موسى: ندعم مبادرة أهل السودان لالتقائها مع حزمة الحل العربي والأفريقي

وزير الخارجية السوداني يعتبر أن وضوح الرؤية سيقنع حركات التمرد بالحل

TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أمس أن مشاركته في مؤتمر أهل السودان يأتي دعما لهذه المبادرة ومعها الاتحاد الأفريقي، وقال «إن كل أهل السودان لهم مصلحة في إنهاء الأزمات والمشاكل، كما هو الحال بالنسبة لنا، وأن يستقر السودان». وأعرب موسى عن تفاؤله بحل الأزمة في ضوء الاتصالات التي تجرى على المستويين العربي والأفريقي، مشيرا إلى تنفيذ بعض الخطوات التي وردت في حزمة الحل العربي ـ الأفريقي. ووصف ما تم تنفيذه في الشقين القانوني والسياسي بأنه تحرك إلى الإمام.

وعما إذا كان تجاوب حكومة السودان مع حزمة الحل يلقى تفهما من المجتمع الدولي الضاغط على السودان، أوضح موسى أن التجاوب يؤدي إلى تفهم، والمبادرة العربية ـ الإفريقية نشطة وتتحرك إلى الأمام. وذكر أن هناك مجموعة اتصالات والمبادرة المشتركة تعمل. وحول ما إذا كانت الجامعة تجري اتصالات مع الحركات المتمردة لإقناعها بالمشاركة في السلام، أكد موسى ذلك قائلا «إنهم إخواننا ولا بد أن نأخذ مصالحهم في الاعتبار ونسمع وجهة نظرهم، وسوف تقوم اللجنة العربية ـ الأفريقية بهذا الاتصال مع حركات التمرد». وأشار إلى وجود سقف زمني لحل أزمات السودان، قائلا «لا نريد أن تتحول قضية السودان إلى قضية مثل مشكلة فلسطين»، وأضاف «إن هناك جدية في الحل، وقد تجسدت مؤخرا في تشكيل محاكم بحضور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وتعديل القانون الجنائي وتعيين المدعي العام الخاص بدارفور والقبض على كوشيب»، وتساءل «لماذا إذاً ننكر كل هذا التقدم». وحول حجم التنسيق بين المبادرة العربية ومبادرة أهل السودان، أوضح موسى أن المبادرة الملتزم بها هي المبادرة العربية ـ الأفريقية «وما نعمل عليه هو قيام اللجنة العربية ـ الأفريقية بتقريب وجهات النظر بين أطراف المشكلة في السودان وأن تحلها وفقا للقرارات المعمول بها». وأضاف «نحن هنا لحضور المشاركة في افتتاح هذا الحوار السوداني ـ السوداني»، وشدد على أهمية الحوار ووصفه بالإيجابي للتعامل مع الأزمة.

من جانبه أوضح وزير الخارجية السوداني، دينق ألور، أن مشاركة الجامعة العربية والأمين العام للجامعة مهمة باعتبارها طرفا أساسيا في الحل، وقال إن اجتماع مبادرة أهل السودان يؤكد محاولة الجميع لحل عادل وشامل للمشكلة، مشيرا إلى أن وضوح رؤية الحل في مبادرة أهل السودان سيساهم بدور كبير في إقناع حركات التمرد للمشاركة في إنهاء النزاع. إلى ذلك أعلنت حركات العدل والمساواة وتحرير السودان، جناحي عبد الواحد محمد نور، وقيادة الوحدة المتمردة في إقليم دارفور، رفضها المشدد لمبادرة أهل السودان التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير والمتوقع ان تنطلق اليوم في الخرطوم، واعتبرتها التفاف من الحكومة السودانية حول قضية دارفور ومحاولة لإنقاذ البشير من قرار المحكمة الجنائية الدولية المتوقع صدوره خلال الشهرين القادمين. وقال رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من باريس إن مبادرة البشير مرفوضة من أساسها، معللاً رفض حركته للمبادرة التي ستنطلق اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم بان البشير متهم في جرائم الإبادة الجماعية في الإقليم، وتابع «لا يمكن أن تطرح مبادرة من الخصم والحكم، وهذا تكرار ممل من النظام والتفاف حول قضية أوضح من الشمس»، مندداً بما سماه سعي الجامعة العربية لحماية البشير من المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن أي مبادرة لا تتوافق مع رؤية حركته من أي جهة كانت، لن تتعامل معها الحركة، وجدد شروط حركته للدخول في أي مفاوضات مقبلة بأن توقف الخرطوم قتلها للمواطنين في الإقليم، وإعادة السكان الذين أسكنتهم مكان السكان الأصليين، ونشر القوات الدولية، والذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق العدالة، وتابع «السودان الآن في محك حقيقي، وأي محاولة لإنقاذ البشير من المحكمة الجنائية الدولية ستزيد من تفجر الأوضاع في البلاد»، وشدد على أن القرارات التي يمكن أن تصدر من المجتمعين في مبادرة أهل السودان مرفوضة، وقال «القرارات التي يمكن أن تصدر مهما كانت فإنها تصدر من نظام فاقد للشرعية». من جهته اعتبر الناطق باسم حركة العدل والمساواة الدارفورية، أحمد حسين، مبادرة أهل السودان حلقة من حلقات عدم الجدية من الحكومة السودانية، ووصفها بتمارين العلاقات العامة التي قال «إن نظام البشير ظل يمارسها مع أزمة السودان في دارفور، وهي تعبر عن حالة فزع من الخرطوم لما يمكن أن تصدره المحكمة الجنائية الدولية من قرار باعتقال البشير». وقال حسين لـ«الشرق الأوسط» إن حركته لن تتعامل مع المبادرة ونتائجها، مضيفا أن «النظام لا يمكنه إطلاق المبادرات، بل عليه إصدار قرارات تمهد للتفاوض على طاولة المفاوضات بأشراف الأمم المتحدة». ومضى قائلا «إن الخرطوم تعاني من عزلة خانقة، وإن المبادرة لا تعبر عن أهل السودان باعتبار أن أكثر من عشرين حزباً سياسياً رفضها.. هذه مسرحيات بهلوانية يقوم بها نظام البشير بصورة متكررة ومضيعة للوقت والمال».

وقال حسين إن حركته لن تتفاوض إلا عبر طاولة مفاوضات تحت رعاية المجتمع الدولي «وليس عبر الحشود الجماهيرية وأبواق النظام من على أجهزة الإعلام»، وجدد رفض حركته لمبادرة الجامعة العربية قائلا إن حركته لم تطلع على الجهود القطرية، وأضاف «أمامنا فقط مبادرة الأمم المتحدة، ومبادرة أهل السودان ستعقد القضية ومحاولة لتقسيم المجتمع الدولي وتضليل الرأي العام العالمي». واتفق القيادي في حركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة، الدكتور شريف حرير، مع هذا الرأي وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظام غير جاد في الوصول إلى حل لقضية دارفور عبر التفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة، وعلى نظام البشير أن يطبق قرارات مجلس الأمن الدولي جميعها. لكن ما يقوم به النظام الآن من طرح للمبادرات مجرد ذر للرماد في العيون». وشدد على أن حركته لن تعترف بالنتائج ولا بالقرارات التي يمكن أن تصدرها مجموعة المبادرة، وتابع «لن تنطلي علينا مثل هذه المسرحيات السمجة لأن المبادرة طرحت قبل يوم من إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توقيف البشير».