مجلس الأمن الوطني يشكل لجنة ميدانية للتحقيق في نزوح المسيحيين من الموصل

انتشار كثيف لقوات الأمن.. ورجل أعمال أحدث ضحية لأعمال العنف

TT

انتشرت القوات العراقية من جيش وشرطة بشكل كثيف في الموصل أمس غداة نزوح عدة آلاف من المسيحيين اثر عمليات قتل طالت 12 شخصا منهم وتفجير ثلاثة منازل. وفي الوقت نفسه، قتل مسلحون رجل اعمال مسيحياً. وانتشرت قوات الجيش والشرطة في جميع الاحياء، وليس في مناطق المسيحيين فقط واقامت نقاط تفتيش للتدقيق في الهويات. وحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية وشهود عيان، فإن الانتشار الامني اكثر كثافة مما كان عليه ابان حملة «ام الربيعين» الامنية التي استهدفت «القاعدة» الربيع الماضي. وشنت القوات العراقية منتصف مايو (ايار) الماضي حملة لمطاردة تنظيم «القاعدة» والجماعات المتطرفة بالمدينة، واعتقلت اكثر من 1000 مشتبه به. وكان رئيس الوزراء، نوري المالكي، قد اعلن الاحد اتخاذ الاجراءات «الفورية اللازمة» لإعادة المسيحيين الى الموصل بعد حركة نزوح جماعية شملت حوالى ألف عائلة إثر تلقي تهديدات بوجوب المغادرة.

وأمر المالكي بإجراء «تحقيق فوري حول اسباب هجرة عدد من العائلات المسيحية في الموصل (...) وأوعز باتخاذ الاجراءات الفورية واللازمة لإعادة العائلات المسيحية التي تم تهجيرها خلال الايام الماضية». وكان دريد كشمولة، محافظ نينوى وكبرى مدنها الموصل (370 كلم شمال بغداد)، قد اكد ان «هناك عملية نزوح جماعي لأن ما لا يقل عن 932 عائلة غادرت إثر تفجير ثلاثة منازل خالية تعود لمسيحيين في حي السكر، شمال المدينة». وتابع المحافظ ان «الهجمة التي يتعرض لها المسيحيون هي الأعنف منذ عام 2003». وكان رئيس اساقفة الكلدان في كركوك، المطران لويس ساكو، قد حذر الخميس الماضي من حملات «التصفية» التي يتعرض لها المسيحيون في العراق.

وتعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات؛ أبرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في 29 فبراير (شباط) الماضي والعثور عليه ميتاً بعد اسبوعين شمال الموصل. وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار الى اعتداءات، مما أرغم عشرات الآلاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق.

وفي أحدث هجوم، قال مسؤول أمني إن مسلحين داهموا، الليلة قبل الماضية، محلا موسيقياً يديره رجل اعمال مسيحي في الجانب الشرقي من المدينة وقتلوه، واصابوا ابن أخيه بجروح، حسبما افادت به وكالة «اسوشيتد برس». الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي امس اعتقال ستة من المشتبه بهم في الموصل. واوضح بيان للجيش انه «تم اعتقال ستة متمردين يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة (...) بينهم ثلاثة اوقفوا خلال عملية تستهدف مسلحين مرتبطين بخلية اجنبية».

واضاف «هناك اعتقاد بان احد المطلوبين مرتبط بخلية اجنبية ارهابية مسؤولة عن شن هجمات ضد القوات العراقية والاميركية». من ناحية ثانية، قرر مجلس الأمن الوطني العراقي تشكيل لجنة ميدانية تحقيقية من وزارات الداخلية والدفاع والدولة لشؤون الامن الوطني وجهاز المخابرات الوطني للوقوف على أسباب نزوح المسيحيين نحو اقضية تلكيف والحمدانية وبعشيقة. وقال علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، ان مهمة اللجنة ستكون تقديم الدعم لعمليات الموصل وإسناد الجهد الأمني وإجراء تحقيق شامل للظروف التي أدت الى هذا الوضع ومعالجة الحالات الانسانية التي نتجت عن هذه الحوادث المؤسفة. وبين الدباغ أن ذلك يتزامن مع تحرك لواءٍ من قوات وزارة الدفاع والشرطة الوطنية وتعزيز الدوريات الثابتة والمتحركة للمناطق المستهدفة في مدينة الموصل من أجل طمأنة الجميع؛ وخصوصا المواطنين المسيحيين بحرص الحكومة العراقية على أمنهم وسلامتهم.