«المحاكم الإسلامية» في الصومال تطيح بزعيمها الشيخ شريف شيخ أحمد

يوسف يحتفل بمرور 4 سنوات على رئاسته وسط تصاعد الخلافات مع رئيس الحكومة

المصري عادل مقصود يتحدث الى الصحافيين لدى وصوله الى مطار القاهرة أمس بعد اطلاق سراحه مع 25 بحارا كانوا قد خطفهم قراصنة صوماليين قبل نحو شهر (رويترز)
TT

فيما احتفل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بذكرى مرور أربع سنوات على توليه الرئاسة، تزايدت الانقسامات داخل السلطة الانتقالية التي يقودها بشكل متزامن مع تصاعد حدة الخلافات بين قيادات المحاكم الإسلامية المناوئة له.واستغل محمد عمر ديري، العمدة السابق للعاصمة الصومالية، مقديشيو، مرور أربع سنوات على ولاية يوسف التي ستنتهي العام المقبل، لكي يشن هجوما لاذعا وحادا مجددا على الحكومة الانتقالية التي يترأسها العقيد نور حسن حسين (عدى).

وأعلن ديري أن «هذه الحكومة فاشلة ولم تفلح في إنجاز عملها» معتبرا أنه منذ خروجه من منصبه مؤخرا والوضع الأمني يتزايد سوءا يوما بعد يوم وأن حكومة عدى على وشك الانهيار. ومع أن ديري قال إنه ليس طرفا فيما أسماه بالخلافات العاصفة بين الرئيس ورئيس الحكومة، إلا أنه تساءل مجددا عن أسباب عدم مهاجمة المتمردين الإسلاميين، الذين أعلنوا إغلاق مطار مقديشيو، طائرة رئيس الحكومة بينما هم يهاجمون أي طائرة أخرى تستخدم المطار.

ويفترض أن تستضيف العاصمة الكينية نيروبي اعتبارا من 27 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل برعاية منظمة الإيقاد مؤتمرا جامعا لرؤساء الترويكا الصومالية (الرئيس والحكومة والبرلمان) في محاولة لحسم الخلافات المتصاعدة بين هذه الجهات الثلاث. وأعلنت المحكمة العليا في البلاد أمس رفضها لقرار البرلمان المؤقت ويقضي بمنع الوزراء الذين استقالوا من مناصبهم من حكومة عدى من العودة إليها.

وكان نحو 11 وزيرا من اصل 18 بحكومة عدى قد استقالوا تأييدا لموقف الرئيس الانتقالي في خلافه ضد رئيس الحكومة الذي رفض بدوره الاستقالة من منصبه.

وعقب وساطة بذلها الرئيس الإثيوبي ميلس زيناوي اتفق عدى ويوسف على وضع حد لخلافاتهما، لكن هذا الاتفاق بقي عصيا على التنفيذ حيث تصاعدت الخلافات، في وقت تؤكد فيه مصادر مقربة منهما لـ«الشرق الأوسط» أن ما يشبه الطلاق السياسي وقع بين الطرفين وأن هناك مخاطر حقيقية على مستقبل السلطة الانتقالية.

إلى ذلك، قال قياديون في تحالف المعارضة الصومالية، الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم المحاكم الإسلامية أطاح بالشيخ شريف شيخ أحمد كرئيس للتنظيم وأحل محله الدكتور أبو بكر إيمان عمر.

واتهم زكريا حاجي محمود، نائب رئيس التحالف، الشيخ شريف شيخ أحمد بخيانة مبادئ التحالف ووضع يده في يد من وصفهم بـ«أعداء الصومال» في إشارة إلى السلطة الانتقالية. وكان وفد من تحالف أسمرة قد أنهى لتوه زيارة مفاجئة لمقديشو دامت يومين التقى خلالها مع قيادات من حركة الشباب المجاهدين لتنسيق العمليات العسكرية ضد القوات الإثيوبية وقوات حفظ السلام التبعة للاتحاد الأفريقي والتي تضم حاليا قوات من أوغندا وبوروندي. واعتبر محمود في تصريح هاتفي من العاصمة الاريترية أسمرة لـ «الشرق الأوسط» أن هذه الزيارة تثبت عجز الرئيس يوسف عن السيطرة على مقاليد الأمور في نطاق مقديشو، مشيرا إلى أن المعارضة قررت توحيد جهودها في الداخل والخارج من اجل الإطاحة بالرئيس الصومالي وإنهاء ما أسماه بالاحتلال العسكري للصومال على أيدي القوات الإثيوبية والأفريقية.

في غضون ذلك، أكدت حركة الشباب المجاهدين، أنها أسقطت أول من أمس طائرة عسكرية تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية وقتلت اثنين في اشتباك عقب هذه العملية غير المسبوقة.

لكن ناطقا باسم الحكومة الصومالية قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الادعاءات كاذبة».

وزعمت الحركة في بيانها أن الصاروخ وهو من طراز «سام 7» أصاب الطائرة إصابة مباشرة وتحولت إلى قطعة لهب محترقة ثم سقطت في البحر، مشيرة إلى أنه أثناء انسحاب عناصرها من مسرح العملية اشتبكوا مع القوات الأوغندية ما أسفر عن مصرع جنديين وإصابة آخر بجروح بالغة، ومقتل جندي صومالي وأحد عناصر الحركة.