كمبوديا تحذر تايلاند من صراع واسع بعد دخول 500 جندي تايلاندي إلى أراضيها

بسبب خلاف على معبد تتنازعان السيادة عليه

TT

تصاعد التوتر بين تايلاندا وكامبوديا، الجارتين الآسيويتين أمس، بعد ان أعلنت كمبوديا حشد قوات عسكرية لم تعلن عن اعدادها على حدود بعد تايلاندا ردا على محاولة عبور نحو 500 جندي تايلاندي الحدود الى كمبوديا قرب معبد هندوسي قديم تتنازع الدولتان على سيادته. وحذرت كمبوديا تايلاند من أن افعالها الاستفزازية قد تؤدي الى «صراع واسع النطاق»، وأعلن وزير الخارجية الكمبودي هور نامهونج أنه تم التصدى لقوات تايلاندية دخلت الاراضي الكمبودية في «محاولة إغارة واضحة». وكانت تايلاندا قد بررت دخول قواتها بالكشف عن المنطقة التي أصيب فيها جنديان تايلانديان بإصابات بالغة بسبب انفجار لغم أرضي قبل عدة أيام، على بعد كيلومترين شرق معبد برياه فيهير القديم. وقال وزير الخارجية الكمبودي إنه تلقى معلومات حول الموقف الذي لم يستمر طويلا، خلال اجتماعه الذي استغرق عدة ساعات مع نظيره التايلاندي سومبونج أمورنفيوات، في العاصمة الكمبودية وتركز على حل النزاع الحدودي القائم. وصرح هور نامهونج للصحافيين في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، بأن المنطقة التي أصيب فيها الجنديان التايلانديان منطقة كمبودية، وأن القوات الكمبودية كانت قد منعت القوات التايلاندية من دخولها. وأضاف المسؤول الكمبودي أنه حذر جنرالا كان بصحبة سومبونج خلال الاجتماع، من أن أي تقدم فى أراضي تعلن كمبوديا سيادتها عليها، وتقول تايلاند إنها متنازع عليها، ستضيف مزيدا من التوتر على الوضع المتوتر بالفعل بين الجانبين. وقال: «طلبت قواتنا على الحدود من التايلانديين عدم التعدي على حدودنا. اذا حدث ذلك فسيكون هناك اشتباك مسلح. وقد يؤدي هذا الى صراع واسع النطاق».

ولم يتحدث وزير خارجية تايلاندا الى الصحافيين، لكن مسؤولين تايلانديين في بانكوك نفوا أي محاولة للتوغل. وقال سانسيرن كايوكومنيرد وهو متحدث باسم الجيش التايلاندي لوكالة رويترز: «غزو؟ أي غزو والجانبان يزعمان أحقيتهما في الارض؟».

وتتبادل بانكوك وفنومبينه الاتهامات بالعدوان غير المبرر منذ واقعة اطلاق النار على الحدود في الثالث من أكتوبر (تشرين الاول) الحالي والتي أصيب فيها ثلاثة جنود. وحذرت كمبوديا تايلاندا بعد الاشتباك من أن مثل هذا «الاستفزاز المسلح» قد يؤدي الى نشوب صراع. ويعود الخلاف بين البلدين الى يوليو (تموز) الماضي ويدور حول مساحة 4.6 كيلومتر مربع من الاراضي بالقرب من معبد هندوسي قديم مقام في منطقة غابات تفصل بين البلدين. وبدأ النزاع عندما انتقدت جماعات معارضة تريد الاطاحة بالحكومة التايلاندية دعم بانكوك لمساعي كمبوديا ادراج معبد برياه فيهيار على قائمة التراث العالمي التابعة للامم المتحدة. وزعم الجانبان أحقيتهما في المعبد منذ عقود. وقضت محكمة العدل الدولية عام 1962 بأحقية كمبوديا فيه لكن القرار لا يزال يغضب كثيرين في تايلاند.