فشل أول محادثات روسية ـ جورجية بعد انسحاب الوفد الروسي

كي مون طالب الطرفين باستعادة الثقة المتبادلة والمحكمة الدولية تلزمهما بمنع التمييز العنصري

TT

فشلت امس اول مفاوضات بين روسيا وجورجيا منذ اندلاع نزاع مسلح بينهما الصيف الماضي بعد انسحاب الوفد الروسي من المحادثات. وفرض المنظمون تعتيما اخباريا حول الاجتماع في جنيف ومنعوا المصورين من التقاط صور للوفود أثناء دخولها مبنى الامم المتحدة. وقالت الناطقة باسم الامم المتحدة للصحافيين: «المحادثات سرية ومعقدة للغاية. هذا قرار كل الاطراف». وذكر مسؤولون أن المحادثات تهدف لإطلاق عملية تفاوض منتظمة للجمع بين الخصمين لحل القضايا العملية التي أعقبت حربهما التي استمرت خمسة أيام في أغسطس (اب) بما في ذلك حقوق عشرات الآلاف من اللاجئين. إلا ان روسيا كسرت هذا التعتيم واعلنت امس انها ترفض المشاركة في اية اجتماعات لا يُدعَى اليها ممثلون عن السلطات الموالية لروسيا في كل من منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين. وقال رئيس الوفد الروسي نائب وزير الخارجية غريغوري كاراسين ان بلاده «لن تشارك في اجتماعات ليس فيها ممثلون عن الاوسيتيين الجنوبيين والأبخاز». من جهته، قال مبعوث الاتحاد الاوروبي الخاص لجورجيا امس إن المحادثات بين روسيا وجورجيا بشأن المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين علقت الى الشهر القادم بسبب «صعوبات اجرائية». وأبلغ المبعوث بيير موريل الصحافيين بان الصعوبات التي لم يحددها أرغمت الطرفين على الغاء المفاوضات المقررة بعد ظهر امس، لكن اتفق بشكل مؤقت على اجراء مشاورات جديدة بين الدولتين يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأعلن زعيم الوفد الابخازي الموالي للروس ان المباحثات في جنيف حول النزاع في جورجيا تحت اشراف «منظمة الامن والتعاون في اوروبا» تمت امس على شكل اجتماعات منفصلة، ولم يلتق الروس والجورجيون وجها لوجه. وقال سيرغي شامبا، وزير خارجية جمهورية ابخازيا الانفصالية للصحافيين، «حصل لقاءان منفصلان. الروس والابخاز (الموالون للروس) من جهة والجورجيون من جهة اخرى». واضاف عضو آخر في الوفد الابخازي: «لم نتوصل الى اتفاق حول طريقة عقد اللقاءات».

وعلى الرغم من ان المسؤولين الروس والجورجيين لم يلتقوا بشكل مباشر، الا ان الوفدين شاركا في اجتماعات منفصلة. وشارك بالاجتماع المغلق قادة إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين عن جورجيا في مسعى للتوصل إلى حل دائم يضمن استقرار المنطقة. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى التحلي بالصبر، موضحا أن الدبلوماسيين لا يتوقعون إحراز أي نتائج فورية، بل استمرار المباحثات لأسابيع.

وبينما لم يتضح على وجه الدقة جدول أعمال محادثات جنيف، إلا أنه من المتوقع أن تدفع روسيا باتجاه فرض حظر على بيع السلاح إلى جورجيا التي تحملها مسؤولية اندلاع الحرب. وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد صرح اول من امس بأنه لن يتفاوض مع قادة الاقليمين المنشقين حتى تغادرهما جميع القوات الروسية، وهو ما قلل من التوقعات بشأن ما قد تسفر عنه محادثات جنيف من نتائج. ويسعى الاتحاد الاوروبي إلى عقد لقاء دوري كل أسبوعين بين الاطراف المعنية للابقاء على الضغط للتوصل إلى حل. وبدأ كي مون مساء اول أمس محادثات تمهيدية للقاء امس حيث التقى بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وخافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي وبنيتا فيريرو فالدنر مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد وألكسندر ستوب رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي مساء اول امس: «نحن بحاجة الى بذل قصارى جهدنا مع كل الاطراف المعنية لاستعادة الثقة حتى يمكننا اطلاق عملية لحل الصراع». وقال الكسندر ستوب وزير الخارجية الفنلندي الذي يرأس حاليا «منظمة الامن والتعاون في أوروبا»: «نعلم أن هذه عملية طويلة ونأخذ الامور ببطء خطوة بخطوة». وتزامنت اجتماعات جنيف مع اصدار محكمة العدل الدولية امس امراً لتبيليسي وموسكو بعدم القيام بأي عمل من اعمال التمييز العنصري في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وباقي المناطق الجورجية التي يوجد فيها الجيش الروسي وذلك اثر طلب عاجل من جورجيا. وقالت رئيسة المحكمة روزالين هغينز: «على الجانبين عدم القيام في اوسيتيا وابخازيا والمناطق الجورجية المتاخمة بأي عمل من اعمال التمييز العنصري ضد افراد او مجموعات او مؤسسات». وكانت تبيليسي قد طلبت في 14 اغسطس الماضي من محكمة العدل الدولية اتخاذ اجراءات عاجلة ضد موسكو التي اتهمتها بالقيام بعمليات تطهير عرقي في هذه المناطق. واعتبر القضاة باغلبيتهم انه يتعين مطالبة البلدين باتخاذ هذه الاجراءات.