الإصلاحي كروبي يترشح للرئاسة الإيرانية.. ويبدأ حملته الانتخابية بانتقاد نجاد

زعيم اعتماد ملي قال إنه سيدرس الوضع إذا ترشح خاتمي

مهدي كروبي يتحدث إلى الصحافيين في طهران أمس (رويترز)
TT

كما كان متوقعا، أعلن رئيس مجلس الشورى الايراني السابق الاصلاحي مهدي كروبي ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية في ايران المقررة في يونيو (حزيران) 2009. وقال كروبي، 71عاما، وهو رئيس حزب «اعتماد ملي» أو «الثقة الوطنية» المعتدل، في مؤتمر صحافي أمس بطهران انه «بعد مشاورات عديدة قمت بها، ورغم معرفتي بالصعوبات التي ستعترض طريقي، اعلن استعدادي للترشح»، مضيفا «لقد دخلت السباق». لكنه لم يستبعد الانسحاب لاحقا لصالح مرشح اصلاحي آخر، اذا تبين ان هذا الأخير أوفر حظا بالفوز.

وكان كروبي قد ترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2005 التي فاز فيها الرئيس الحالي احمدي نجاد. ويفترض ان يقر حزب الثقة الوطنية (اعتماد ملي) الذي اسسه كروبي، خلال مؤتمره العام الذي سيعقد الخميس المقبل ترشيح رئيس البرلمان السابق.

وامتنع الرئيس محمود أحمدي نجاد حتى الآن عن القول عما اذا كان سيترشح لولاية ثانية. فيما تشير انباء الى عزم مجموعة مناهضة له، لترشيح بدلاء عنه. وقال كروبي «دخلت السباق بعد قرار جدي بالقيام بنشاطات وبأن أكون حاضرا حتى النهاية». وأوضح انه اقترح «أن يعلن كل المرشحين عن نواياهم، وان يبدأوا حملاتهم وبعد فترة يجب ان نجلس، وان نحدد من الأوفر حظا» في الجانب الاصلاحي. وبالنسبة الى احتمال ترشح الرئيس الأسبق محمد خاتمي، قال كروبي ان هذا الأخير ينبغي «ان يتخذ القرار بنفسه»، مضيفا «عندما يدخل السباق ويبدأ نشاطاته (حملته) سندرس الوضع».

وقال مصدر إيراني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، ان المعسكر الاصلاحي وضع خطة، بالنسبة للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بأن يقوم كل حزب يرغب في خوض التنافس على المنصب، بترشيح أحد عناصره، وبعد 3 اشهر، يجتمع المرشحون لمعرفة، من هو الاوفر حظا من بينهم لخوض الانتخابات، والتنازل له. وقال انه في حالة دخول المعسكر الاصلاحي بمرشح واحد فإن امكانية فوزه في الانتخابات ستكون كبيرة. خاصة اذا اتحدت الاحزاب الاصلاحية الثلاثة الكبرى، مثل «اعتماد ملي» و«مشاركت» او «جبهة المشاركة». اما اذا انقسمت هذه الاحزاب، فإن احتمالات فوزها ستصبح ضعيفة.

وحول احتمالات فوز كروبي اضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه «اذا التفت جميع الجماعات الاصلاحية حول كروبي.. نعم قد تكون لديه فرصة في هذه الحالة». ويأمل الاصلاحيون في اقناع خاتمي بالترشح للمنصب منفردا. والا فإن هناك عدة بدائل اصلاحية أخرى من بينهم نائب الرئيس السابق محمد علي نجافي، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، حسن روحاني.

وتولى كروبي رئاسة مجلس الشورى الايراني بين 1990 و1992 وبين 2000 و2004. وقد أخفق في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الايرانية في 2005. وحل يومها في المرتبة الثالثة، وندد بعملية تزوير منظمة وانتخابات «مزورة» لمنعه من الوصول الى الدورة الثانية. ودعا كروبي في حينه الى دعم ترشيح المحافظ المعتدل أكبر هاشمي رفنسجاني الذي خسر أمام محمود أحمدي نجاد.

واستغل كروبي مؤتمره الصحافي أمس، بادئا حملته الانتخابية بتوجيه انتقادات الى الرئيس الحالي. وقال «اعتبر ان احمدي نجاد فشل في السياسة الخارجية، وفي المسائل الاقتصادية»، مضيفا «المصرف المركزي نفسه قال ان التضخم تجاوز 23%، وانه سيرتفع اكثر». وحمل كروبي على تصريحات نجاد عن المحرقة التي وصفها بأنها «خرافة». فقال «تحدث الرئيس عن هذه القصة، فكلف ذلك البلاد كثيرا، ولا افهم ما الذي قدمه لنا». وقال كروبي في وقت سابق من العام، ان على ايران ان تكون مستعدة للتحدث مع خصومها خاصة الولايات المتحدة.

وخسر حزب كروبي في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في الربيع الماضي. وكان الحزب قد رفض الائتلاف مع جبهة المشاركة.

وكان كروبي مقربا من مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني. في الثمانينات، وكان جزءا من مجموعة «راديكاليين» يدعون الى مراقبة اكبر للاقتصاد من جانب الدولة، ولكن الى حرية تعبير أكبر.

من جهة ثانية رصد المراقبون، انقسامات جمة في معسكر المحافظين، وباتت الأصوات المناهضة لترشيح الرئيس نجاد لولاية جديدة من 4 سنوات تتصاعد. وقال مصدر ايراني رفيع لـ«الشرق الأوسط» ان مرشحين كبيرين، قد ينافسان نجاد في سباق الرئاسة. وهما رئيس البرلمان علي لاريجاني، وعمدة طهران محمد باقر قاليباف.

لكن بعض المحللين يقولون، ان دعم خامنئي وحقيقة أن احمدي نجاد هو الرئيس الحالي، يجعلانه الاوفر حظا للفوز بالانتخابات، رغم تعرضه لانتقادات من أعضاء البرلمان والمواطنين والاعلام بسبب التضخم المتزايد، الذي تبلغ نسبته حاليا 29 في المائة.

ويقول المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان منتقدي احمدي نجاد يقولون انه ساعد على عزل ايران اقليميا ودوليا، وعرضها لثلاث مجموعات من عقوبات الأمم المتحدة، كما انه بات ينتج كل يوم مشكلة لإيران. لكن أحمدي نجاد حظي بدعم حاسم من الزعيم الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وهو صاحب اعلى سلطة في الجمهورية الاسلامية، وله القول الفصل في جميع شؤون الدولة.