تفاقم الأزمة بين بانكوك وبنوم بنه بعد مقتل جندي وجرح أربعة آخرين

أسر 10 جنود تايلنديين وحشد القوات على حدود البلدين

جنود كمبوديون يركضون قرب الحدود التايلندية بعد تبادل إطلاق النار امس (أ.ف.ب)
TT

تصاعد التوتر على الحدود بين تايلند وكمبوديا، التي شهدت تبادلا جديدا لإطلاق النار بين جنود اسفر عن قتيل واربعة جرحى على الأقل في منطقة معبد برياه فيهار. وقال الكولونيل سوسرن كاوكومنرد الناطق باسم الجيش التايلندي: «وفق معلوماتنا، اصيب اربعة جنود تايلنديين وقتل جندي كمبودي، فضلا عن اصابة العديد من الجنود (الكمبوديين) الآخرين».

وذكر ضابط في الشرطة الكمبودية موجود في منطقة المواجهات، انه تبلغ مقتل جندي كمبودي، لكن فنوم بنه لم تؤكد هذه المعلومة. وقال القومندان في الجيش الكمبودي بون ثين لوكالة الصحافة الفرنسية: «القوات التايلندية توغلت داخل اراضينا»، لافتا الى «اطلاق نار غزير». واندلعت المواجهات ظهر امس في مواقع عدة من المنطقة المتنازع عليها، على بعد بضعة كيلومترات من معبد برياه فيهار. وقالت المصادر نفسها إن المعارك استمرت بين اربعين دقيقة وساعتين. ويخضع هذا المعبد للسيادة الكمبودية بحسب قرار لمحكمة العدل الدولية صدر عام 1962. ولكن المنطقة التي لا تتجاوز مساحتها حوالي خمسة كيلومترات مربعة، لا تزال موضع تنازع بين بانكوك وبنوم بنه. وكانت مناوشات سجلت في بداية الشهر الجاري في هذه المنطقة، اسفرت عن ثلاثة جرحى على الاقل.

وأعلن وزير الخارجية الكمبودي هور نامهونج، ان جيش بلاده أسر عشرة جنود تايلنديين امس بعد المعركة عند المنطقة الحدودية. وقال في مؤتمر صحافي في فنوم بنه: «أمر رئيس الوزراء بمعاملة الجنود العشرة معاملة حسنة». وأضاف أن كمبوديا ستعيد الجنود لبلادهم اذا طلبت تايلند ذلك. ولم يصدر رد تايلندي على هذا الخبر.

ونفت بانكوك امس مسؤوليتها عن هذا الحادث الجديد، معلنة استعدادها لاجلاء رعاياها عن كمبوديا. وقال وزير الخارجية التايلندي سومبونغ امورنفيوات «يمكننا التأكيد ان تايلند لم تكن البادئة باطلاق النار»، قبل ان يضيف «انا واثق بأن الوضع لن يتدهور». بدوره، حاول رئيس الوزراء التايلندي سومشاي وونغساوات احتواء التوتر، موضحا ان الوضع عاد الى طبيعته. وقال: «هذا المساء، ستسلم وزارة الخارجية مذكرة لدبلوماسي كمبودي»، معربا عن «ثقته» بأن المشكلة ستعالج.

وكانت كمبوديا قد حذرت تايلند في الأيام الأخيرة من خطر اندلاع «نزاع مسلح واسع النطاق»، وطالب رئيس وزرائها هون سين بأن تسحب تايلند قواتها قبل الثلاثاء الماضي.

ورفض البلدان كشف حجم التعزيزات التي ارسلاها الى الحدود، لكن قناة تلفزة تايلندية عرضت مشاهد تظهر شاحنات عسكرية تايلندية تقل دبابات الى الحدود، فيما كان جنود ينصبون قواعد لاطلاق قذائف هاون. وأعلنت السلطات الكمبودية انه تم حشد 500 جندي تايلندي حول الارض المتنازع عليها.

ومنذ ثلاثة اشهر، تشهد منطقة معبد برياه فيهار توترا شديدا. وأدرج هذا المعبد في يوليو (تموز) الفائت على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي. وكانت قوات تايلندية دخلت هذه المنطقة، بعدما اعتقلت كمبوديا ثلاثة متظاهرين قوميين تايلنديين في 15 يوليو. وعمدت بنوم بنه بعدها الى استنفار قواتها. وفي أغسطس (آب)، حاول البلدان احتواء التوتر وسجل انسحاب نحو الف من الجنود الكمبوديين والتايلنديين، ولم يبق سوى عشرات من الجنود في القطاع المذكور. ويسيطر التايلنديون على الطرق الرئيسية التي تقود الى هذا المعبد، ومنذ عقود لم يتم ترسيم الحدود في قطاعات عدة على الحدود بين البلدين، الامر الذي يؤجج الخلافات.