عشرات الفلسطينيين يتظاهرون في العريش المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح

عالقون في سيناء: نعيش ظروفا صعبة وأموالنا أوشكت على النفاد

TT

ازدادت معاناة الفلسطينيين العالقين على الجانب المصري من الحدود مع غزة سوءا، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح وعدم السماح لهم بالعودة إلى القطاع، حيث يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة إضافة مع اقتراب نفاذ أموال معظمهم. ودفعهم هذا الوضع الى التظاهر في قلب مدينة العريش، للمطالبة بفتح معبر رفح والسماح بعودتهم إلى قطاع غزة.

ويقول راشد الطيب، 45 عاما من خان يونس جنوب غزة إنه «عائد من رحلة عمل بالخارج وحاول الوصول إلى المعبر للعودة إلى قطاع غزة، غير أن الشرطة المصرية أعادتني عند احد الحواجز الأمنية، وابلغوني أن المعبر مغلق». وقال إن أمواله أوشكت على النفاذ، لأن لم يكن يتوقع أن يظل عالقا لمدة تزيد عن 20 يوما.

ولا تسمح الشرطة المصرية للفلسطينيين العالقين في العريش، بالوصول إلى مدينة رفح، إلا عند فتح المعبر لمنع تكدسهم على الحدود.

وتقول الحاجة فاطمة من سكان غزة والعائدة بعد زيارتها لابنتها في إحدى الدول العربية «اضطررت أنا وابني إلى الإقامة في فنادق رخيصة بعض الشيء.. لأننا لا نعرف متى سنعود إلى غزة بسبب استمرار إغلاق المعبر». وتضيف أن المعبر يفتح بشكل شبه يومي لعودة المعتمرين الفلسطينيين والمرضى، ولا يسمح لنا بالعودة من دون اعطاء أسباب».

ويقيم معظم الفلسطينيين العالقين في فنادق شعبية، في ما يقيم عدد آخر منهم في الشاليهات وعدد قليل لدى أقارب له بمدينة العريش ورفح.

وأما خالد أحمد، 26 عاما، فيقول وهو يحمل حقائبه: «اضطررت إلى ترك الفندق الذي كنت أقيم فيه، لأن أموالي أوشكت على النفاذ.. سأقيم مع بعض معارفي في شاليه واحد على البحر، رغم أن الشتاء قادم على الأبواب، وذلك لتوفير النفقات».

وعلى صعيد متصل، تظاهر عشرات الفلسطينيين العالقين بالأراضي المصرية أمس، داخل مدينة العريش القريبة من الحدود مع غزة. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن نحو 100 فلسطيني على الأقل، تظاهروا أمام فندق الحرية بوسط المدينة، مطالبين بضرورة فتح المعبر وعودتهم إلى غزة. وأضاف أن قوات الشرطة المصرية طوقت المكان وتمكنت من السيطرة على الموقف وفض المظاهرة، بعد إقناع الفلسطينيين بأنه سيتم فتح المعبر قريبا لعودتهم.

وقال شهود عيان إن أفرادا من الشرطة المصرية ما زالوا موجدين أمام الفندق، الذي جرى الاحتجاج أمامه. وحسب المصادر فإن عدد الفلسطينيين العالقين يقدر بنحو 400 فلسطيني.

وذكر مسؤول حدودي، أن مصر تسمح حاليا بفتح المعبر بشكل استثنائي ولفترة محدودة لعودة المعتمرين من الأراضي السعودية بعد أدائهم عمرة رمضان، كما يسمح بعودة المرضى الذين انهوا علاجهم بالمستشفيات المصرية. وقال إن المعبر سيظل مغلقا أمام حركة عبور العالقين في الجانبين إلى اجل غير مسمى، وان السلطات المصرية لم تحدد حتى الآن موعدا جديدا لإعادة فتح المعبر امامهم.

ولا تسمح مصر بفتح المعبر، منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة قبل 16 شهرا إلا بين حين وآخر، وأدى ذلك الى احتجاز كثيرين بينهم مئات المواطنين المصريين. وتريد حماس من مصر أن تفتح معبر رفح بشكل دائم لتخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، ولكن تماشيا مع اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لن تفعل مصر ذلك، من دون موافقة إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).