نيجيرفان بارزاني: لم نتلق شروطا تركية للحوار أو دعوة لزيارة أنقرة

أكد في مؤتمر صحافي مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية إن هناك خطوات إيجابية نحو التطبيع مع تركيا

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان ووزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية بيل راميل خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في أربيل اول من امس (تصوير: كامران نجم)
TT

نفى نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان أن يكون تلقى دعوة لزيارة تركيا، لكنه أشار الى «خطوات ايجابية» أخيرا لتطبيع العلاقات مع أنقرة، مشيرا تحديدا الى اللقاء الذي جمع اول من امس في بغداد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ووفد تركي رفيع. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بيل راميل، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، مساء اول من امس في أربيل، قال نيجيرفان بارزاني ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول موقف حكومة الاقليم مما ذكرته بعض الاوساط المطلعة في الاقليم من ان تركيا طلبت من الحكومة والاحزاب الكردية في الاقليم الاقرار اولا بكون حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية والاعلان عن استعداد قوات بيشمركة كردستان للقتال ضد عناصر الحزب المذكور لقاء بدء الحوار الدبلوماسي مع حكومة الاقليم، «إن العلاقات مع جارتنا المهمة تركيا لا تنحصر في اطار تعاون امني او مخابراتي بل تتعدى الى ابعد من ذلك بكثير، ولحسن الحظ هناك بعض الخطوات الايجابية لتطبيع العلاقات بين الاقليم وتركيا حيث عقد رئيس الاقليم مسعود بارزاني مباحثات مع المبعوث التركي الى العراق، ومن جانبنا نجدد الموقف الرسمي لحكومة الاقليم والمعلن مرارا والقاضي برفض ومنع اي جماعة مسلحة من شن عمليات مسلحة ضد اي من دول الجوار انطلاقا من اراضي الاقليم، ونشدد ايضا على ضرورة ايجاد حل آخر لمسألة حزب العمال غير الحل العسكري، كما نتفهم الموقف التركي في هذا المجال، اما بصدد الشرط التركي المتعلق بتسمية حزب العمال منظمة ارهابية فان حكومة الاقليم لم تتلق لحد الان شرطا من هذا القبيل».

ونفى بارزاني كليا الانباء التي تحدثت عن توجيه الحكومة التركية دعوة رسمية اليه لزيارة انقرة وقال «لم يتم بحث هذه المسألة مع الجانب التركي مطلقا وليست هناك دعوة تركية لي مطلقا، مثلما ليست هناك زيارة مرتقبة للرئيس التركي الى اربيل، وكل ما قيل بهذا الصدد هو مجرد تنبؤات من وحي ونسج وسائل الاعلام لا غير».

من جهته، اعرب الوزير البريطاني عن سروره لزيارة اقليم كردستان كأول مهمة دبلوماسية له خارج بلاده وقال «انا على اطلاع بأبعاد العلاقات التاريخية التي تربط بريطانيا بالكرد، ومطلع ايضا على المآسي والويلات التي عانى منها الشعب الكردي، وانا مسرور جدا لأن بريطانيا ساهمت وساعدت في دعم جهود التطور والتقدم الحاصلين في هذا الاقليم، لذلك كنت حريصا على زيارة الاقليم، وقد كانت مباحثاتي مع رئيس الحكومة في الاقليم مثمرة وناجحة حيث استعرضنا جملة من المسائل المهمة ابرزها اوضاع قوات التحالف الدولي في العراق، والاتفاقية الامنية ـ الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة وامكانية ابرام اتقافية مماثلة مع بريطانيا ايضا، الى جانب القضايا العالقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية في بغداد وكيفية العمل لحلها، ومن جانبنا نؤكد ضرورة ايجاد حلول وسطية للمشاكل والقضايا المستعصية مع مواصلة الحوار لحين ايجاد الحلول الناجزة لها». وفي رد الوزير البريطاني بيل راميل على سؤال لـ«الشرق الاوسط» بخصوص مدى استعداد بريطانيا لسحب قواتها من البصرة عشية اعلان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قبل ايام بان العراق لم يعد بحاجة الى القوات البرطانية في البصرة، قال «اعلن رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون في يوليو (تموز) الماضي بانه يتوقع حدوث تغييرات اخرى في مهام القوات البريطانية في جنوب العراق ومتى ما استطاعت القوات العراقية تسلم المهام الامنية كليا، عندئذ سنقلص حجم قواتنا هناك، ولكن الجزم بموعد ذلك امر غير ممكن الان ».

الى ذلك، وصف فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية (بمثابة وزارة الخارجية) في حكومة اقليم كردستان العراق، المباحثات التي جرت بين رئيس الاقليم والوفد التركي في بغداد اول من امس بانها «جيدة ومفيدة، وجاءت لصالح بناء علاقات متوازنة تصب في مصلحة البلدين»، مشيرا الى ان «حكومة الاقليم تسعى لبناء علاقات متينة مع تركيا باعتبارها جارة مهمة ويمكن ان تسهم في اعادة بناء الاقليم والعراق، ونحن نريد ارساء علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية وان لا نحصر الموضوع في زاوية حزب العمال الكردستاني (التركي) الذي يمكن حل مشكلته مع الحكومة التركية بواسطة الحوار». واضاف مصطفى، قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من اربيل امس، «ان رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني ابدى استعداده لزيارة تركيا وبحث الكثير من الامور، وان يكون ذلك تحت اطار دولة العراق التي اقليم كردستان جزء مهم منها».

وابدى مصطفى استعداد حكومة الاقليم «لبذل كل الجهود من اجل إحلال السلام والامن في المنطقة ومساعدة الجانبين، تركيا وحزب العمالإ من اجل الوصول الى حل سياسي يرضي الطرفين لاننا غير مؤمنين بالعمليات العسكرية التي لا تقود الى اية نتيجة»، منوها الى ان «وجود منطقة عازلة في اراضي الاقليم مسألة غير عملية وهي لا تشكل الحل النهائي لهذه المشكلة، نحن نريد حلا نهائيا في اطار قانوني وسياسي».