فتوى رجال دين باكستانيين تحرم العمليات الانتحارية.. لكن تأثيرها محدود

زرداري يعتبر زيارته للصين «تكريما» لبوتو

TT

على الرغم من ترحيب المجتمع الباكستاني لفتوى تعتبر العمليات الانتحارية «غير اسلامية»، الا ان تأثيرها ضئيل بسبب عدم تمتع مجموعة «مجلس العلماء المتحدين» بشعبية واسعة في باكستان. وقال رئيس «مجلس العلماء المتحدين» الشيخ سارفاز احمد نعيمي لـ»الشرق الاوسط» ان رجال الدين في المجلس هم من كافة المذاهب اجمعوا على الفتوى في نهاية مؤتمر عقدوه لمناقشة ظاهرة العمليات الانتحارية. وقال: «رجال دين من جماعة اهل السنة واهل الحديث وجماعة اسلامي وجماعة علماء إسلام وجماعة شيعية شاركوا في المؤتمر الذي خرج بالفتوى». ويذكر ان النعيمي هو رجل دين نافذ لديه مدرسة دينية في مدينة لاهور. ولكن ضعف الفتوى يمتد من عدم مشاركة أي عالم من مذهب ديوباندي. وشرح النعيمي: «لقد طلبنا من الحكومة ان توقف العملية العسكرية في المناطق القبلية وطالبنا الحكومة بمبادرة التفاوض مع المناطق القبلية لانهاء التطرف هناك». وأضاف: «اجمعنا على ان التفجيرات الانتحارية غير قانونية في الاسلام». وعلى الرغم من مشاركة «جماعة اسلامي» و«جماعة علماء الاسلام»، اللتين تتمتعان بنفوذ في المناطق القبلية، في المؤتمر، الا ان الممثلين عنهما ليسوا معروفين. ويذكر ان غالبية سكان المناطق القبلية هم من اتباع فكر ديوباندي وعادة مع يتعارضون مع الاخرين. وشرح نعيمي ان «مجلس العلماء المتحدين» سيرسل وفداً الى العلماء في المناطق القبلية شمال غربي باكستان في محاولة لتهدئة الاوضاع هناك. وتزامن اصدار هذه الفتوى مع اعلان قوات الامن الباكستانية قتل اربعة مشتبهين بتورطهم بأعمال عنف في اخر مواجهة بين قوات الامن وعناصر «طالبان» والقاعدة. من جهة اخرى، اعلنت السلطات الامنية اعادة اعتقال اميركي مشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة. والمواطن الاميركي، الذي يدعى جودي كنان، كان قد اعتقل يوم الاثنين الماضي عند الحدود الباكستانية ـ الافغانية، واطلق سراحه لتعتقله القوات الباكستانية مجدداً امس. وبعد اطلاق سراح كنان، وعمره 20 عاما، اول من أمس، يوم الثلاثاء، اعتقلت الشرطة المواطن الاميركي في منزله في بيشاور. وقال قائد الشرطة في المدينة ان كنان «في عهدة السلطات الامنية التي تستجوبه». وتواصل قوات «الناتو» والقوات الافغانية ملاحقة عناصر «القاعدة» وطالبان في باكستان وافغانستان. وقال ناطق باسم حاكم اقليم هلمند الافغاني امس ان نحو 70 من مقاتلي حركة طالبان قتلوا في غارة جوية أثناء الليل في اقليم هلمند بجنوب أفغانستان قرب حدود باكستان. ووقع الهجوم في ساعة متأخرة اول امس في حي بارام تشا. وبلغ العنف أعلى مستوياته في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 للاطاحة بحركة طالبان. وقال داود أحمدي الناطق باسم حاكم اقليم هلمند لـ«رويترز» في قندهار: «معظم مقاتلي طالبان (القتلى) من الاجانب الذين دخلوا أفغانستان لزعزعة استقرار البلاد». وذكر حلف شمال الاطلسي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان أن ليس لديهم معلومات فورية بخصوص الغارة الجوية.

وعلى الصعيد السياسي، استقبل الرئيس الصيني هو جنتاو امس في بكين نظيره الباكستاني آصف علي زرداري في اطار زيارة دولة تتناول المواضيع الاقتصادية والنووية. وشدد الرئيس هو جنتاو في بداية اللقاء بين الوفدين على ان الراحلين زوجة آصف علي زرداري بي نظير بوتو التي كانت رئيسة الوزراء ووالدها ذو الفقار علي بوتو رئيس وزراء باكستان مطلع السبعينات، ساهما في تعزيز العلاقات بين الصين وباكستان. وقال الرئيس الصيني ان «عائلتكم كانت صديقة الشعب الصيني ولن ننسى ذلك ابدا».

من جانبه أعلن زرداري أن «افضل طريقة لتكريم ذكرى زوجتي ووالدها هي ان اخص الصين بهذه الزيارة الرئاسية الاولى». وقد استقبله الرئيس الصيني في قصر الشعب الكبير في بكين قبل اجتماع وقع الرئيسان على اثره اتفاقات عدة. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» اول امس من دون ان تذكر مصادر، ان زرداري يسعى الى الحصول من بكين على قرض تفضيلي يتراوح بين 500 مليون و5.1 مليار دولار ليمكن بلاده من تجاوز الازمة المالية الحالية، وتدهور الوضع الاقتصادي في باكستان المتحالفة مع الصين نتيجة الازمة المالية العالمية. وركز زرداري على اهمية بحث المسائل الاقتصادية خلال الزيارة التي تستغرق أربعة ايام.