خاطفو السفينة الأوكرانية في الصومال يقصون الوسطاء من المفاوضات

مقتل 3 أشخاص اثنان منهم قراصنة في هجوم على سفينة شحن مخطوفة

مجموعة من المقاتلين الجدد التابعين لقوات حفظ السلام الأفريقية في احد شوارع مقديشو في طريقهم إلى قاعدة عسكرية أمس (رويترز)
TT

أفادت مصادر من أعيان القبائل أمس بأن المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن سفينة «فاينا» الأوكرانية المحملة بأسلحة، توقفت أمس بعد ان رفض القراصنة الصوماليين المشاركين في المناقشات.

وأوضحت المصادر ان القراصنة وصاحب سفينة الشحن تفاهموا أول من أمس على مبلغ 10 ملايين دولار مقابل الإفراج عن السفينة، لكن القراصنة تراجعوا وطلبوا سحب الوسطاء الصوماليين الذين كانوا يتدخلون بين طرفي المفاوضات.

وقال احمد ابشير حسن، احد أعيان هرارديري، التي تبعد مائة كلم جنوب هوبويو حيث ترسو السفينة «فاينا» لوكالة الأنباء الفرنسية، إن «المحادثات بين القراصنة وأصحاب السفينة توقفت تماما أول من امس (السبت) عندما طالب القراصنة بإصرار بخروج الوسطاء من المفاوضات».

وتابع ان «قادة القراصنة على السفينة قالوا لنا ان المناقشات توقفت ولم يقولوا لماذا رفضوا الوسطاء في آخر لحظة بعدما عملوا معهم منذ اسبوع».

وأكد احد القراصنة على متن «فاينا»، رافضا كشف هويته «كنا مستعدين لاتفاق حول الفدية لكننا انسحبنا من المفاوضات بسبب الوسطاء الصوماليين».

وأوضح احد أعيان المنطقة، عبد الله المعلم أفراح، ان القراصنة «وافقوا على تلقي عشرة ملايين دولار مقابل الإفراج عن السفينة، لكن المفاوضات توقفت بسبب الوسطاء». وقال القراصنة ان المناقشات ستستأنف بعد أربعة أيام مع وسطاء جدد.

واستولى القراصنة على سفينة «فاينا» في 25 سبتمبر (ايلول) في عرض السواحل الصومالية بينما كانت السفينة الأوكرانية متوجهة الى ميناء مومباسا الكيني وعلى متنها 33 دبابة وقاذفات صواريخ وبطاريات مضادة للطيران.

ولا تزال السفينة متوقفة حاليا قرب مدينة هوبيو (500 كلم شمال مقديشو) وتحاصرها سفن حربية بعضها اميركية بهدف مراقبتها لمنع القراصنة من انزال الحمولة.

وفي نفس الوقت أفاد مصدر رسمي عن سقوط ثلاثة قتلى اثنان منهم قراصنة امس في هجوم شنته قوات الأمن على منطقة بونتلاند الخاضعة لشبه حكم ذاتي (شمال شرق الصومال) بهدف الإفراج عن سفينة شحن صومالية خطفت الخميس.

وجرح أربعة أشخاص آخرين ثلاثة منهم قراصنة وعسكري خلال الهجوم الذي وقع صباح أمس للإفراج عن سفينة «اوايل» التي تملكها شركة برواقو الصومالية.

وصرح موسى قلي يوسف، حاكم منطقة باري في بونتلاند، بأن قوات الأمن «طوقت السفينة هذا الصباح (أمس) في منطقة هافون (250 كلم جنوب شرق العاصمة الاقتصادية بوصاصو) ووقع تبادل اطلاق النار مع القراصنة فقتل اثنان منهم وواحد من رجالنا». وأضاف «نتوقع ان تتمكن قواتنا من الإفراج عن السفينة في الساعات القادمة لأن القراصنة ليسوا كثيرين على متنها».

وكانت سفينة «اوايل» وطاقمها المتكون من 15 فردا (13 سوريا وصوماليين) قد تعرضت لهجوم مساء الخميس على بعد 360 كلم عرض سواحل بونتلاند بينما كانت متوجهة من الصومال الى عمان واقتادها القراصنة حتى شبه جزيرة هافون.

وأكد مكتب البحرية الدولي أن 69 سفينة تعرضت للقرصنة قرب الصومال منذ يناير (كانون الثاني) واحتجز منها القراصنة 27 ويطالبون بفدية للإفراج عن 11، كما يحتجزون 200 فرد من طواقمها. ويسيطرون بالخصوص على سفينة شحن اوكرانية تحمل دبابات، يطالبون بعشرين مليون دولار للإفراج عنها.

ومن جهة أخرى أعلنت السلطات المحلية وعضو في منظمة العمل الدولية ان مسلحين مجهولين نهبوا مستودعا لهذه المنظمة في جنوب الصومال.

واستحوذ المهاجمون على مواد بناء كالاسمنت وحنفيات كانت مودعة في مستودع يقع في منطقة برهاكابا على بعد 190 كلم جنوب العاصمة مقديشو. وأوضح مسؤول منظمة العمل الدولية في المنطقة محمد نور لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المستودع كان مليئا بمواد البناء فشحنوها على شاحنتين مع منتصف الليل (ليل السبت/ الأحد)». وأعلن عدن عبد الرحمن احد مساعدي المسؤول في المنطقة «ما زلنا نحقق في هوية اللصوص الذين نهبوا المستودع الليلة الماضية».

وتقوم منظمة العمل الدولية التي بدأت عملياتها في الصومال عام 2002 ببرامج تهدف الى تحسين ظروف السكان الصحية وترميم البنى التحتية لا سيما الجسور المتضررة من الفيضانات المتكررة في تلك المنطقة.