المالكي يعتبر وجود القوات البريطانية في العراق غير ضروري

انتقد اتفاقها مع «جيش المهدي» وانسحابها من وسط البصرة إلى مطارها

TT

اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان وجود القوات البريطانية لم يعد ضروريا بالنسبة للأمن في العراق وقال «نشكرها على دورها لكنني اعتقد ان وجودها في العراق لم يعد ضروريا لحفظ الأمن والسيطرة». واضاف المالكي في مقابلة مع صحيفة «التايمز» نشرته أمس انه «يمكن ان تكون هناك حاجة لخبرتها في التدريب او بعض المسائل التكنولوجية. لكن كقوة مقاتلة، لا اعتقد ان وجودها ضروري». كما انتقد المالكي قرار سحب القوة البريطانية من احد القصور في وسط البصرة اواخر العام الماضي بعد ان كان تحت سيطرتها منذ الاجتياح، ونقلها الى قاعدة في المطار خارج المدينة.

وقال في هذا الصدد «ان البصرة في حينها لم تكن خاضعة لسيطرة الحكومة المحلية وانما للعصابات والميليشيات (...) لقد نأت القوات البريطانية بنفسها عن المواجهات ما اعطى فرصة للعصابات والميليشيات للسيطرة على المدينة». واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «الاوضاع تدهورت بشكل مريع الى درجة ان شبانا منحرفين حملوا السيوف لحز رقاب النساء والاطفال. لقد استنجد سكان البصرة بنا (...) فتحركنا لاستعادتها».

وردا على سؤال عما اذا كان قرار الانسحاب من وسط البصرة سابقا لأوانه، اجاب رئيس الوزراء العراقي «جدا». كما انتقد الاتفاق بين القوات البريطانية و«جيش المهدي» بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لوقف هجماته واطلاق الصواريخ. واوضح المالكي في هذا الشأن «طبعا، لم نكن مرتاحين، لذلك قمنا بالإبلاغ عن قلقنا وانزعاجنا لاننا اعتبرنا ما حدث بداية لكارثة ما». وتابع «لو قالوا لنا بانهم يريدون القيام بذلك، كنا اجرينا مشاورات معهم للتوصل الى افضل نتيجة ممكنة. لكن عندما تصرفوا بشكل منفرد، وقعت المشكلة». وكان المالكي قد أمر الجيش العراقي بشن عملية امنية في 25 مارس (اذار) في البصرة تحت شعار «صولة الفرسان» ضد الميليشيات الشيعية التي تم طردها من المدينة بعد اسبوعين من المعارك العنيفة. ومع ذلك، اقر بان قوات التحالف «قدمت المساعدة وكان هذا امرا مهما». قائلا ان «العراق مفتوح امام الشركات البريطانية وصداقة بريطانية» رغم الخلافات. وختم مشيرا الى ان «علاقاتنا جيدة الان، ونعمل على تعزيزها اكثر في مجالات اخرى في الوقت الذي نتسلم فيه مسؤولياتنا الامنية».