الأجهزة الأمنية الأردنية تحقق مع المرأة المختطفة بعد العثور عليها في بيروت

إحدى المختطفات: الخاطف انتحل صفة موظف الفندق لتحريك السيارة

TT

عادت الطفلة رهف حموده لتتمتع بحضن جدتها وجدها بعد 10 ايام قضتها مختطفة مع شقيقتيها ووالدتها في العاصمة اللبنانية بيروت .

وبعد تحقيقات مكثفة وجهود متواصلة عثرت الاجهزة الامنية اللبنانية على العائلة الاردنية في غرفة مهجورة بمنطقة قريبة من صبرا وشاتيلا غرب بيروت.

وتوجهت «الشرق الاوسط» الى منزل العائلة في حي المزارع في منطقة ماركا الشمالية من عمان فلم تجد الام هاجر التي كانت تراجع احدى الدوائر الامنية للتحقيق معها واخذ افادتها عما جرى معها. اما رب الاسرة معتز فقد ابلغتنا والدته أنه تأخر في بيروت حتى يتمكن من اصلاح سيارته التي استلمها من الامن اللبناني في حالة سيئة بعد ان استخدمها الخاطف.

وطلبنا من الجدة ان تسمح لنا بمقابلة حفيدتها رهف ذات التسعة اعوام التي روت تفاصيل الحادثة «بعفوية الطفولة البريئة الممزوجة بالخوف والريبة» منذ لحظة الاختطاف وحتى عودة العائلة بالطائرة صباح امس عبر مطار الملكة علياء الدولي بصحبة شقيق والدها .

وقالت رهف «كنا ننتظر والدي في السيارة أمام الفندق مباشرة، فتقدم إلينا شاب «بحكي لبناني» في العشرينيات من عمره له لحية سوداء وشعر قصير يستأذن والدتي بان يحرك السيارة حتى يفسح المجال أمام باص سياحي بالوقوف».

واضافت «طلبت والدتي (هاجر ابو سليم، 29 عاما) منه أن ينتظر قليلا حتى يأتي بابا ويحرك السيارة، فهي لا تقود السيارة، إلا ان الشاب قال لها «أنا موظف من الفندق ويجب أن أحرك السيارة إلى كراج الفندق ما تخافي». وبعد دقائق حرك الخاطف السيارة بهدوء أمام الجميع بحسب الطفلة رهف التي افادت بان الخاطف الذي تراه لأول مرة في حياتها، «قاد السيارة كالمجنون فضربته ماما وطلبت منه ان يتوقف ونحن نبكي ونصرخ: بدنا بابا نزلنا اذا بتحب الله تنزلنا» الا انه  لم يستجب الى توسلاتهن .

وبحسب رهف فان الأم حاولت الهرب من السيارة الا ان صرخات بناتها الثلاث وهن بالاضافة اليها رؤى، 5 سنوات ورند، 4 سنوات، حالت دون هروبها. وطلبت من الخاطف ان يتصل بزوجها معتز حموده حتى يعطيه النقود التي يريدها «فهو يبيع نفسه من اجل اطفاله وزوجته» بحسب قولها وتؤكد الطفلة ان الخاطف لم يتحدث معهم عن أي شيء او لماذا خطفهم فجأة الا انه وضعهم لمدة خمسة ايام في بيت صغير مهجور قبل ان ينتقل بهم الى مكان اخر، وكان يأتي كل يوم مرة واحدة يرمي اليهم من الباب زجاجة مياه صغيرة وبعض فتات من الطعام «مثل القطط والكلاب».

وتضيف رهف «بعد عدة أيام جاء الينا الخاطف ومعه شخص آخر يكبره في السن، وقاموا بنقلنا في منتصف الليل بسيارة صغيرة إلى بيت آخر مهجور، كل محتوياته سرير صغير وكنبة وحصيرة». وكانت صرخات البنات الثلاث تدوي المنطقة ولم يسمع احد صرخاتهن فيتعبن ويلجأن الى حضن والدتهن التي كانت طوال الوقت تطمئنهن بمجيء بابا القريب والعودة الى عمان. ووفق رهف التي قالت «اكلنا بس شوي، عشان ماما تظلها تبكي كثير، كمان ما تحممنا من يوم ما سرقونا» وصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية في منتصف الليل إلى المنزل المهجور وقام المختطف بحمل رند كرهينة محاولا الهرب الا ان رجال الامن كانوا له بالمرصاد. وعثرت الاجهزة الامنية اللبنانية اولا على السيارة المخطوفة في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل عقب بلاغ تلقته من مواطنة لبنانية تؤكد تطابق مواصفات السيارة المعلن عنها، ولا سيما بعد ان اجرت قناة «المنار» الفضائية مقابلة مع الزوج يناشد بها المواطنين اللبنانيين الادلاء باي معلومات تفيد بالعثور على عائلته.

وقالت الجدة إن زوجة ابنها قالت إن البيت لم يكن يحتوي «سوى على كنبة وحصيرة». وأضافت الجدة، أم أحمد، أن الزوجة أبلغتها كذلك بأن شخصا مجهولا استأذنها «لتحريك» السيارة من أمام مدخل الفندق إلى مصف السيارات فيه، منتحلا شخصية موظف رسمي يعمل في الفندق الواقع في منطقة الرملة البيضاء، وذلك بالتزامن مع وصول باص سياحي إلى الفندق، ما دفعها إلى الموافقة من دون أي تخوف.

وبعد أن اختطفها وبناتها، أبلغ (الشخص المجهول) السيدة بأنه «يرغب ببيع السيارة فقط»، بحسب رواية الجدة التي أشارت إلى أن الزوجة (هاجر) تعاني من انهيار عصبي نتيجة المعاناة النفسية والجسدية التي تكبدتها طيلة فترة الاختطاف.

وأكدت الجدة كذلك أن هاجر «لم تتعرض إلى عنف جسدي»، في ما تعاني الفتيات من «إرهاق شديد بعد أن تنقلن مع الخاطف (ما يزال مجهول الشخصية) من منطقة إلى أخرى». وحتى الآن «لم تعرف الدوافع وراء الحادث»، بحسب ما أكدته الجدة، لكن وزارة الخارجية الاردنية أكدت في تصريحات صحافية سابقة أن المؤشرات تدلل على أنها «غير سياسية».