها منطقة المدينة المنورة.

وعد الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، خلال لقائه وسائل الإعلام مساء أمس، زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة، تأكيداً لاهتمامات ولاة الأمر بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعنايتهم بها ولمكانتها العظيمة لدى خادم الحرمين الشريفين. وسيتم خلال الزيارة تدشين ووضع حجر الأساس لمشروعات كهربائية بتكلفة أكثر من 1866 مليون دولار، ضمن مشروع الشركة السعودية للكهرباء لاستكمال خطوط الربط الرئيسية لشبكات الكهرباء في جميع مناطق المملكة خلال العشر الأعوام القادمة بكلفة تقديرية تناهز 4186 مليون دولار.

وتغطي الأعمال الفنية لمشروع خط ربط شبكة المدينة المنورة مع الشبكة المرتبطة في وسط وشرق المملكة بجهد «380 ك.ف» مع ما يلزم من محطات تحويل «محطة القصيم 2 ومحطة شرق المدينة» جهد « 380ك. ف» وشبكات خطوط لربطها بالشبكة العامة للشركة، ويهدف إلى زيادة موثوقية الخدمة وتحسينها للمشتركين بمنطقة المدينة المنورة إضافة إلى مشروع خط ربط (جهد 380 ك. ف) لربط شبكة منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة بمحطة الشقيق وبشبكة المناطق الجنوبية من المملكة (خط الشعيبة ـ نمرة ـ الشقيق) مما سيتيح إمكانية نقل فائض الطاقة من محطة الشقيق إلى شبكة القطاع الغربي، ومشروع خط الربط الرباع بين خريص والرياض «جهد 380 ك.ف» ويدعم هذا الخط توفير الطاقة التي سيتم نقلها لمنطقة المدينة المنورة عام 2010. وخطوط ربط المنطقة الجنوبية لربط شبكات المنطقة الجنوبية في عسير وجازان وتهامة «بجهد 380 ك.ف» كما سيقوم خادم الحرمين الشريفين بتدشين مشاريع الربط الكهربائية، وتتضمن خط الربط الثالث بين المنطقتين الوسطى والشرقية خط الفاضلي ـ سدير (جهد 380 ك.ف.) بتكلفة إجمالية، وتعزيز قدرة الربط بين المنطقتين الوسطى والشرقية عن طريق إضافة معدات التعويض على خط شدقم ـ الرياض وخط فرس ـ الخرج «جهد 380 ك.ف» ومشروع ربط منطقة عسير بمنطقة نجران عن طريق إنشاء خط ظهران الجنوب ـ الخانق «بجهد 132 ك. ف»، ويشمل المشروع ربط مدينتي الرياض ـ جدة على الجهد المستمر، إضافة لخطوط ربط «جهد 380 ك.ف» تربط كلاً تربط حائل ـ الجوف، جازان ـ نجران ـ بيشة ـ وادي الدواسر، حائل ـ المدينة، تبوك ـ طبرجل، الجوف ـ طبرجل، الجوف ـ طبرجل ـ القريات، وتتوخى الشركة السعودية للكهرباء أن تسهم تلك المشروعات في رفع كفاءة التشغيل وزيادة الموثوقية في جميع أنظمة الطاقة الكهربائية بالمملكة. كما سيتم تدشين مشروعات تعليمية يجري تنفيذها في الجامعة الإسلامية بتكلفة 118 مليون دولار وتشمل مباني كليات وقاعات وفصول تدريس ومكتبات فرعية ومرافق وقاعات أنشطة تعليمية ومكاتب إدارية والوحدة الطبية، ومن بينها مبنى كلية القرآن الكريم، وكلية الحديث الشريف، وكلية اللغة العربية، وكلية أصول الدين، إلى جانب إنشاء مبنى للمكتبة المركزية، كما سيتم إنشاء 4 وحدات سكنية للطلاب على مساحة 7500 م2 (للوحدة)، ويتكون المبنى الواحد من غرف لسكن الطلاب العزاب ويتسع إلى 348 طالبا، إضافة إلى غرف المشرفين والخدمات. وكان خادم الحرمين الشريفين في زيارته للمدينة المنورة في يونيو 2006 قد قام بافتتاح ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الحيوية والتي كان في مقدمتها وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي الشريف أثناء زيارته للمدينة بوضع حجر الأساس لمشروع استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والذي بلغت تكاليفه 1254 مليون دولار، كما يشمل تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي الشريف يستفيد منها عند انتهاء المشروع 20 ألف مصل، وكذلك تنفيذ مشروع الساحات الشرقية للحرم الشريف وتبلغ مساحتها 37 ألف متر مربع وتستوعب عند الانتهاء منها أكثر من 70 ألف مصل، وسينفذ تحت الساحة مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 420 سيارة وكذلك 70 حافلة، وتشمل الأعمال المنفذة تنفيذ دورات مياه مخصص معظمها للنساء ومواقف مخصصة لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات، كما شهدت الزيارة السابقة افتتاح مبنى إمارة المنطقة بطريق العنبرية والذي يقع في الجانب الجنوبي الغربي من المسجد النبوي الشريف، وكذلك مستشفى النساء والولادة، وأيضاً المرحلة الأولى من المدينة الجامعية بجامعة طيبة، ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من المدينة الجامعية، ومستشفى الحرس الوطني ومركز الراشد التجاري وكذلك افتتاح مشروع المدينة الطبية ووضع حجري الأساس للمستشفى التخصصي ومستشفى الصحة النفسية.