أولمرت: لن يكون لدينا مزيد من الصبر تجاه المتطرفين من الجانبين

استمرار التوتر في عكا: مهاجمة عائلات عربية وإحراق منازل

شرطيان اسرائيليان يحرسان شارع في مدينة عكا في اليوم الخامس على التوالي من الاعتداءات اليهودية على العرب امس (ا ب)
TT

تواصلت امس ولليوم الخامس على التوالي الاعتداءات اليهودية على العرب في مدينة عكا الشمالية التي أصيب خلالها 14 شخصاً، واحرق خلالها 11 منزلا عربيا، وادت الى تهجير عائلات، واعتقال اكثر من 50 شخصاً. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت رجال الشرطة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تمنع هذه الاعتداءات بشكل حاسم. وقال اولمرت في اجتماع الحكومة امس «لقد اصدرت تعليماتي الى رجال الشرطة بعدم التساهل او التسامح مع المخلين بالقانون، وذلك من اجل وضع حد فوري للعنف في عكا». واضاف «اشتهرت عكا بالحياة التعاونية كمدينة مشتركة. لكن ثمة احساسا بان غالبية اهالي المدينة، وقعوا ضحايا فئات صغيرة من المتطرفين من اليهود والعرب».

واقترح وزير الدفاع أيهود باراك، تقديم عروض مهرجان المسرح الآخر في عكا كما كان مقرراً وعدم السماح للمتطرفين بتشويش سير الحياة العادية. وكان المهرجان الذي يستقطب آلاف الزوار وتشترك فيه فرق عربية قد الغي بسبب الاحداث.

اما رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، فاعتبر الاعتداءات اليهودية على فلسطينيي عكا محاولة تهدف لترحيلهم. وطالب هنية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف السياسات القمعية الاسرائيلية في عكا وكل الاراضي المحتلة. وقال «نتابع بقلق بالغ ما يجري في مدينة عكا وما يتعرض له العرب الفلسطينيون من اعتداءات وحشية، ونرى في هذه الاعتداءات سياسة مبرمجة لدفع الفلسطينيين للخروج من أرضهم». واعتبرت رئاسة المجلس التشريعي الاعتداءات «دليلاً على العنصرية الإسرائيلية ضد أبناء عكا». وقالت إنه يأتي استكمالا للمخطط الإسرائيلي الذي طرح خلال مؤتمر «انابوليس» ويدعو لتهجير المواطنين الأصليين عن وطنهم. وقال ابو عبير، القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، إن «الرد على ما يحدث في عكا لن يطول وسيكون رداً مزلزلاً»، داعياً المستوطنين لـ«تجهيز أنفسهم لدفع ثمن فاتورة غباء قادتهم وغطرسة حكومتهم الدموية». ونددت الفصائل الفلسطينية الاخرى بالاعتداءات فاستنكرت حركة فتح الاعتداءات، محذرة من أن هذه الممارسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضي عام 1948 وليس من مدينة عكا فقط، داعية إلى وقف هذه الاعتداءات فوراً. وقالت الجبهة الديمقراطية «إن استمرار الاعتداءات عمل مدان ويمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية ودليلاً على زيف الديمقراطية الإسرائيلية». ودعت إلى «الوقوف أمام استمرار الاعتداءات العنصرية الإسرائيلية على أهلنا وممتلكاتهم بهدف تهجيرهم وممارسة ترانسفير جديد بحقهم»، مطالباً بتدخل دولي «لوضع حد لكافة الممارسات والإجراءات التمييزية والعنصرية الإسرائيلية». وكان اليهود المتطرفون قد هاجموا بالحجارة امس، عائلات عربية، حاولت العودة الى منازلها في الحي الشرقي من عكا الذي تسكنه غالبية يهودية، رغم مرافقة الشرطة لها. ووصفت العائلات العربية ما يحصل بأنه تطهير عرقي يستهدف الوجودَ العربيَّ في المناطق ذات الأكثرية اليهودية. ووسعت صدامات عكا من حالة الكره بين اليهود والعرب وزادت الشعور بالعنصرية. وطالب يهود عبر البيانات بمقاطعة المتاجر والمؤسسات العربية. واتهم الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية في الداخل، قيادات يهودية متطرفة بشن حرب على العرب من اجل ترحيلهم. واشتدت حدة العنف في المواجهات لا سيما، الليلة قبل الماضية، اذ أضرم المتطرفون اليهود النار في 3 منازل عربية. وقال ميكي روزينفيلد، المتحدث باسم الشرطة، انهم استخدموا خراطيم المياه لتفريق رماة احجار في عكا واعتقلوا 50 من الجانبين وقدم 44 منهم للمحكمة وعشرة سيقدمون امس.

وكانت الشرارة قد انطلقت يوم الاربعاء الماضي في بداية يوم الغفران الذي يعتبره اليهود أقدسَ يومٍ في السنة العبرية يصوم فيه اليهود ويمتنعون عن قيادة السيارات عندما قاد عربي سيارته الى الحي الشرقي في المدينة، وأحدث ضجيجاً. فهاجمه شباب يهود من دون ان يسامحوه، قبل ان ترد الحشود العربية الغاضبة التي استنفرت عبر مكبرات الصوت مما ادى الى اشتباكات مستمرة.

وقال عباس زكور، وهو نائب في البرلمان من عرب اسرائيل من عكا، انه يحاول التوسط للتوصل الى هدنة يعلن خلالها ممثلون عن السكان العرب إدانتهم لقائد السيارة الضالع في واقعة يوم الغفران.

وقال زكور للاذاعة الاسرائيلية «رغم خلافاتنا، فإننا اعتقدنا أننا لا يمكن قط ان نصل الى مثل هذه الظروف التي نشهدها في عكا». واضاف «كانت هذه اياماً قليلة صعبة لليهود والعرب». وتابع «يجب ان نجلس معاً. آمل ان ننجح».