الصليب الأحمر: العراق وإيران اتفقا على البحث عن مفقودي الحرب

في أول اتفاقية مباشرة بينهما لمعالجة الملف العالق منذ عقدين

الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وإلى يمينه مهدي كروبي يحضران تجمعا للاصلاحيين في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن العراق وإيران اتفقا أمس على العمل معا للكشف عن مصير عشرات الآلاف من الجنود الذين لا يزالون في عداد المفقودين منذ الحرب العراقية – الإيرانية بين عامي 1980 و1988.

وهذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها الحكومتان على القيام بجهد مشترك مع المنظمة الدولية المحايدة سعيا لكشف مصير الجنود المفقودين في الحرب والأسرى. وكانت في السابق كل دولة تعمل على حدة مع المنظمة الدولية. وقالت اللجنة الدولية في بيان حول مذكرة التفاهم الثلاثية: «تشكل الوثيقة إطار عمل واضحا من اجل جمع المعلومات وتبادلها بين البلدين وتسليم رفات القتلى». وأضافت: «لا يزال عشرات الآلاف من العراقيين والإيرانيين من أفراد القوات المسلحة بينهم بعض من كانوا من الأسرى لم يعرف مصيرهم حتى اليوم». ولا تزال عائلات عراقية وإيرانية بعد 20 عاما من انتهاء الحرب تنتظر أخبارا عن ذويها الذين لم يعودوا من الصراع الذي قتل فيه حوالي مليون شخص. ويمهد الاتفاق الجديد الطريق امام مسؤولين من كلا الجانبين للعمل معا وتبادل المعلومات للمرة الاولى بدعم من خبراء اللجنة الدولية. وتؤكد الدولتان انه لم يبق لدى أي منهما أسرى حرب.

وعملت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، التي زارت اسرى الحرب خلال الصراع وساهمت في اعادة 100 الف منهم تقريبا الي وطنهم، فيما بعد على مدى عشرات السنين من اجل تحديد مصير المفقودين. ووقع العراق اتفاقا ثنائيا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يونيو (حزيران) الماضي لزيادة هذه الجهود بينما وقعت ايران اتفاقا مماثلا في عام 2004.

ووقعت وجدان ميخائيل وزيرة حقوق الإنسان العراقية ومحمد علي حسين نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية الاتفاق في جنيف. وتعتبر قضية الأسرى والمفقودين من القضايا التي ما زالت عالقة بين البلدين بعد عقدين من انتهاء الحرب، بالإضافة الى ملفات أخرى مثل ترسيم الحدود وإخلاء المناطق الحدودية من الألغام. ويقدر عدد المفقودين بين الطرفين بعشرات الالاف ولكن لا توجد تقديرات دقيقة حتى الآن. واتفقت بغداد وطهران أمس على الية التعاون لمعالجة هذا الملف بما في ذلك طريقة إعادة المفقودين أو اية رفات تكشف.