وزير الإعلام السوري: المبادرة العربية لدارفور تضع الكرة في ملعب السودان والعلاقة مع لبنان بالاتجاه الصحيح

اعتبر أن تعيين سفير سوري ببغداد يساهم في وحدة العراق

TT

أعلن وزير الاعلام السوري، محسن بلال، أن سورية تضع قضية دارفور في أسبقيات العمل السياسي والدبلوماسي، مشيراً الى ان الكرة الآن في الملعب السوداني. وأكد ان العلاقات مع لبنان جيدة، وفي الاتجاه الصحيح. وان سورية تؤيد وحدة الدولة العراقية، لذلك حرصت على تعيين سفير لها في بغداد. كما أعلن ان سورية لا تثق باسرائيل، وان أية مفاوضات معها لا بد ان تكون بمشاركة الامم المتحدة والولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية.. وفيما يلي حوار الوزير السوري مع «الشرق الأوسط»

* كيف تنظر سورية إلى تطورات دارفور والتفاعلات الأخيرة؟ ـ سورية تضع الآن سلام السودان واستقراره بوجه عام وقضية دارفور بوجه خاص في مقدمة اسبقياتها واهتماماتها. ويمسك الرئيس الأسد بالملف شخصياً لإدراكه ان السودان دولة وارضا وشعبا يواجه تهديدات حقيقية، وان مسؤولية سورية هي التصدي لها من منطلق ان الأمن القومي العربي لا يتجزأ، ونحن نتضامن وندعم السودان من موقف مبدئي ثابت، ونتجاوبُ مع تطلعات السودانيين المشروعة في السلام والاستقرار والتقدم.

* ما هو الموقف بعد تحرك اللجنة الرباعية للجامعة العربية لعقد مؤتمر المصالحة الدارفوري السوداني بالدوحة؟ ـ سورية معنية تماماً بالقضية السودانية وبالملف الدارفوري السوداني، لانه كما قلت يشكل تهديداً للسودان وأمنه واستقراره ووحدته ويمس الأمن القومي العربي واتصالات سورية مستمرة مع كافة الأطراف وبوجه خاص مع قطر، باعتبارها الدولة التي تستضيف مؤتمر قيادات وحركات دارفور مع وفد الحكومة للوصول الى معالجة نهائية لأوضاع دارفور. وتتطلع سورية الى مشاركة كافة القوى في هذا المؤتمر من دون استثناء لأن ما يتوصلون إليه سيحقق سلام دارفور في نهاية الأمر.

* ماذا عن حركات مسلمة دارفورية اعلنت تحفظاتها تجاه مؤتمر الدوحة؟

ـ أولاً مبادرة مؤتمر دارفور بالدوحة ليست طرحا عربياً صرفاً، إذ تمت بتشاور وتفاهم وتنسيق مع الاتحاد الاوروبي، والاتحاد الافريقي والمنظمة الدولية ودول شرق اوسطية. والمبادرة العربية لا تفرض رأياً ولا تضع شرطاً أو أجندة مسبقة، فالذين يشاركون في مؤتمر الدوحة هم وحدهم الذين يقررون ما فيه مصلحة دارفور واهلها، وفرنسا دولة اوروبية كبيرة، وشاركت في قمة دمشق الرباعية، بوصفها رئيسة للدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، وهي تتفهم طبيعة مشكلة دارفور وتأثيرها البالغ في المنطقة ودول الجوار وتعلم أيضاً ان السلاح لا يحل قضية دارفور.

* كيف تصف العلاقة الآن مع لبنان؟ ـ سورية ظلت دائماً حريصة علي علاقة إخاء وحسن جوار مع لبنان الشقيق، وتؤكد وقوفها ومساندتها لكل ما يريده أهل لبنان وطوائفه وأحزابه، لأن استقرار لبنان يعتبر استقراراً لسورية. وسورية ترحب وتساند كل ما يجمع عليه أهل لبنان والعلاقة معهم تسير بشكل طيب وفي الاتجاه الصحيح.

* ما هو الموقف مما يجري في العراق؟ ـ سورية تهتم بما يجري في العراق. وقد اتخذ الرئيس (بشار) الاسد قراره بتعيين سفير لسورية في بغداد، اعتقاداً منا بضرورة مساندة الجهود للمحافظة على وحدة العراق ارضاً وشعباً ووطناً، وهذه أيضاً رؤية استراتيجية ثابتة.

* ما هو الموقف السوري من المفاوضات مع اسرائيل؟ ـ لدى سورية موقف ثابت من عملية السلام في الشرق الأوسط، ولدينا مرجعية وحقوق واضحة هي الطريق النهائي للسلام بالمنطقة، وهذا الموقف هو عينُهُ موقف المجتمع الدولي الذي يقر إعادة الحقوق السورية كاملة، اي الجولان والانسحاب منها، والسلام الشامل استناداً لمقررات الامم المتحدة.. وسورية هي جزءٌ من الحل في المنطقة.

* لماذا تفضل سورية التفاوض غير المباشر أي عبر وسيط مع إسرائيل؟ ـ تقوم تركيا برعاية مفاوضات غير مباشرة بين سورية وإسرائيل، وهي بمثابة جسِّ نبضٍ وليس لدينا مشكلة تجاه هذه المحاولات المعلنة.

* كيف تنظر سورية للدور الأوروبي؟ وهل يحل محل الدور الأميركي في مفاوضات السلام؟ ـ نحن نقول بشجاعة ووضوح إننا لا نثق بإسرائيل، ولن نقدم على مفاوضات مباشرة معها إلا برعاية دولية اوروبية واميركية وروسية تكون شاهداً وضماناً تجاه ما يمكن التوصل إليه من نتائج.