فرنسا ترص صفوفها «للدفاع» عن نشيدها الوطني .. في وجه التونسيين والمغاربة

صفير وإهانة للنشيد الفرنسي في مباراة كرة ودية بين المنتخبين الفرنسي والتونسي

مشجعون للمنتخب التونسي قبل بدء المباراة الودية في استاد دو فرانس الليلة قبل الماضية (ا.ف.ب)
TT

وجد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، رغم تحضره للذهاب إلى بروكسل وترؤس القمة الأوروبية لمعالجة مشكلة الأزمة المالية، الوقت لاستدعاء رئيس الفدرالية الفرنسية لكرة القدم، جان بيار اسكاليت، الى قصر الأليزيه، وبحضور وزيرة الرياضة والشباب روزلين باشلو، وسكرتير الدولة للشؤون الرياضية برنار لابورت، للنظر في التدابير التي يمكن اتخاذها لتفادي تكرار «إهانة» النشيد الوطني الفرنسي الذي يعزف قبل المباريات الرياضية.

واستبق قصر الأليزيه الاجتماع ببيان يعلن فيه الرئيس الفرنسي عن «غضبه» إزاء الإهانة التي لحقت ببلاده الليلة قبل الماضية بمناسبة المباراة الودية لفريقي كرة القدم الفرنسي والتونسي، حيث أقدم مناصرون للفريق التونسي على الصفير والهتاف عندما كان النشيد الوطني الفرنسي يعزف قبل بدء المباراة.

وتفاعلت هذه الحادثة بشكل سريع. فمنذ صباح اليوم التالي (أمس) سارع رئيس الحكومة فرنسوا فيون الى «تلقف الكرة» معتبرا أن ما حصل «مهين» بالنسبة لفرنسا، ودعا إلى وقف المباريات في حال حصول شيء مشابه.

وكان الآلاف من الشبان المتحدرين في غالبيتهم من أصول تونسية ومغربية قد تدفقوا على الملعب الرياضي الأشهر في فرنسا المسمى «استاد دو فرانس» الموجود على المدخل الشمالي للعاصمة باريس لحضور هذه المباراة الودية وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية داخل الملعب وفي محيطه وفي وسائل النقل العمومية المفضية إليه. وأفادت إدارة الملعب بأن الحضور كانوا حوالي ستين ألفا وأن غالبيتهم من التونسيين والمغاربة الذين جاؤوا، بالإضافة الى فرنسا، من بلجيكا وهولندا وألمانيا وغيرها. ونبّه تقرير أمني فرنسي لمخاطر حصول أحداث «مخلة بالأمن» بما فيها اشتباكات بين مشجعي الفريق الفرنسي وداعمي الفريق التونسي. وكان هيجان الشبان المتحدرين من أصول مغاربية قد اشتد عندما باشرت الفنانة التونسية حليمة بغناء النشيد الفرنسي، ثم اهتاجوا عندما ظهرت على الشاشات الكبرى الموجودة في الملعب صورة اللاعب حاتم بن عرفه وهو من أصل تونسي وفضل اللعب مع الفريق الفرنسي على أن يلتحق بالفريق التونسي.

وأمس، تكاثرت ردود الفعل الفرنسية المنددة بالحادثة التي ليست الأولى من نوعها. ففي العام 2001، حصل الشيء نفسه أثناء مباراة فرنسية ـ جزائرية وتكرر الوضع عام 2007 في مباراة مع الفريق المغربي. وأدلى السياسيون من اليمين واليسار بدلوهم، فاعتبر ناطق باسم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليمين الحاكم أن ما حصل «مؤسف» خصوصا أنه جاء من شبان «يهينون النشيد الوطني للبلد الذي استقبلهم». وقال رازي حمادي (وهو من أصل مغاربي) باسم الحزب الاشتراكي إن «الصفير غير مقبول» رغم أن المغاربة والتونسيين «عانوا من الاستعمار الفرنسي وضحايا التمييز والملاحقة البوليسية». وخلص حمادي الى القول إن «الجمهورية تبقى هي الجمهورية رغم الوعود التي لم تتحقق ولا تجوز إهانتها بالصفير». وأمس، أعلنت وزيرة الداخلية ميشال إليو ماري أنها أمرت بفتح تحقيق يمكن أن يفضي الى ملاحقات قضائية. وتستطيع الشرطة التعرف على المشاغبين بفضل الكاميرات العديدة المنصوبة داخل وخارج الملعب. وعندما كان ساركوزي وزيرا للداخلية، دفع الى إيجاد جنحة تسمى «إهانة العلم والنشيد الوطنيين».

وأمس أفضى اجتماع الأليزيه الى قرار رسمي كشفت عنه وزيرة الرياضة ويقضي بوقف فوري لأية مباراة يهان فيها النشيد الوطني الفرنسي. كما تقرر أن يترك الرسميون الفرنسيون أرض الملعب عند حصول حوادث من هذا النوع. وكان وزير الدولة للشؤون الرياضية قد اقترح نقل المباريات التي تجمع الفريق الوطني الفرنسي وفرق مغاربية من «استاد دو فرانس» إلى ملاعب في المناطق. وكانت باشلو ولابورت حاضرين في المباراة التي ربحها الفريق الفرنسي بتسجيل ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للفريق التونسي. وسجل واحد من الأهداف من قبل اللاعب الجزائري الأصل، كريم بن زيمه، فيما سجل الهدفين الآخرين اللاعب الأسود تييري هنري.