القوات البرية العراقية تعد خطة للسيطرة على الموصل وإعادة المسيحيين

رئاسة حكومة كردستان تستنكر عمليات التهجير وتدعو الحكومة الفيدرالية لإعادة النازحين

مظاهرة في بغداد امس، تضامنا مع المسيحيين في الموصل (أ.ف.ب)
TT

فيما استنكرت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة اقليم كردستان أمس عمليات التهجير القسرية التي يتعرض لها المسيحيون في مدينة الموصل وضواحيها وأدانت الجهات التي تتهم الأطراف الكردية بالتسبب في النزوح الجماعي المسيحي، أعلن مسؤول عسكري عراقي عن خطة لفرض السيطرة على المدينة وإعادة النازحين. وجاء في بيان لرئاسة مجلس الوزراء في اقليم كردستان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، انها أولت «اهتماما خاصا لمعاناة المسيحيين الذين اضطروا مؤخرا الى ترك منازلهم وممتلكاتهم في مدينة الموصل والهجرة الى مناطق أخرى داخل العراق، حيث نفذت الجماعات التكفيرية والمتطرفة في الموصل مجموعة عمليات لبث الرعب والخوف بين افراد الشعب الآشوري الكلداني السرياني المسيحي، وقتلت العديد منهم وفجرت بعض المنازل والمباني، مما ادى الى هذا التهجير الجماعي». وأضاف ان «مجلس وزراء الإقليم أوعز الى الإدارات والجهات المعنية لتقديم ما يمكن لمساعدة الضحايا والمنكوبين». ودعا البيان «الجهات المعنية في الحكومة الفيدرالية الى التصدي لهذه العمليات ووضع حد لها» والى «إعادة المهجرين المسيحيين الى منازلهم وممتلكاتهم في الموصل وتعويضهم عن الأضرار والخسائر التي لحقت بهم».

وتابع البيان «نجدد دعمنا لحقوق المسيحيين في التمثيل العادل في مجالس المحافظات حسب مفهوم المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات»، و«نستنكر بشدة محاولات الجهات المشبوهة التي تحاول الصاق تهم باطلة بالأطراف الكردستانية وتشويه الوقائع للتضليل وصرف الأنظار عن الفاعلين الأصليين وراء العمليات التخريبية في الموصل». وذكر البيان أن إقليم كردستان كان «دوما مدافعا أساسيا عن المسيحيين وتحسين أوضاعهم وضمان حقوقهم».

الى ذلك كشف قائد القوات البرية العراقية رئيس لجنة تقصي الحقائق بالموصل، الفريق الركن علي غيدان، عن وجود خطة شاملة للسيطرة على مدينة الموصل ستسهم في عودة المسيحيين إلى المدينة خلال وقت قريب، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الالمانية «د.ب.أ». وقال غيدان إن هناك «خطة شاملة لبسط الأمن والقانون في الموصل سيلمسها الإخوة المسيحيون ويعودون على أثرها إلى المدينة عما قريب»، منوها إلى أن «الدعاية الإعلامية أسهمت بشكل كبير في التأثير على العوائل المسيحية ونشر الفزع في صفوفها وتركها المدينة من دون تلقي أي تهديد». وأضاف أنه بحث مع محافظ نينوى دريد كشمولة اول من امس «العملية الأمنية والحلول الممكنة لأزمة النزوح الأخيرة»، مبينا أن كشمولة «أطلعنا على بعض الأمور التي تخص عملية النزوح المسيحيين من خلاله تقديمه إيجازا كاملا بالموقف وبدايات الحالة». وأوضح أنه قام بجولة ميدانية لمناطق النزوح و«التقينا بعدد من العوائل النازحة في قضاء الحمدانية (شرق الموصل) للوقوف على أحوالها وأسباب نزوحها».

وكانت وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية، مما دفع بعدد منهم إلى الفرار نحو أطراف المدينة، في حين قالت مصادر أخرى إن عددا من العائلات المسيحية تعرضت إلى عمليات قتل على يد جماعات مسلحة.

ومن جانب آخر، حث رؤساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل أتباعهم على الالتزام بجانب التعقل والهدوء، وناشدوا وسائل الإعلام كافة بضرورة الكف عن كل ما يؤجج الخوف ويزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، بحسب بيان صدر باسمهم. وجاء في البيان أن رؤساء الكنائس من الطوائف المسيحية في الموصل يدعون «أبناءهم المسيحيين من الطوائف كافة إلى الالتزام بجانب التعقل والهدوء وعدم الانجرار وراء الإشاعة الخاطئة والمغرضة وغير الدقيقة التي تهدف إلى تأويل الأمور والمبالغة في حجمها ووضعها على المستوى الديني لتحول الخوف إلى حالة مرضية ذهبت بالحكمة والفطنة». ودعوا أيضا «إخواننا علماء الدين المسلمين الأفاضل وكل الحكماء من أبناء الموصل الغيارى إلى مضاعفة الجهود لتهدئة الوضع ومناشدة شرائح المجتمع كافة إلى احترام مبادئ الحرية الدينية وتقييم الخصوصية التي يتمتع بها المنتمون إلى الديانات الموحدة الذين يجمعهم إيمان واحد بالله الواحد وتربطهم أواصر إنسانية ووطنية وتاريخية».