لجنة من رجال دين وشخصيات عامة لاحتواء الصراعات في عكا

شكلها بيريس شخصيا مؤكدا ألا بديل للتعايش بين اليهود والعرب

TT

بمبادرة من الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس، وبحضوره وعدد من الوزراء، أعلن عن تشكيل لجنة من رجال الدين والمجتمع، اليهود والعرب، في ميدنة عكا بهدف احتواء الصراعات الدامية بين اليهود والعرب في المدينة والخروج من حالة التوتر التي تعانيها منذ اعتداء عنصريين يمينيين يهود على سكان المدينة العرب ورد العرب المماثل.

وتضم هذه اللجنة رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهودا من سكان المدينة وخارجها وشخصيات اجتماعية. وقال بيريس ان أعضاء اللجنة سيكلفون بالحديث مع الشباب من الطرفين بهدف إقناعهم بحتمية التعايش في عكا وسائر أنحاء اسرائيل. ودعا الشرطة للتعامل بحزم لمنع أية اعتداءات من أي الطرفين. وزار وزير الاسكان، زئيف بويم، المدينة خصيصا للقاء العائلات العربية السبع التي أحرقت بيوتها، فوعد بإعداد بيوت بديلة لها على حساب الدولة في غضون هذا الشهر. وأسكنها مؤقتا في أحد فنادق المدينة. ورغم أجواء التصافي التي يحاول العديدون نشرها في عكا، إلا ان التوتر ما زال ملموسا. فالشرطة تنتشر بأعداد كبيرة بين البلدة القديمة (العربية) والجديدة (المختلطة) وداخل الأحياء، ودوريات من شرطة مكافحة الشغب تتجول في الشوارع وتعتقل كل من يحمل أدوات حادة (اعتقلت حتى الآن 67 شخصا معظمهم من اليهود المتطرفين). والمواطنون يقللون من الحركة. والحياة لم تعد بعد الى مجاريها الطبيعية.

لكن هناك تفاؤلا لدى قادة المدينة بتجاوز الأزمة والسعي لتحسين الأجواء. وأقيمت أول من أمس خيمة تضم مجموعة كبيرة من اليهود والعرب المعنيين باستمرار حياة التعايش بين الطرفين. وقال أحمد عودة، عضو بلدية عكا والمرشح العربي لرئاستها، انه يحتاج الى وقت كي يرى تطور الأمور، فما حدث ترك جروحا عميقة، خصوصا بعد أن أعلن اليمين اليهودي مقاطعة عكا العربية. وأضاف ان السكان العرب لن ينتظروا حتى «يرضى اليهود العنصريون»، وان مجموعات من اليهود والعرب المسؤولين في المدينة وخارجها ينظمون حملة لمحاربة المقاطعة عن طريق تنظيم رحلات جماهيرية واسعة من المدن اليهودية والعربية الى عكا من أجل التسوق.

وجدير بالذكر ان عكا هي واحدة من المدن العربية العريقة ومن المدن القليلة في اسرائيل التي يتعايش فيها العرب واليهود. وكانت عكا قبل نكبة 1948 مدينة ذات أكثرية عربية (75% عربا)، ليصبح العرب اقلية الان (15 ألفا من اصل 52 ألفا). ومنذ اقامة اسرائيل وسكانها العرب يعانون من محاولات تفريغ للبلدة القديمة، بهدف تهويدها. وعندما فشل مخطط توطين اليهود فيها، راحت تحولها الى منطقة أثرية سياحية، وتسعى لمنع العرب من توريث أبنائهم البيوت التي يسكنونها. فإذا سكنتها عائلة ما، تنتظر السلطة أن يموت الوالدان ثم تصادر البيت وتمنع الأبناء حتى من شرائه.

وعانى أهالي عكا طويلا من المضايقات العنصرية أولا من السلطة، ولكن في ما بعد من المنتمين الى أحزاب اليمين العنصري اليهودي، وحسب عضو الكنيست عباس زكور، فإن بداية الاعتداءات جاءت مع قدوم تلاميذ مدرسة دينية متعصبة اليها قبل خمس سنوات، واضاف ان المقلق ان السلطة تبني حاليا مدرسة كبيرة لهؤلاء الطلاب قد تؤدي الى مضاعفة عددهم عدة مرات (عددهم اليوم 200 طالب).