خادم الحرمين الشريفين يطلع على مشروع توسعة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي

وجه بإطلاق اسمي الأمير عبد المحسن والأمير عبد المجيد على مطاري «ينبع» و«العلا»

خادم الحرمين الشريفين يستمع إلى شرح عن توسعة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة أمس (واس)
TT

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإطلاق اسم الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز على مطار ينبع (150 كلم غرب المدينة المنورة)، وإطلاق اسم الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز على مطار العلا (350 كلم شمال غربي المدينة المنورة).

وكان خادم الحرمين الشريفين قد اطلع أمس في ختام زيارته للمدينة المنورة، التي استمرت ثلاثة أيام، على مشروع توسعة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، واستمع إلى شرح تفصيلي من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس عبد الله محمد نور رحيمي، على المجسمات والصور والخرائط التشبيهية والخاصة بالمشروع، واستمع إلى شرح واف من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن التوسعة التي قسمت إلى ثلاث مراحل؛ الأولى خلال الفترة من 2009 إلى 2019 وتشمل إنشاء مدرج جديد مواز وتطوير المدرج الحالي وإنشاء صالة ركاب جديدة بمساحة 256 ألف متر مربع لاستيعاب اثني عشر مليون راكب سنوياً، إضافة إلى إنشاء مدخل جديد للمطار ومناطق عامة ومناطق استثمارية.

وكان مطار الأمير محمد بن عبد العزيز قد افتتح عام 1971 كمطار إقليمي، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين في يونيو (حزيران) 2006 بتحويله من مطار إقليمي إلى مطار دولي لينضم إلى منظومة المطارات الدولية الثلاثة بالمملكة، كما قامت الهيئة العامة للطيران المدني بإعداد الدراسات التطويرية للمطار مع إحدى الشركات العالمية لتغطي احتياجات المطار للأعوام الـ25 القادمة. وتشمل الدراسة إنشاء صالات جديدة للركاب بجسور متحركة وما يتبعها من مرافق أخرى مساندة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الركاب القادمين والمغادرين على الرحلات الداخلية والدولية، ورفع الطاقة الاستيعابية لصالات الحج والعمرة إلى مليون راكب شهرياً بدلا من الطاقة الحالية المقدرة بـ400 ألف راكب شهرياً، مما يسهم في التطبيق التام لنظام المسار الواحد في نقل الحجاج والمعتمرين القادمين ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وتسهيل حركة الحجاج القادمين والمغادرين من وإلى المدينة المنورة بما يضمن لهم سلامتهم وراحتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم.

من جانب آخر وصل خادم الحرمين الشريفين إلى الرياض قبل مغرب أمس قادماً من المدينة المنورة، وكان في استقباله بمطار القاعدة الجوية، الأمير محمد بن عبد الله بن جلوي، والأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير فهد بن مشاري بن جلوي، والأمير عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمراء ورئيس مجلس الشورى والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد غادر في وقت سابق أمس المدينة المنورة، وودعه في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ عبد العزيز الفالح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف، والدكتور صالح المحيميد رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة، وإبراهيم الخطاف وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المكلف، وكبار المسؤولين وجمع من المواطنين.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد استقبل في قصر طيبة بالمدينة المنورة مساء أول من أمس العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموعاً من المواطنين وأهالي وأعيان منطقة المدينة المنورة. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.

وألقى خالد حمزة غوث، عضو مجلس المنطقة، كلمة نيابة عن أهالي منطقة المدينة المنورة، رأى فيها أن الاحتفاء بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المدينة المنورة يعكس التلاحم العظيم بين الوطن وقيادته مما يعطي القدوة ويرسم المثل في تاريخ بناء الدول والشعوب، مشيرا إلى أن هذا الوطن تحققت له وحدة قائمة على البر والتقوى أساسها عقيدة التوحيد الصافية ومنطلقها الواسع الشريعة السماوية السمحة بما تحمله من مبادئ أصيلة. وقال «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين ولقاءه بأهالي منطقة المدينة المنورة يحملان الكثير من الدلالات التي تعكس هذا الترابط بين ملك القلوب الذي ارتبط اسمه بأطهر بقاع الدنيا قاطبة وبين هذا الشعب الذي يفرح بلقائه أينما حل وأينما ذهب».

ونوه بجهود الملك عبد الله في خدمة المسجد النبوي الشريف، وما يقدمه من عطاءات لا حدود لها في سبيل بناء هذا الوطن، ومواصلة تفوق مجتمعه بدعم التنمية المتوازنة والانفتاح على الآخر. وأضاف «ان المملكة تشهد نقلة حضارية متقدمة في التنمية والبناء وجميع المجالات من خلال المنجزات الضخمة والعطاءات السخية والقرارات الصائبة».

وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين استطاع أن يضع المملكة في مقدمة الدول التي تتمتع بحضور عالمي متميز بما لها من إسهامات واضحة وملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وحماية حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري، بالإضافة إلى مجهوداتها في تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية في الحصول على المتطلبات الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها، كما نوه بما حظيت به المدينة المنورة من نقلة حضارية مثل غيرها من مدن المملكة، مؤكدا أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمدينة المنورة منحها قدرا من التميز يتناسب مع مكانتها الدينية والتاريخية.

وعد المدينة المنورة مدينة نموذجية قياسا على ما شهدته من مشروعات كبيرة. وقال «أصبحت مدينة نموذجية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وتجسد ذلك واقعا يلمس أثره كل منصف، علاوة على الاهتمام الخاص من قبل خادم الحرمين الشريفين بالمسجد النبوي الشريف وأوامره بفتح أبواب الحرم المدني على مدار الساعة، وإنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية باستثمارات تقدر بحوالي 25 مليار ريال مما يوفر تأسيس قاعدة للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية ودعم مجال السياحة والتسويق وما ستوفره من آلاف الفرص الوظيفية لأبناء المدينة المنورة».

وأضاف «كما توالت المشروعات بالموافقة على توسعة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز وتحويله إلى مطار دولي وكذلك مشروع الخزن الاستراتيجي بالمدينة المنورة». وفي مجال الخدمة العامة، أوضح أنه «تم تدشين محطة تنقية المياه الجوفية لتوفير المياه للحرم النبوي الشريف في حالة الطوارئ، كما تم الانتهاء من إنشاء صوامع الغلال ومطاحن الدقيق لخدمة منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها والمدن القريبة منها بتكلفة إجمالية بلغت 220 مليون ريال، كما تم الانتهاء من بناء الاستراتيجية المقترحة للتنمية الإقليمية للمنطقة حتى عام 1450هـ». وأعرب خالد غوث باسم أهالي منطقة المدينة المنورة عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على ما يبذله من جهود في سبيل راحة المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم. كما ثمن الدور الكبير الذي يقوم به الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لخدمة أهالي المنطقة ومواطنيها، كما استمع الحضور إلى قصيدة ألقاها الشاعر حبيب العازمي.

وحضر الاستقبال الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمراء والوزراء. وقد تناول الجميع طعام العشاء مع خادم الحرمين الشريفين.