ليفني تزيل عقبة أخرى على طريق تشكيل الحكومة بإقناع حزب المتقاعدين بالمشاركة

بينما يواجه شريكها باراك مشكلة جديدة في حزب العمل

TT

نجحت رئيسة حزب «كديما» الحاكم في اسرائيل وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وأفراد طاقمها في ازالة عقبة أخرى في الطريق لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث اقنعت حزب المتقاعدين الذي وحد صفوفه من جديد، بالمشاركة في الائتلاف الحكومي الذي تسعى لتشكيله وكسبت بذلك ثلاثة نواب آخرين، ليصبح لديها 55 نائبا مضمونا. وبقي لها 6 نواب آخرين حتى تضمن الأكثرية في الكنيست.

وكان حزب المتقاعدين قد انقسم على نفسه في مطلع السنة نتيجة لخلافات شخصية بين رئيسه، وزير المتقاعدين، رافي ايتان، وشريكه في تأسيس الحزب، النائب موشيه شاروني. وانشق شاروني مع نائبين آخرين عن الحزب وعن الائتلاف وانضم الى حزب «العدالة الاجتماعية» برئاسة المتمول أركادي جيدماك، أحد أثرياء اليهود الروس. لكن المحكمة أجبرته على فك الارتباط بهذا الحزب، لأنه يخالف قانون الأحزاب. فأصبح كتلة مستقلة في المعارضة. وراح نوابه يتبادلون الاتهامات وحتى الشتائم مع حلفاء الأمس.

وخلال المفاوضات حول تشكيل حكومة برئاسة ليفني، أعلن ايتان انه يرفض البقاء في الائتلاف إذا انضم اليه الشق الآخر. ولكن وبشكل مفاجئ، دعا ايتان وشاروني، أمس، الى مؤتمر صحافي في تل أبيب، وأعلنا اتحادهما من جديد. وقال ايتان في المؤتمر انه وشاروني وبقية قادة الحزب لاحظوا «كيف تسعى الأحزاب الكبيرة لتحطيم حزبنا ووراثته ونحن أحياء. وبما اننا لسنا صغار السن، عرفنا كيف نتجاوز خلافاتنا ونتصدى للشباب أمثال ايهود باراك وغيره الذين يحاولون سرقة رصيدنا الجماهيري». وأكدا ان وحدة الشقين في حزب المتقاعدين هي نهائية ولا غبار عليها وانه من اليوم فصاعدا يجري التعامل معهما كحزب واحد.

ورحبت ليفني بهذه الخطوة، كونها تعزز قوة تحالفها الحالي. وواصلت مفاوضاتها مع ثلاثة أحزاب أخرى لضمها الى الائتلاف، هي: «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، و«يهدوت هتوراة» لليهود المتدينين الغربيين وحزب «ميرتس» اليساري. وقد حاول رئيس «شاس»، وزير التجارة والصناعة ايلي يشاي، إبداء المرارة من الاتفاق الائتلافي المعدل، الذي وقعته ليفني مع باراك، وقال ان هذا الاتفاق يمس بحقوق حزبه في الائتلاف. فسارعت ليفني الى التقاء ممثلين عن الحزبين الآخرين حتى تظهر له انه يوجد لديها أكثر من بديل عنه. وقالت مصادر في «كديما» ان يشاي ليس معنيا بالائتلاف معها لدوافع ذاتية، حيث انه يخشى من عودة مؤسس الحزب، أريه درعي، الى كرسي القيادة الذي يجلس عليه. وانه يسعى الى انتخابات جديدة تضمن له البقاء في رئاسة الحزب أربع سنوات أخرى. ولكن يشاي نفى ذلك وادعى انه معني بالبقاء في الائتلاف ولا يخاف من درعي، ولكنه يريد اتفاقا ائتلافيا مناسبا يضمن له تحقيق مطالبه السياسية (عدم التفاوض حول القدس) الاقتصادية (زيادة مخصصات تأمين الاطفال). أما ليفني فحاولت تحسين الأجواء مع «شاس» وقالت انها معنية ببقائه في الائتلاف وانها مقتنعة بأن المفاوضات معه ستنجح: «فهو حزب مسؤول ويدرك ان الأوضاع الاقتصادية العالمية والتحديات التي تواجهها اسرائيل تحتم تشكيل حكومة ثابتة في اسرائيل في أسرع وقت وعدم السماح بادخال اسرائيل في معركة انتخابات طويلة، تدير دفة الأمور فيها حكومة انتقالية». ولكن، وفي الوقت الذي تبث فيه ليفني أجواء ايجابية متفائلة، اصطدم رئيس حزب العمل، ايهود باراك، بمعارضة داخل حزبه، تنتقد الاتفاق الائتلافي مع «كديما» وتعتبره مهينا لحزب العمل. وتتشكل هذه المعارضة من رئيس جهاز المخابرات الأسبق وزير الشؤون الاستراتيجية، عامي ايلون، ووزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، ورئيس لجنة الخارجية والأمن، أوفير بنيس. فقد رأوا ان باراك اهتم فقط بتحسين مكانته الشخصية في الحكومة ولم يكترث لمصالح الحزب السياسية. وقالوا ان باراك لم يطرح شرطا للتقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين أو مع سورية، مع العلم بأن هذه المفاوضات تبدو ميتة حاليا ويتهددها خطر الانهيار.

وحاول رجالات باراك التقليل من خطورة هذا التحرك، قائلين انه «تحالف القادة الفاشلين الذين يبحثون عن تحسين مكانتهم في السياسة الاسرائيلية»، إلا ان باراك يعرف ان هذا التجمع يضم قادة يعتبرون قوة ذات وزن في حزب العمل وانه لا يستطيع تجاهلهم. وسيكون مضطرا للتفاهم معهم قبيل تشكيل الحكومة.