أوباما وماكين يركزان على اللقاءات الشخصية مع الناخبين بعد المناظرة الأخيرة بينهما

مخاوف من صدمة لمؤيدي المرشح الديمقراطي يوم الانتخاب بسبب «تأثير برادلي»

TT

يركز المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين، على التواصل مع الناخبين الاميركيين بشكل شخصي، بعد الانتهاء من المناظرة المتلفزة الأخيرة بينهما امس. وركز فريقا ماكين واوباما على التواصل مع الناخبين في الاسبوعين المقبلين، وخاصة الذين في ولايات متأرجحة التي من الممكن ان يصوت ناخبوها لأي من الحزبين. وأعلن فريق اوباما عن لقاءات في ولايات مثل أوهايو وفرجينيا خلال الايام المقبلة، وهي ولايات كانت تميل الى الجمهوريين، وبدا الديمقراطيون يكسبون ناخبيها. ومن المرتقب ان يركز ماكين على ولايات اوهايو وفلوريدا وبنسلفينيا.

واعتبرت المناظرة التي كان من المرتقب اجراؤها مساء امس، الفرصة الاخيرة امام المرشح ماكين، لتحسين موقعه في المنافسة مع اوباما. وشدد ماكين لهجته قبل المناظرة التلفزيونية الأخيرة مع اوباما، استعدادا لانتخابات 4 نوفمبر (تشرين الثاني) بعدما سجل تراجعا بنسبة 14 في المائة في استطلاع جديد للرأي، فيما تواجه الولايات المتحدة اسوأ ازمة مالية خلال عقود. وخلال نهاية الاسبوع، وعد ماكين مؤيديه في فرجينيا بأنه «سيهزم» منافسه الديمقراطي خلال المناظرة التي عقدت في جامعة هوفسترا في «لونغ ايلاند» في نيويورك.

ومع إعلانه النسخة الأخيرة لخطته الهادفة لوقف الاضطراب المالي، وعد سناتور اريزونا بإثارة موضوع علاقات اوباما بالبروفيسور اليساري وليام آيرز، الذي شارك في تفجيرات في الستينيات. وقال ماكين، وعمره 72 عاما، لاذاعة محلية في سانت لويس، انه سيقوم بذلك «ليس لأنني اهتم بشؤون ارهابي سابق وزوجته الارهابية، لكن ما يهمني وما يهم الشعب الاميركي، هو ما اذا كان اوباما جديرا بثقة الشعب الاميركي».

ولكن فيما يتخوف ملايين الناخبين من احتمال فقدان وظائفهم وضمانهم الصحي، فإن مخاطر استراتيجية سلبية يقدمها ماكين بدت واضحة حيث احرز اوباما، 47 عاما، تقدما كبيرا في عدة استطلاعات رأي. وكشف استطلاع للرأي اجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع شبكة «سي.بي.اس» التلفزيونية مساء اول امس ان اوباما عزز تقدمه على خصمه الجمهوري، بفارق 14 نقطة. واظهر الاستطلاع ان اوباما سيحصل على تأييد 53 في المائة من الناخبين، مقابل 39 في المائة لماكين، وذلك قبل 21 يوما من الانتخابات الرئاسية.

وقالت جين بساكي الناطقة باسم المرشح الديمقراطي: «اوباما يستخدم المناظرة لبحث خطته الاقتصادية. هذا ما كان يقوم به منذ اسابيع». واضافت أن «ماكين وعد بإثارة موضوع بيل آيرز لتشتيت افكار الناخبين، لكن كل دقيقة يمضيها، وهو يواصل تجاهله الاقتصاد والطبقة الوسطى هي وقت ضائع». وتابعت: «هذه فرصة جون ماكين الأخيرة لعكس اتجاه السباق ومحاولة اقناع الشعب الاميركي بأن رده المشتت على الازمة الاقتصادية لا يمنعه من الوصول الى الرئاسة». وكان آيرز وزوجته برنادين دورن جزءا من مجموعة مناهضة لحرب فيتنام قامت بتفجير مبان حكومية في الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي. ويقول ماكين إن آيرز ساهم في صعود اوباما سياسيا اعتبارا من منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وهو ما ينفيه المعسكر الديمقراطي باعتباره امرا مضخما. ويقول ان اوباما يعرفه فقط من خلال العمل الخيري المشترك بينهما.

ونصح جمهوريون ماكين بانتهاز فرصة هذه المناظرة الأخيرة لجذب الناخبين بإعلانه مثلا انه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية، اذا انتخب او بتأكيد أن الغالبية الديمقراطية، ستتعزز في الكونغرس لذلك يجب انتخاب رئيس جمهوري لتحقيق توازن. وواصل اوباما قبل المناظرة الأخيرة تركيزه على الاقتصاد الذي طغى الآن بقوة على ابرز اوراق ماكين الرابحة، وهي موضوع الامن القومي. واشارت استطلاعات رأي اجرتها جامعة كينيبياك اول امس، الى ان سناتور ايلينوي تجاوز عتبة الـ50 في المائة من الاصوات في اربع ولايات، تعتبر من الولايات الاكثر اهمية: كولورادو وميتشيغان ومينيسوتا وويسكونسن.

وقضى ماكين واوباما الأيام الأخيرة استعداداً للمناظرة التي كان من المتوقع ان تجذب الملايين من المتفرجين. وخلافا للمناظرة الثانية بينهما حيث كانا يردان على اسئلة عدد من الناخبين المترددين وهما واقفان، جلس اوباما وماكين حول طاولة للرد على اسئلة صحافي يدير اللقاء. وشكل الاقتصاد والقضايا المتعلقة بالسياسة الداخلية، محورا هذه المناظرة التي ستنظم قبل عشرين يوما من الانتخابات الرئاسية. وتبث كل الشبكات التلفزيونية الاميركية الكبيرة هذه المناظرة.

وبينما ترقبت الأوساط الاعلامية والسياسية المناظرة التي كان طولها 90 دقيقة مساء امس، كان المسؤولون عن حملتي اوباما وماكين يدرسون استطلاعات الرأي الأخيرة. وعلى الرغم من ان اوباما يتقدم في استطلاعات الرأي، الا ان مؤيديه عبروا اخيراً عن مخاوفهم من «تأثير برادلي». وهذا هو المصطلح المخصص للتعبير عن ظاهرة اخفاء الناخبين شعورهم بالعنصرية. فكان توم برادلي، الاميركي من اصول افريقية المرشح لمنصب حاكم كاليفورنيا عام 1982، يتقدم على منافسه بعدة نقاط في استطلاعات الرأي ليفاجأ بخسارة يوم الانتخابات. وتوصل المراقبون الى قناعة بأنه خسر بسبب الكثير من الناخبين البيض، الذين اختاروا عدم التصويت له ولكن خجلوا من الافصاح عن عنصريتهم ضده بسبب اصوله الافريقية فلم يخبروا استطلاعات الرأي عزمهم للتصويت لمنافسه.

وقال مؤيد اوباما جون ايستيب الذي يتطوع لدعم حملة اوباما في ولاية اوهايو: «يقولون في استطلاع الرأي او امام اصدقائهم انهم سيصوتون لاوباما.. ولكن السؤال هو كم منهم سيدعمون شخصاً اسود، عندما يقفون امام صناديق الاقتراع». واظهرت استطلاعات الرأي بأن ناخبين يعتبرون سن ماكين مشكلة اكبر من عرق اوباما، فعمر المرشح الجمهوري 72 عاماً، وفي حال كسب سيكون اكبر رئيس في السن في تاريخ البلاد.